عروج إلى السماء، وهو ما يفصح عنه سبب تشبيهه بنوح ويوسف وليس بالمسيح عليهمالسلام.۱
إضافة إلى أنّ أحداً من العلماء الكبار والمؤّفين المشهورين مثل الشيخ الصدوق والشيخ المفيد والشيخ الطوسيّ ممّن لاشكّ برجاحة عقله ودرايته ؛ لم يعتقد باستحالة رؤة إمام العصر عليهالسلام، بل عقد بعضهم في كتبه فصلاً بأسماء من رأى الإمام۲ أو صرّحوا بإمكانية ذلك۳، ممّا يفصح بوضوح عن إمكانيّته من منظار عقليّ.
كما أنّه من البعيد أن يدّعي أشخاص عديدون في عصور مختلفة أمراً غير ممكن ولا يواجهون بإنكار شديد وعامّ.
الإمكان النقليّ للرؤة
وصلتنا أحاديث كثيرة توصي بأدعية وأعمال خاصّة للتشرّف بلقاء إمام العصر عليهالسلام ومشاهدته، وتدلّ بوضوح على إمكان الرؤة ؛ لأنّه ليس من المعقول بالنسبة للزعماء الدينيّين المعصومين الذين هم أرباب العقل والحكمة أن يرغّبوا في أمر غير ممكن ويدلّوا على الطرق إليه. وذُكرت نصوص بعض هذه الأدعية والأعمال في الكتب الحديثيّة۴، ومنها ما نُقل عن الإمام الصادق عليهالسلام، حيث قال:
مَن قَرَأَ بَعدَ كُلِّ فَريضَةٍ هذَا الدُّعاءَ فَإِنَّهُ يَرَى الإمامَ («م ح م د» بنَ الحَسَنِ) عَلَيهِ وعَلى آبائِهِ السَّلامُ فِي اليَقَظَةِ أو فِي المَنامِ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، اللّهُمَّ بَلِّغ
1.. راجع: ج ۲ ص ۱۱۷ (القسم الثاني / الفصل الخامس / فيه سنّة من نوح عليهالسلام) و ص ۱۲۰ (مَثَله مَثَل عيسى عليهالسلام) وج ۶ ص ۱۲۰ ح ۱۶۹۵ (كمال الدين).
2.. جاءت أسماء هذه الكتب ـ التي تجاوز عددها الثلاثين كتاباً ـ مع عناوين الفصول المتعلّقة بالموضوع في كتاب ديدار در عصر غيبت بالفارسيّة: ص ۲۷ ـ ۲۹. وخُصّص بعض تلك الفصول باللقاءات في عصر الغيبة، وبعضها شمل الغيبة الصغرى والكبرى.
3.. مثل: الطرائف لابن طاووس: ص ۱۸۴ وكشف الغمّة: ج ۳ ص ۲۸۷ و ۳۲۲ وإثبات الهداة: ج ۳ ص ۷۱۲ وغيرها.
4.. راجع: مكارم الأخلاق: ج ۲ ص ۳۵ ح ۲۰۷۶ وهذه الموسوعة : ج ۴ ص ۳۳۹ ح ۱۱۱۴ زيارة آل ياسين.