الذي لا ينسجم أيضاً مع الغيبة الصغرى. وإذا لم تبعث هذه القرائن على انحصار الظهور بمعناه الاصطلاحيّ، فلا أقلّ توجِد احتمالاً راجحاً يضعضع أُسس الاستدلال الثاني.
ومن هنا يتّضح احتمال تفريع وسببيّة «الفاء» في «فلا ظهور» واحتمال المعنى اللغويّ للظهور، مرجوحان ولا دليل يُسعفهما ؛ من هنا فإنّ تفسير التوقيع بأنّ «الغيبة التامّة قد حلّت وأفضت إلى انقطاع الظهور والرؤة» ليس منحصرا والاستنتاج بأنّ «من يدّعي الرؤة فهو كاذب» ليس بصحيح.
والاحتمال الأقوى في معنى «الفاء» هو التعقيب، وفي كلمة «الظهور» اصطلاحها، فيصبح المعنى أنّ الغيبة تحقّقت، وبعدها لن يكون ظهور وقيام إلاّ بإذن اللّه.
إذن، فحصيلة التوقيع أنّ إمام العصر عليهالسلام أمر في البداية السمريَّ ألاّ يعيّن بعده وصيّاً ونائباً، وعلّل ذلك في الفقرة الثانية بوقوع الغيبة التامّة أو الثانية، ثمّ قال بأنّ بعد هذه الغيبة لا ظهور ولا قيام إلاّ بإذن اللّه.
ب ـ العبارة الأخيرة
استدلّ بعض منكري الرؤة بالعبارة الأخيرة للتوقيع، وقالوا بأنّ هذه العبارة إمّا مستقلّة ومنفصلة، وإمّا تفريع على الجمل السابقة للحديث. وبناء عليه يعلن الإمام بأنّ الكذّابين الذين يدّعون رؤة الإمام موجودون، وعلى الشيعة أن يعتبروهم مفترين. والمدّعي يشمل من يثقّ بادّعائه، أو من يطرح ادّعاءً كاذباً، أو يعتقد أنّه حقّ.۱
الجواب: ادّعاء المشاهدة ـ استناداً إلى القرائن الجانبيّة وأجواء صدور التوقيع الناظرة إلى عدم تنصيب نائب خاصّ ـ يعني ادّعاء السفارة والنيابة والرؤة المنتظمة والمستمرّة، وهي تختلف تماماً عن الرؤة التصادفيّة غير المتوقّعة. وفهم هذا المعنى كثير من العلماء ؛ مثل العلاّمة المجلسيّ، والسيّد شبّر، والمحدّث النوريّ وغيرهم، واعتبروه وجه جمع