391
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

مَولانا صاحِبَ الزَّمانِ أينَما كانَ وحَيثُما كانَ، مِن مَشارِقِ الأرضِ ومَغارِبِها، سَهلِها وجَبَلِها، عَنّي وعَن والِدَيَّ وعَن وُلدي وإخواني التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ....۱

الدليل على تحقّق الرؤة

بعد أن أثبتنا إمكانيّة الرؤة، يتطلّب بحثنا عرض الدليل على وقوعها، فرغم أنّ وقوع شيء دليل على إمكانيّته، لكنّ إمكان شيء لا يستلزم وقوعه. وبناء عليه نحتاج إلى أخبار موثّقة تثبت رؤة عدد محدّد على الأقلّ لإمام العصر عليه‏السلام. وفي وسعنا تقسيم هذه الأخبار إلى مجموعتين: المجموعة الأُولى: أحاديث عن الأئمّة عليهم‏السلام تحكي بنفَس كلّيّ وإجماليّ عن تمكّن بعض الأقرباء والموالي من رؤة الإمام عليه‏السلام بنحوٍ طبيعيّ. والمجموعة الثانية: أخبار مكرّرة وطويلة عن تشرّف أصحاب الأئمّة الخلّص أو الأشخاص البائسين والمكروبين بلقاء الإمام عليه‏السلام ورؤته، وسيأتي بعضها في هذا القسم.

المجموعة الأُولى: اشتملت هذه المجموعة على حديثين على الأقلّ۲ بسندين معتبرين ومقبولين يُثبتان إمكانيّة الوصول إلى الإمام عليه‏السلام في عصر الغيبة الكبرى كما في الصغرى، على الرغم من أنّ نطاقها أكثر ضيقاً.

ورد الحديث الأوّل في أكثر الكتب الحديثيّة اعتباراً، في الكافي الذي نقل قول الإمام الصادق عليه‏السلام كما يلي:

لِلقائِمِ غَيبَتانِ: إحداهُما قَصيرَةٌ وَالأُخرى طَويلَةٌ. الغَيبَةُ الاُولى لا يَعلَمُ بِمَكانِهِ فيها

1.. راجع: ج ۴ ص ۲۵۳ ح ۱۰۸۲ الأختيار.

2.. لدينا رواية ثالثة أيضاً تُثبت وجود مثل هؤاء الأشخاص، وتعدادهم ثلاثون شخصاً، ولكنّ الفيض الكاشانيّ اعتبره متعلّقاً بالغيبة الصغرى، وجاء نصّها في كتاب الكافي بهذا النحو: قال الإمام الصادق عليه‏السلام: «لابُدَّ لِصَاحِبِ هذَا الأمرِ مِن غَيبَةٍ، وَلاَبُدَّ لَهُ فِي غَيبَتِهِ مِن عُزلَةٍ، وَنِعمَ المَنزِلُ طَيبَةُ، وَمَا بِثَلاثِينَ مِن وَحشَةٍ» راجع الكافي: ج ۱ ص ۳۴۰ ح ۱ وشرحه في الوافي ج ۲ ص ۴۱ ح ۹۲۵ قال : «طيبة» هي المدينة المقدّسة؛ يعني إذا اعتزل فيها مستتراً ومعه ثلاثون من شيعته يأنس بعضهم ببعض، فلا وحشة لهم، كأنّه أشار بذلك إلى غيبته القصيرة، فإنّ في الطويلة ليس لشيعته إليه سبيل .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
390

عروج إلى السماء، وهو ما يفصح عنه سبب تشبيهه بنوح ويوسف وليس بالمسيح عليهم‏السلام.۱

إضافة إلى أنّ أحداً من العلماء الكبار والمؤّفين المشهورين مثل الشيخ الصدوق والشيخ المفيد والشيخ الطوسيّ ممّن لاشكّ برجاحة عقله ودرايته ؛ لم يعتقد باستحالة رؤة إمام العصر عليه‏السلام، بل عقد بعضهم في كتبه فصلاً بأسماء من رأى الإمام۲ أو صرّحوا بإمكانية ذلك۳، ممّا يفصح بوضوح عن إمكانيّته من منظار عقليّ.

كما أنّه من البعيد أن يدّعي أشخاص عديدون في عصور مختلفة أمراً غير ممكن ولا يواجهون بإنكار شديد وعامّ.

الإمكان النقليّ للرؤة

وصلتنا أحاديث كثيرة توصي بأدعية وأعمال خاصّة للتشرّف بلقاء إمام العصر عليه‏السلام ومشاهدته، وتدلّ بوضوح على إمكان الرؤة ؛ لأنّه ليس من المعقول بالنسبة للزعماء الدينيّين المعصومين الذين هم أرباب العقل والحكمة أن يرغّبوا في أمر غير ممكن ويدلّوا على الطرق إليه. وذُكرت نصوص بعض هذه الأدعية والأعمال في الكتب الحديثيّة۴، ومنها ما نُقل عن الإمام الصادق عليه‏السلام، حيث قال:

مَن قَرَأَ بَعدَ كُلِّ فَريضَةٍ هذَا الدُّعاءَ فَإِنَّهُ يَرَى الإمامَ («م ح م د» بنَ الحَسَنِ) عَلَيهِ وعَلى آبائِهِ السَّلامُ فِي اليَقَظَةِ أو فِي المَنامِ: بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، اللّهُمَّ بَلِّغ

1.. راجع: ج ۲ ص ۱۱۷ (القسم الثاني / الفصل الخامس / فيه سنّة من نوح عليه‏السلام) و ص ۱۲۰ (مَثَله مَثَل عيسى عليه‏السلام) وج ۶ ص ۱۲۰ ح ۱۶۹۵ (كمال الدين).

2.. جاءت أسماء هذه الكتب ـ التي تجاوز عددها الثلاثين كتاباً ـ مع عناوين الفصول المتعلّقة بالموضوع في كتاب ديدار در عصر غيبت بالفارسيّة: ص ۲۷ ـ ۲۹. وخُصّص بعض تلك الفصول باللقاءات في عصر الغيبة، وبعضها شمل الغيبة الصغرى والكبرى.

3.. مثل: الطرائف لابن طاووس: ص ۱۸۴ وكشف الغمّة: ج ۳ ص ۲۸۷ و ۳۲۲ وإثبات الهداة: ج ۳ ص ۷۱۲ وغيرها.

4.. راجع: مكارم الأخلاق: ج ۲ ص ۳۵ ح ۲۰۷۶ وهذه الموسوعة : ج ۴ ص ۳۳۹ ح ۱۱۱۴ زيارة آل ياسين.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12048
صفحه از 458
پرینت  ارسال به