395
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

لا معنى لكمال الغيبة ونقصانها إلاّ ظهور الإمام لبعض الأشخاص أو عدم ظهوره، وإمكانيّة الظهور لبعض الأشخاص في الغيبة الصغرى، أمّا في الغيبة الكبرى فإنّه لن يتحقّق لأيّ أحد. ويُستنتج من هذه الناحية في الرواية أنّه لاظهور حتّى يأذن اللّه‏ عز و جل. وتقييد الظهور بالإذن الإلهيّ إشارة إلى أنّ للغيبة الكاملة وعدم الظهور غاية ونهاية، وهي خروج وقيام القائم عليه‏السلام.۱

وكتب بعض آخر ما يلى:

مع أنّ خواصّ أصحاب الإمام القائم عليه‏السلام قد شاهدوه في الغيبة الصغرى، ولكنّ التوقيع ينفي الظهور والرؤة بنحوٍ كلّي، وجملة «فلا ظهور...» تقدّم هذا المعنى؛ لأنّ الظهور يعني البروز بعد الاختفاء، و «لا» نافية للجنس مع الاستثناء؛ فيكون المعنى ليس له أيّ ظهور، ولا يشاهده أحد إلاّ بإذن اللّه‏.۲

والجواب هو: إنّ الركيزة الأساسيّة للاستدلال الأوّل بُنيت على كلمة «التامّة»، في حين أنّها وردت في نسخة بدل، واحتوت أكثر النسخ على كلمة «الثانية»، وهذا يوهن أساس الاستدلال ؛ إذ أنّ كلمة «الثانية» لا يُستفاد منها معنى التماميّة.

وعلى فرض قبول النسخة وتماميّة الغيبة، نوجّه هذا السؤل: أيّ دليل يُثبت تحقّق ادّعاء نقصان الغيبة وتماميّتها بالرؤة وعدمها فقط؟ ولو قيل: تتحقّق تماميّة الغيبة بوجود السفير وعدمه، فلماذا لا نقبل قوله؟ وبخاصّة أنّ صدر الحديث يقصد نفي النيابة، و«الفاء» في «فقد وقعت الغيبة» للتعليل وليس للاستنتاج، حينئذٍ يكون الفرق بين الغيبتين وجود السفير ونائب الإمام، لا رؤة الإمام وعدمها.

كما فسّر الاستدلالان كلمة «الظهور» بمعناها اللغوي، في حين تدلّ القرائن على معناها الاصطلاحي ؛ لأنّ امتلاء الأرض بالظلم وطول زمان الغيبة وقساوة القلوب الواردة في التوقيع، من علامات الظهور الاصطلاحيّ وقيام إمام العصر عليه‏السلام، لا الظهور بالمعنى اللغويّ

1.. نقلاً عن: ديدار در عصر غيبت بالفارسيّة: ص ۱۵۰ ـ ۱۵۲.

2.. چشم به راه مهدى بالفارسيّة: ص ۴۸.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
394

يصل إلى الشيخ الصدوق فقط، وفي سنده أبو محمّد حسن بن أحمد المكتّب، وهو مجهول الحال وغير موثّق ؛ ولأنّه لم يرد ذمّ بحقّه، فيمكن القبول بروايته إذا عاضدتها روايات موافقة ومناسبة.

دلالة الحديث

يقول بعض منكري الرؤة: إنّ وسط الحديث۱ وآخره۲ يشير إلى نفي الرؤة، بل يصرّح بها، فمن يدّعي مشاهدة الإمام المهديّ عليه‏السلام بعد السمريّ، فهو كاذب ومفترٍ ؛ ومعناه أنّ المشاهدة لن تتمّ.

أ ـ العبارة الوسطى

قال بعض من استند إلى وصف الغيبة الكبرى بـ «التامّة» في التوقيع الشريف:

إنّ عبارة «فَقَد وَقَعَتِ الغَيبَةُ الثّانِيَةُ (التّامَّةُ)»، تدلّ بصراحة على نقصان غيبة الإمام عليه‏السلام إلى زمن وفاة السمريّ، ولامعنى لنقصان الغيبة إلاّ إمكانيّة رؤته في الغيبة الصغرى، أمّا بعد موت السمريّ فتحقّقت الغيبةُ الكاملة، وبناءً عليه لايتمكّن أحد من رؤته في الغيبة المذكورة، ونتيجة تحقّق الغيبة الكاملة على هذا الأساس هو انعدام الظهور إلاّ بإذن اللّه‏، وعلى هذا يكون المعنى: إنّ الغيبة الكاملة قد تحقّقت، ونتيجتها عدم تمكّن أحد من رؤته إلى وقت ظهوره، وهو بعد زمن طويل و....

وأضاف قائلاً:

1.. أي : «فَقَد وَقَعَتِ الغَيبَةُ الثّانِيَةُ التَّامَّةُ، فَلا ظُهُورَ إِلاَّ بَعدَ إِذنِ اللّه‏ِ عز و جل».

2.. أي : «وَسَيَأتِي شِيعَتي مَن يَدَّعي المُشاهَدَة، ألاَ فَمَنِ ادَّعى المُشاهَدَة قَبلَ خُرُوجِ السُّفيانِيِّ وَالصَّيحَه، فَهُوَ كاذِبٌ مُفتَرٍ» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12279
صفحه از 458
پرینت  ارسال به