387
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

مكانها بعد أن كانت عاجزة عن التحرّك مدّة أربعة أيّام لتلحق بالسيّد، وذهبت حتّى باب باحة المنزل.
أمّا ابنتها التي كانت تعتني بها فقد استيقظت من النوم على إثر الضجّة التي أثارتها الامّ، فسارت خلفها حتّى الباب في الباحة كي ترى أين تذهب امّها، وعادت المريضة إلى رشدها عند باب فناء البيت، ولكنّها لم تكن تصدّق كيف سارت كلّ هذه المسافة، فسألت ابنتها زهراء: هل أنا في حلم أم يقظة؟ فأجابتها ابنتها: لقد شفيت يا امّي العزيزة، فأين كان السيّد الذي طلبت منّا أن نودّعه؟ فنحن لم نر أحداً؟!
فقالت الامّ: كان سيّداً فاضلاً في زيّ أهل العلم، سيّداً جليلاً، ولم يكن شابّاً كثيراً كما لم يكن مُسِنّاً جدّاً، جاء إلى سريري وقال: انهضي، شفاك اللّه‏، فقلت: لا أستطيع النهوض، فقال بلهجة أكثر حدّة: لقد شفيت فانهضي، فنهضت من مهابته عليه‏السلام، فقال... و عندما أراد الخروج من الغرفة ناديتكم بأن تودّعوه، ولكنّني رأيتكم قد تأخّرتم فنهضت أنا بنفسي وتبعت السيّد.
و الحمدللّه‏ تعالي فقد تحسّنت حالة المريضة فوراً بعد ذلك اللطف والعناية، وبرئت عينها اليمنى التي كانت قد أصابها الذبول بسبب الجلطة، ولم تكن ترغب في الطعام في تلك المدّة، فقالت في تلك اللحظة: أنا جائعة، آتوني بالطعام. فناولناها قدحاً من الحليب كان في البيت، فشربته بكلّ رغبة، واستعادت عافيتها، وتدفّق الدم في وجهها، وزال الحزن من قلبها على إثر طلب الإمام عليه‏السلام منها بالكفّ عن البكاء.
كانت السيّدة المذكورة تعاني من الروماتيسم منذ خمس سنوات، فشفيت بلطف الإمام عليه‏السلام رغم أنّ الأطبّاء كانوا قد عجزوا عن علاجها.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
386

... طلبنا من اللّه‏ في ليلة الجمعة بأن يأذن لإمام الزمان الحجّة ابن الحسن صلوات اللّه‏ عليه وعلي آبائه المعصومين بأن يغيثنا، وسبب توسّلي به عليه‏السلام وعدم طلبي حاجتي من اللّه‏ تبارك تعالى مباشرة، هو أنّه كانت ابنتي الصغرى فاطمة تلتمس منّي قبل هذه الحادثة بشهر تقريباً أن أقرأ لها قصص الأشخاص الذين حظوا بعناية بقيّة اللّه‏ أرواحنا وأرواح العالمين له الفداء، وشملوا بعواطفه وإحسانه، فاستجبت لطلب هذه الفتاة البالغة من العمر عشر سنوات، فقرأت لها كتاب النجم الثاقب للحاج النوريّ ؛ ولذلك خطر على بالي أنا أيضاً ـ مثل المئات الآخرين ـ أن أتوسّل بالحجّة المنتظر الإمام الثاني عشر عليه سلام اللّه‏ الملك الأكبر، فتوسّلت به عليه‏السلام حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً، واستسلمت للنوم بقلب مليء بالحزن وعيون باكية.
استيقظت في الساعة الرابعة بعد منتصف ليلة الجمعة كالعادة، وسمعت همهمة تأتي من الغرفة الواقعة في الطابق الأسفل التي ترقد فيها المريضة المصابة بالجلطة، وارتفع صوت الضجيج قليلاً، وعمّ السكوت بعدها. في الساعة الخامسة والنصف ـ حيث كان وقت أذان الفجر في تلك الأيّام ـ نزلت إلى الطابق الأسفل لأجل الوضوء، وفجأة رأيت ابنتي الكبرى ـ التي كانت تنام في هذا الوقت عادة ـ وقد غمرها السرور والنشاط، وما أن وقع نظرها عليّ حتّى قالت: هل أزفّ لك البشري يا أبي؟ فقلت: ماذا حدث؟ فظننت أنّ اختي في الساعة الرابعة أو أخي جاءا من همدان، فقالت: البشرى! لقد شفيت امّي! فقلت: ومن شفاها؟ قالت: أيقضتنا امّنا في الساعة الرابعة من بعد منتصف الليل بصوت مرتفع وعجلة واضطراب ؛ لأنّ ابنتها وأخاها الحاج مهدي وابن اختها المهندس غفّاري ـ حيث كان هذان الشخصان قد جاءا من طهران مؤّراً للعناية بالمريضة كي ينقلوها إلى طهران للعلاج ـ يرقدون في غرفة المريضة، وإذا بصراخ المريضة يرتفع قائلة: انهضوا وودّعوا السيّد، انهضوا وودّعوا السيّد. فرأت أنّ السيّد رحل بمجرّد أن نهضوا من النوم، فقفزت هي من

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12509
صفحه از 458
پرینت  ارسال به