والاجتماع به فممنوع ؛ إذ بيّن أنّ لقاء الإمام عليهالسلام لن يُستجاب، فعدم رؤته أمر إلهيّ.
الجواب: نقول ما يلي مع غضّ النظر عن عدم نسبة هذا القول إلى الإمام عليهالسلام:
۱ ـ دار هذا الحوار في عصر الغيبة الصغرى وحضور نائبه الخاصّ.
۲ ـ إنّ هذا الحوار متعلّق بشخص معيّن ربّما لايملك استحقاق وأهليّة التشرّف بلقاء الإمام عليهالسلام.
وعلى فرض شمول هذا الخطاب لعصر الغيبة الكبرى وجميع الشيعة، إلاّ أنّه حكم عامّ يمكن تخصيصه بأدلّة أُخرى، وهو لايرصد أصلاً اللقاءات التي يسعى إمام العصر عليهالسلام إلى تحقّقها.
النتائج الخاطئة لادّعاء الرؤة
يزعم منكرو الرؤة أنّ هناك نتائج خاطئة تترتّب على القبول بإمكانيّة وقوع الرؤة في زمن الغيبة الكبرى، ولهذا لا يسلّمون بها. وفيما يلي سنذكر مزاعمهم ثمّ نتولّى نقدها.
أوّلاً: التعارض مع فلسفة الغيبة والانتظار
الغرض من الغيبة ـ وبخاصّة أمدها الطويل ـ اختبار المؤمنين وقياس مدى صبرهم وإيمانهم بالغيب، ولو توفّرت إمكانيّة رؤة الإمام ونيل إجابته عن كلّ سؤل واستجابته لكلّ استغاثة في أيّ وقت، لا يتحقّق هذا الاختبار.
الجواب: نحن نوافق أيضاً على أنّ سهولة الاتّصال وإمكانيّة التشرّف السهل الوفير برؤته يعارض فلسفة الغيبة، ولكنّ اللقاءات التي ربّما لا تحدث لجيل من البشر، أو لا تتجاوز عدد الأصابع على مدى قرن من الزمان، لا أنّها لاتتعارض مع الغيبة فحسب، بل تضيء أنوار الأمل في قلوب المؤمنين، ومساندة الإمام وأجوبته من حين لآخر تجعلهم يلمسون الخسارة المترتّبة على طول عهد الغيبة، وتحثّهم على الدعاء والتضرّع لنهايتها، والتأهّب لزمن الظهور.