ذلك الشخص أن يردّ طلبه دفعةً واحدة، فقال له: لقد أقسمت ألاّ أُبقي هذا الكتاب عند أحد أكثر من ليلة.
فاغتنم العلاّمة الفرصة وأخذه إلى بيته، وحاول في تلك الليلة أن ينقل منه ما تيسّر له، فلما شُغل بكتابته ومضى منتصف الليل، غلبه النوم، فحضر صاحب الأمر عليهالسلام وقال للعلاّمة: ناولني الكتاب وخذ في نومك۱. ولما استيقظ العلاّمة رأى أن تلك النسخة قد تمّت بكرامة صاحب الأمر عليهالسلام.۲
۴ / ۵
المُقدَّسُ الأردَبيليّ۳
۸۶۷.نقل العلاّمة المجلسيّ: أنّ السيّد الفاضل أمير علاّم التفرشيّ ـ وهو رجل فاضل وزاهد وتلميذ المقدّس الأردبيليّ ـ قال:
كنت في بعض الليالي في صحن الروضة المقدّسة بالغريّ ـ على مشرّفها السلام ـ وقد ذهب كثير من الليل، فبينا أنا أجول فيها، إذ رأيت شخصا مقبلاً نحو الروضة المقدّسة فأقبلت إليه، فلمّا قربت منه عرفت أنّه أُستاذنا الفاضل العالم التقيّ الذكيّ مولانا أحمد الأردبيليّ قدّس اللّه روحه، فأخفيت نفسي عنه حتّى أتى الباب، وكان مغلقاً فانفتح له عند وصوله إليه، ودخل الروضة، فسمعته يكلّم كأنّه يناجي أحداً، ثمّ خرج وأغلق الباب.
فمشيت خلفه حتّى خرج من الغريّ وتوجّه نحو مسجد الكوفة، فكنت خلفه بحيث
1.. قال المحدّث النوري: ظاهر العبارة يوهم أنّ اللقاء والحديث كانا في اليقظة، وهو بعيد، ويبدو أنّه في عالم الرؤا، واللّه العالم جنّة المأوى : ص ۲۵۲ .
2.. مجالس المؤمنين: ص ۵۷۳، جنّة المأوى : ص ۲۵۲ الحكاية ۲۲، النجم الثاقب: ص ۲۹۴ ح ۱۵. وقال في النجمالثاقب: ذكره عليّ بن إبراهيم المازندرانيّ المعاصر للعلاّمة المجلسيّ بنحوٍ آخر في الكشكول .
3.. أحمد بن محمّد الأردبيلي ت ۹۹۳ ه ، شخصيّة جليلة وسامية، فهو عالم فاضل دقيق، وعابد ثقة زاهد، له عدّةكتب، منها حديقة الشيعة (راجع: أمل الآمل: ج ۲ ص ۲۳ الرقم ۵۷) .