كما توجد روايات مشابهة أُخرى توضّح بنوعٍ ما المرادَ من الأحاديث المذكورة، فالتشابه المضمونيّ والوحدة الموضوعيّة بين هذه الأحاديث تصل إلى درجة كبيرة بحيث يفسّر بجلاء بعضها بعضاً، فمثلاً أشرنا إلى حديث محمّد بن عثمان العَمريّ حول حضور الإمام عليهالسلام في موسم الحجّ، وهو يشبه الحديث الذي أوردناه في بداية البحث عن إمكانيّة رؤة الإمام ولكنّه ينفي معرفته، ونصّ الحديث كما يلي:
وَاللّهِ! إنَّ صاحِبَ هذَا الأمرِ لَيَحضُرُ المَوسِمَ كلَّ سَنَةٍ، يَرَى النّاسَ ويَعرِفُهُم، ويَرَونَهُ ولا يَعرِفونَهُ.۱
ووضع هذه الأحاديث إلى جانب بعضها يكشف عن نتيجة ساطعة هي: أنّ مراد المجموعة الأُولى ليس النفي المطلق للرؤة، بل نفي مقابلة الإمام مع معرفته.
وأحاديث المجموعة الثانية عامّة، ويمكن تخصيصها بأحاديث أُخرى أو أخبار مقبولة موثوقة، والتوصّل إلى نتيجة هي أنّ أشخاصاً معدودين فازوا ويفوزون بلقاء الإمام عليهالسلام ومعرفته.
۳. توقيع أحمد بن خضر
وهو من الأحاديث التي استندوا إليها في إنكار الرؤة، إذ صدر توقيع للإمام المهديّ عليهالسلام يخاطب به أحمد بن خضر ويلومه على طلبه وبحثه عن الإمام، جاء فيه:
مَن بَحَثَ فَقَد طَلَبَ، ومَن طَلَبَ فَقَد دَلَّ، ومَن دَلَّ فَقَد أشاطَ، ومَن أشاطَ فَقَد أشرَكَ.۲
لم يتناول هذا الحديث نفي الرؤة بنحوٍ مباشر، ولكن استفادوا عدمَ إمكان الرؤة ممّا اشتمل عليه من المنع. واعتبر بعض الباحثين قول النعمانيّ۳ مؤّداً لاستنتاجه بصدد