415
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

ذلك الشخص أن يردّ طلبه دفعةً واحدة، فقال له: لقد أقسمت ألاّ أُبقي هذا الكتاب عند أحد أكثر من ليلة.
فاغتنم العلاّمة الفرصة وأخذه إلى بيته، وحاول في تلك الليلة أن ينقل منه ما تيسّر له، فلما شُغل بكتابته ومضى منتصف الليل، غلبه النوم، فحضر صاحب الأمر عليه‏السلام وقال للعلاّمة: ناولني الكتاب وخذ في نومك۱. ولما استيقظ العلاّمة رأى أن تلك النسخة قد تمّت بكرامة صاحب الأمر عليه‏السلام.۲

۴ / ۵

المُقدَّسُ الأردَبيليّ۳

۸۶۷.نقل العلاّمة المجلسيّ: أنّ السيّد الفاضل أمير علاّم التفرشيّ ـ وهو رجل فاضل وزاهد وتلميذ المقدّس الأردبيليّ ـ قال:
كنت في بعض الليالي في صحن الروضة المقدّسة بالغريّ ـ على مشرّفها السلام ـ وقد ذهب كثير من الليل، فبينا أنا أجول فيها، إذ رأيت شخصا مقبلاً نحو الروضة المقدّسة فأقبلت إليه، فلمّا قربت منه عرفت أنّه أُستاذنا الفاضل العالم التقيّ الذكيّ مولانا أحمد الأردبيليّ قدّس اللّه‏ روحه، فأخفيت نفسي عنه حتّى أتى الباب، وكان مغلقاً فانفتح له عند وصوله إليه، ودخل الروضة، فسمعته يكلّم كأنّه يناجي أحداً، ثمّ خرج وأغلق الباب.
فمشيت خلفه حتّى خرج من الغريّ وتوجّه نحو مسجد الكوفة، فكنت خلفه بحيث

1.. قال المحدّث النوري: ظاهر العبارة يوهم أنّ اللقاء والحديث كانا في اليقظة، وهو بعيد، ويبدو أنّه في عالم الرؤا، واللّه‏ العالم جنّة المأوى : ص ۲۵۲ .

2.. مجالس المؤمنين: ص ۵۷۳، جنّة المأوى : ص ۲۵۲ الحكاية ۲۲، النجم الثاقب: ص ۲۹۴ ح ۱۵. وقال في النجمالثاقب: ذكره عليّ بن إبراهيم المازندرانيّ المعاصر للعلاّمة المجلسيّ بنحوٍ آخر في الكشكول .

3.. أحمد بن محمّد الأردبيلي ت ۹۹۳ ه ، شخصيّة جليلة وسامية، فهو عالم فاضل دقيق، وعابد ثقة زاهد، له عدّةكتب، منها حديقة الشيعة (راجع: أمل الآمل: ج ۲ ص ۲۳ الرقم ۵۷) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
414

يدلّ على هذه الفتوى!
فقال ذلك الرجل: روى الشيخ الطوسيّ حديثاً في هذا الصدد في كتاب التهذيب، فعدّ من بداية الكتاب كذا وكذا ورقة، وفي الصفحة كذا والسطر كذا تجد هذا الحديث.
فحيّرت العلاّمة هويّة هذا الشخص، ثمّ سأله: هل يمكن رؤة صاحب الأمر عليه‏السلام في هذا العصر وهو زمن الغيبة الكبرى؟
وفي هذه الأثناء سقط السوط من يد العلاّمة، فانحنى ذلك الشخص وأخذ السوط من على الأرض ووضعه في يد العلاّمة وقال له: كيف لا تمكن رؤة صاحب الزمان وهو واضع يده في يدك؟ فألقى العلاّمة نفسه من فوق الدابّة ليقبّل قدميه، وأُغشي عليه، ولمّا استيقظ لم يجد أحداً.
وبعد أن عاد إلى البيت، راجع كتاب التهذيب ووجد الحديث في الصفحة والسطر حيث دلّه عليهما القائم عليه‏السلام، وكتب العلاّمة بخطّه في حاشية كتاب التهذيب: هذا الحديث هو ما أخبر به صاحب الأمر عليه‏السلام ودلّ على صفحته وسطره في هذا الكتاب.
قال الملاّ صفر علي: قال أُستاذي السيّد محمّد: وأنا رأيت هذا الكتاب، وفي حاشية ذلك الحديث خطّ العلاّمة بالمضمون السابق.۱

۸۶۶.قال السيّد الشهيد القاضي نور اللّه‏ الشوشتريّ في ترجمة آية اللّه‏ العلاّمة الحلّيّ:
من المقامات العالية التي ميّزت الشيخ (العلاّمة الحلّي) وأكسبته شهرة بين المؤمنين، أنّ بعض علماء أهل السنّة ممّن تلمّذ له العلاّمة في بعض العلوم، ألّف كتاباً في ردّ الإماميّة وأخذ يقرؤه للناس في مجالسه ويضلّلهم، ولا يعطيه أحداً ليستنسخه؛ خوفاً من أن يردّه أحد من علماء الإماميّة.
وسعى العلاّمة دوماً في تحصيل هذا الكتاب ليتمكّن من ردّه، فاضطرّ إلى الدخول في جملة تلامذته، وجعل تلمّذه له ذريعة لاستعارة الكتاب المذكور منه، ولم يُرد

1.. قصص العلماء «زندگى دانشمندان» بالفارسيّة : ص ۳۴۶، دار السلام در أحوالات حضرت وليّ عصر(بالفارسيّة): ص ۲۸۸ ح ۱۵، إلزام الناصب: ج ۲ ص۳۲ الرقم ۱۹.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12456
صفحه از 458
پرینت  ارسال به