التي يمكن ظهورها في المجتمع الشيعيّ ؛ مثل تهيئة الأرضيّة للادّعاءات الكاذبة، والاتّصالات غير الحقيقيّة، وشيوع الخرافات، وإبعاد وإقصاء العلماء عن العقائد الشيعيّة الأصيلة.
والجواب على ذلك هو أنّه على الرغم من تعرّض كثير من العقائد الحقّة على مدى التاريخ لاستغلال المشعوذين وعبدة الدنيا الذين يعتاشون على الدين، ولا شكّ في بروز خرافات مضرّة إلى جانب العقائد الأصيلة، ولكن هل هذا يعني خطأ العقائد الحقّة؟ وهل يبيح رَكنَها جانباً؟ والسؤل الأكثر أهمّية: ماذا نفعل بالأخبار العديدة لكبار العلماء المتضلّعين والأشخاص الثقات الصادقين والمتّقين الذين تشرّفوا ولو بلقاءات قصيرة ونادرة برؤته؟ هل يمكننا أن نعتبر جميع أُولئك الصادقين من الأشخاص كاذبين نتيجة للتعاطي السيّئ لبعض المفترين؟
ووظيفتنا تعيّين المعنى الدقيق لرؤة الإمام المهديّ عليهالسلام في عصر الغيبة التي لا تحدث إلاّ بنحوٍ نادر ولأشخاص صالحين معدودين هم على درجة عالية من طهارة القلب أو عاجزين جدّاً ومحتاجين ولاجئين، وهي تختلف تماماً مع ادّعاء الرؤة المنظّمة والمستمرّة وباختيار شخص المدّعي. ومن المفارقات أنّ المجموعة الأُولى تُخفي رؤتها للإمام عليهالسلام، ثمّ تأتي الحكمة والأحداث الإلهيّة المقدّرة لتزيح الستار عنها.
نعم، المجموعة الثانية هي من توفّر أرضيّة النزوع نحو الخرافات من جهة، وتثبيط العزائم والإنكار من جهة أُخرى ؛ بعدم التزامها وادّعائها الكاذب للرؤة والتشرّف الحقيقيّ بالإمام عليهالسلام، وبخداع النفس وضلالة الشيطان. وتقع على عاتقنا وظيفة البحث والدراسة، وعلى عاتق العلماء والمتصدّين للقضاء والقانون وظيفة الإشراف والمتابعة والمواجهة.
وواضح أننّا ينبغي أن نشكّ أوّلاً بعقلانيّة مقبولة في خبركلّ مخبر عن الرؤة، ونسعى لمعرفة صحّته وسقمه استناداً إلى القرائن الجانبيّة، ولا نسلّم به إلاّ بعد الوصول إلى اليقين، بالرغم من أنّه لايجب علينا نفي أو قبول رؤة شخص للإمام عليهالسلام وإنكارها أو تأييدها.