لا يراني، حتّى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه عنده، ومكث طويلاً ثمّ رجع وخرج من المسجد وأقبل نحو الغريّ.
فكنت خلفه حتّى قرب من [مسجد] الحنّانة، فأخذني سعال لم أقدر على دفعه، فالتفت إليّ فعرفني، وقال: أنت مير علاّم؟ قلت: نعم، قال: ما تصنع هنا؟ قلت: كنت معك حيث دخلت الروضة المقدّسة إلى الآن، وأُقسم عليك بحقّ صاحب القبر أن تخبرني بما جرى عليك في تلك الليلة من البداية إلى النهاية. فقال: أُخبرك على أن لا تخبر به أحداً ما دمت حيّاً.
فلمّا توثق ذلك منّي قال: كنت أُفكّر في بعض المسائل وقد أُغلقت عليّ، فوقع في قلبي أن آتي أمير المؤمنين عليهالسلام وأسأله عن ذلك، فلمّا وصلت إلى الباب فُتح لي بغير مفتاح كما رأيت، فدخلت الروضة وابتهلت إلى اللّه تعالى في أن يجيبني مولاي عن ذلك، فسمعت صوتاً من القبر: أن ائت مسجد الكوفة وسل عن القائم عليهالسلام فإنّه إمام زمانك. فأتيت عند المحراب وسألته عنها وأُجِبت، وها أنا أرجع إلى بيتي.۱
۴ / ۶
المَجلِسيُّ الأوّل۲
۸۶۸.قال الشيخ محمّد تقيّ المجلسيّ (المجلسيّ الأوّل) في ترجمة المتوكّل بن عمير راوي الصحيفة السجّاديّة:
1.. بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۱۷۴، الأنوار النعمانيّة: ج ۲ ص ۳۰۳، النجم الثاقب: ص ۳۹۱.
2.. الملاّ محمّد تقي الإصفهانيّ المعروف بالمجلسيّ الأوّل ۱۰۰۳ ـ ۱۰۷۰ه ، رجل فاضل عالم ، محقّق متبحّر ،زاهد عابد ، ثقة متكلّم ، فقيه محدّث، من تلامذة الشيخ البهائيّ، ويُعدّ من عظماء عصره في العلوم الإسلاميّة. ترك عدّة مؤّفات، منها: شرح الصحيفة (راجع: أمل الآمل: ج ۲ ص ۲۵۲ الرقم ۷۴۲ وأعيان الشيعة: ج ۹ ص ۱۹۳ الرقم ۴۴۲) .