دراسة في رؤة الإمام المهديّ علیه السلام إبّان الغيبة الكبرى
۱
واجهت رؤة الإمام المهديّ عليهالسلام في عصر الغيبة الكبرى موجة من التشكيك والإنكار، سببها الشكّ والترديد في إمكان ذلك أو في أصل وقوعه ؛ حيث استُند حينا إلى بعض الأحاديث التي نعتت من يدّعي رؤته بالكاذب، ونشأت حيناً آخر من الشكّ في صدق من يُخبر بها، مع أنّ البعض أنكر أيّ نوع من رؤة الإمام عليهالسلام كإجراء احترازيّ للحيلولة دون استغلال الانتهازيّين والتسلّل من هذه النافذة ليعبّئوا أنصاراً لأهوائهم ورغباتهم.
بدايةً سنبحث هنا الإمكان العقليّ لرؤة إمام العصر عليهالسلام في عصر الغيبة الكبرى، ثمّ نعرض بعض أدّلة وقوعه وأدلّة المخالفين مع نقدها.
وجدير بالتذكير أنّ حديثنا موجّه في هذا البحث للمعتقدين بإمامة الإمام المهديّ عليهالسلام وغيبته، لا للمنكرين.
الإمكان العقليّ للرؤة
من اليسير إثبات إمكانيّة الرؤة ؛ نظراً لعدم التفاوت الماهويّ لإمام العصر عليهالسلام مع بقيّة الأئمّة عليهمالسلام من حيث حيازته لجسم إنسانيّ وهيئة بشريّة، كما لم يدّع أحدٌ من الأئمّة السابقين عليهمالسلام ولا الإمام المهديّ نفسه عليهالسلام ولا نوّابه الخاصّون أنّه تعرّض لتغيير ماهويّ أو