393
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

وأحياناً يكون رواتها من العلماء الكبار والمشهورين والثقات جدّاً، وهذا يكفي لأثبات الرؤة.۱

أدلّة نفي رؤية الإمام المهديّ وأجوبتها

في مقابل هذه الأدلّة الواضحة استند بعض الباحثين إلى استنباطه من عدّة أحاديث لكي ينفي رؤة الإمام عليه‏السلام في عصر الغيبة الكبرى. وسنذكر نصوص الأحاديث المهمّة التي استندوا إليها، ونبحث معنى كلّ منها، وكيف استفادوا منها في الاستدلال.

۱. توقيع عليّ بن محمّد السَّمُريّ

أهمّ الأحاديث وأكثرها اعتباراً وأشهرها، حديث تمسّكوا به في نفي لقاء الإمام المهديّ عليه‏السلام في عصر الغيبة الكبرى، وهو رسالته إلى نائبه الرابع عليّ بن محمّد السمريّ التي نقلها الشيخ الطوسيّ عن أبي محمّد حسن بن أحمد المُكَتِّب، ونصّها:

بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، ياعَليَّ بنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيَّ، أعظَمَ اللّه‏ُ أجرَ إخوانِكَ فيكَ؛ فَإنَّك مَيِّتٌ ما بَينَك وبَينَ سِتَّةِ أيّامٍ، فَاجمِع أمرَكَ ولا توصِ إلى أحَدٍ فَيَقومَ مَقامَك بَعدَ وَفاتِكَ، فَقَد وَقَعَتِ الغَيبَةُ الثّانِيَةُ (التّامَّة)۲، فَلا ظُهورَ إِلاّ بَعدَ إذنِ اللّه‏ِ عز و جل، وذلِكَ بَعدَ طولِ الأمَدِ، وقَسوَةِ القُلوبِ، وَامتِلاءِ الأرضِ جَوراً، وسَيَأتي شيعَتي مَن يَدَّعي المُشاهَدَة، ألا فَمَنِ ادَّعَى المُشاهَدَة قَبلَ خُروجِ السُّفيانِيِّ وَالصَّيحَةِ فَهُوَ كاذِبٌ مُفتَرٍ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إِلاّ بِاللّه‏ِ العَلِيِّ العَظِيمِ.۳

المصادر و السند

جاء هذا التوقيع في كثير من كتب الإماميّة، وارتضاه بعض العلماء۴ بالرغم من أنّ طريقه

1.. راجع: عنايات حضرت مهدى موعود به علما ومراجع تقليد بالفارسيّة: ص ۲۰۳ ـ ۲۵۶.

2.. لم تأت كلمة «التامّة» في النسخ المعتبرة، ولكنّها جاءت في بعض نسخ كمال الدين ومصادر أُخرى.

3.. راجع: ج ۲ ص ۴۰۰ ح ۶۵۷ والغيبة للطوسيّ: ص ۳۹۵ ح ۳۶۵.

4.. راجع: كمال الدين: ص ۵۱۶ ح ۴۴ والغيبة للطوسيّ: ص ۳۹۵ ح ۳۶۵ والاحتجاج: ج ۲ ص ۵۵۵ ح ۳۴۹ والثاقب فى المناقب: ص ۶۰۳ ح ۵۵۱ وكشف الغمّة: ج ۳ ص ۳۲۰ وإعلام الورى: ج ۲ ص ۲۶۰ والخرائج والجرائح: ج ۳ ص ۱۱۲۸ ح ۴۶ والصراط المستقيم: ج ۲ ص ۲۳۶ بعبارات مشابهة وبحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۳۶۰ ح ۷.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
392

إِلاّ خاصَّةُ شيعَتِهِ، وَالأُخرى لا يَعلَمُ بِمَكانِهِ فيها إِلاّ خَاصَّةُ مَواليهِ.۱

ونُقل الحديث الثاني في الغيبة للنعمانيّ عن الإمام الصادق عليه‏السلام:

إِنَّ لِصاحِبِ هذَا الأمرِ غَيبَتَينِ: إِحداهُما تَطولُ حَتّى يَقولَ بَعضُهُم: ماتَ، وبَعضُهُم يَقولُ: قُتِلَ، وبَعضُهُم يَقولُ: ذَهَبَ، فَلا يَبقى عَلى أَمرِهِ مِن أَصحابِهِ إِلاّ نَفَرٌ يَسيرٌ، لا يَطَّلِعُ عَلى مَوضِعِهِ أَحَدٌ مِن وَليٍّ وَلا غَيرِهِ إِلاّ المَولَى الَّذي يَلي أَمرَهُ.۲

المجموعة الثانية: أخبار كثيرة وصلتنا من كتب متنوّعة منذ زمن بعيد إلى الآن، تبيّن تشرّف أشخاص كثيرين بلقاء إمام العصر عليه‏السلام، من علماء بارزين حتّى أشخاص عاديّين، وبعضهم فاز بمحاورته. هذه الأخبار التي جاءتنا من طرق متنوّعة، وفيرة جدّاً إلى حدّ يمكن تحصيل التواتر الإجماليّ منها۳. ونُقل عدد يستحقّ الاهتمام منها في كتب معتبرة لمؤّفين مرموقين، وحدث عدد آخر في العصر الحاليّ أو في زمن قريب جدّاً منّا، ويمكن الوصول إليها بواسطة أو واسطتين معتبرتين.

والملاحظة التي تستحقّ الاهتمام هي أنّ تواتر هذه المسألة طرحه بعض العلماء المشهورين، مثل: الشيخ الحرّ العامليّ۴، والسيّد عبد اللّه‏ شبّر۵، وآية اللّه‏ الصافي الگلپايگانيّ۶. كما أنّ الإثبات الكلّيّ للرؤة عن طريق التواتر لايحتاج إلى إثباته في الماضي أو تواتر في كلّ طبقة، ويكفي هذا المقدار في أنّ مجموع الأخبار طوال اثني عشر قرناً وصل إلى حدّ التواتر.

وإضافة إلى التواتر الإجماليّ، احتوت بعض الأخبار على أسناد حسنة ومقبولة،

1.. راجع: ج ۲ ص ۲۱۱ ح ۵۲۷.

2.. الغيبة للنعماني: ص ۱۷۱ ح ۵ وراجع هذه الموسوعة: ج ۲ ص ۲۱۲ ح ۵۳۰.

3.. راجع: ص ۳۰۳ (الفصل الثالث : من زار الإمام في الغيبة الكبرى و ذكر بعض كراماته) .

4.. إثبات الهداة: ج ۳ ص ۶۹۶.

5.. الأنوار اللاّمعة في شرح زيارة الجامعة: ص ۳۶.

6.. مجموعة الرسائل : ج ۲ ص ۲۱۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12451
صفحه از 458
پرینت  ارسال به