417
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

إنّي كنت في أوائل البلوغ طالباً لمرضاة اللّه‏، ساعياً في طلب رضاه، ولم يكن لي قرار بذكره، إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أنّ صاحب الزمان ـ صلوات اللّه‏ عليه ـ كان واقفاً في الجامع القديم بأصبهان قريباً من باب الطنبيّ الذي الآن مَدْرَسي، فسلّمت عليه وأردت أن أُقبّل رجله، فلم يدعني وأخذني، فقبّلت يده، وسألته عن مسائل قد أشكلت عليّ، منها: أنّي كنت أُوسوس في صلاتي، وكنت أقول: إنّها ليست كما طُلبت منّي، وأنا مشتغل بالقضاء، ولا يمكنني صلاة الليل، وسألت عنها شيخنا البهائي رحمه اللّه‏ تعالى فقال: صلّ صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد قضاء صلاة الليل، وكنت أفعل هكذا. فسألت عن الحجّة عليه‏السلام: أُصلّي صلاةَ الليل؟ فقال: صلّها، ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل. إلى غير ذلك من المسائل التي لم تبق في بالي.
ثمّ قلت: يا مولاي، لا يتيسّر لي أن أصل إلى خدمتك كلّ وقت، فأعطني كتاباً أعمل عليه دائما، فقال عليه‏السلام: أعطيتُ لأجلك كتاباً إلى مولانا محمّد التاج، وكنت أعرفه في النوم، فقال عليه‏السلام: رُح وخُذ منه.
فخرجت من باب المسجد الذي كان مقابلاً لوجهه إلى جانب دار البطّيخ (محلّة من أصبهان)، فلمّا وصلت إلى ذلك الشخص ورآني، قال لي: بعثك الصاحب عليه‏السلام إليّ؟ قلت: نعم، فأخرج من جيبه كتاباً قديماً، فلمّا فتحته ظهر لي أنّه كتاب الدعاء، فقبّلته ووضعته على عيني وانصرفت عنه متوجّهاً إلى الصاحب عليه‏السلام، فانتبهت ولم يكن معي ذلك الكتاب.
فشرعت في التضرّع والبكاء والحوار لفوت ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر، فلمّا فرغت من الصلاة والتعقيب، وكان في بالي أنّ مولانا محمّد هو الشيخ [البهائي] وتسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء.
فلمّا جئت إلى مدرسته وكان في جوار المسجد الجامع، فرأيته مشتغلاً بمقابلة الصحيفة، وكان القارئ السيّد صالح أمير ذو الفقار الجرفادقاني، فجلست ساعة حتّى فرغ منه، والظاهر أنّه كان في [قراءة] سند الصحيفة، لكن للغمّ الذي كان لي لم


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
416

لا يراني، حتّى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين صلوات اللّه‏ عليه عنده، ومكث طويلاً ثمّ رجع وخرج من المسجد وأقبل نحو الغريّ.
فكنت خلفه حتّى قرب من [مسجد] الحنّانة، فأخذني سعال لم أقدر على دفعه، فالتفت إليّ فعرفني، وقال: أنت مير علاّم؟ قلت: نعم، قال: ما تصنع هنا؟ قلت: كنت معك حيث دخلت الروضة المقدّسة إلى الآن، وأُقسم عليك بحقّ صاحب القبر أن تخبرني بما جرى عليك في تلك الليلة من البداية إلى النهاية. فقال: أُخبرك على أن لا تخبر به أحداً ما دمت حيّاً.
فلمّا توثق ذلك منّي قال: كنت أُفكّر في بعض المسائل وقد أُغلقت عليّ، فوقع في قلبي أن آتي أمير المؤمنين عليه‏السلام وأسأله عن ذلك، فلمّا وصلت إلى الباب فُتح لي بغير مفتاح كما رأيت، فدخلت الروضة وابتهلت إلى اللّه‏ تعالى في أن يجيبني مولاي عن ذلك، فسمعت صوتاً من القبر: أن ائت مسجد الكوفة وسل عن القائم عليه‏السلام فإنّه إمام زمانك. فأتيت عند المحراب وسألته عنها وأُجِبت، وها أنا أرجع إلى بيتي.۱

۴ / ۶

المَجلِسيُّ الأوّل۲

۸۶۸.قال الشيخ محمّد تقيّ المجلسيّ (المجلسيّ الأوّل) في ترجمة المتوكّل بن عمير راوي الصحيفة السجّاديّة:

1.. بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۱۷۴، الأنوار النعمانيّة: ج ۲ ص ۳۰۳، النجم الثاقب: ص ۳۹۱.

2.. الملاّ محمّد تقي الإصفهانيّ المعروف بالمجلسيّ الأوّل ۱۰۰۳ ـ ۱۰۷۰ه ، رجل فاضل عالم ، محقّق متبحّر ،زاهد عابد ، ثقة متكلّم ، فقيه محدّث، من تلامذة الشيخ البهائيّ، ويُعدّ من عظماء عصره في العلوم الإسلاميّة. ترك عدّة مؤّفات، منها: شرح الصحيفة (راجع: أمل الآمل: ج ۲ ص ۲۵۲ الرقم ۷۴۲ وأعيان الشيعة: ج ۹ ص ۱۹۳ الرقم ۴۴۲) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12304
صفحه از 458
پرینت  ارسال به