لايمكن ادّعاء الانحصار في هذا المقام.
إضافة إلى أنّ تشبيهه بالشمس خلف السحاب، يُستفاد منه تحقّق اللقاء به من حين لآخر، كما ذكر العلاّمة المجلسي أنّ أحد وجوه التشبيه هو اللقاء، حيث قال:
السادس: [من وجوه التشبيه بالشمس المجلّلة بالسحاب] أنّ الشمس قد تخرج من السحاب وينظر إليها واحد دون واحد، فكذلك يمكن أن يظهر عليهالسلام في أيّام غيبته لبعض الخلق دون بعض.۱
الثاني: استدلّ المنكرون بحديث آخر وهو لأمير المؤمنين عليهالسلام، حيث ذكر في بيان استعاريّ ومجازيّ ما يلي:
لِلقائِمِ مِنّا غَيبَةٌ أَمَدُها طَويلٌ، كَأنّي بِالشّيعَةِ يَجولونَ جَوَلانَ النَّعَمِ في غَيبَتِهِ، يَطلُبونَ المَرعى فَلا يَجِدونَهُ.۲
والجواب: إنّنا لاندّعي أيضاً بأنّ كلّ من يريد أن يرى الإمام يمكنه ذلك أو يطّلع على مكانه، بل نقول بوقوع اللقاء على نحو الاستثناء من أصلٍ كلّيّ.
إضافة إلى أنّ نصّ الحديث خالٍ من أيّ إشارة إلى اللقاءات التي يرتّبها الإمام عليهالسلام نفسه لإغاثة شيعته.
الثالث: اتّكأ منكرو الرؤة أيضاً على جواب النائب الثاني العَمريّ لشخص باسم أحمد بن إبراهيم الذي شكا شوقه إلى رؤة الإمام وهو يخاطب العَمريّ، فأجابه:
لا تَلتَمِس يا أبا عَبدِ اللّهِ أن تَراهُ، فَإنَّ أيّامَ الغَيبَةِ يُشتاقُ إلَيهِ، ولا تَسألِ الاجتِماعَ مَعَهُ، إنَّهُ عَزائِمُ اللّهِ وَالتَّسليمُ لَها أولى، وَلكن تَوَجَّه إِلَيهِ بِالزِّيارَةِ.۳
ووجه الاستدلال أنّ ظاهر الرواية يشير إلى عدم إمكان رؤة الإمام عليهالسلام، ويستشفّ منه أنّ وظيفتنا في عصر الغيبة هي التوجّه إليه وزيارته والشوق القلبيّ له، أمّا سؤل رؤته