مكانها بعد أن كانت عاجزة عن التحرّك مدّة أربعة أيّام لتلحق بالسيّد، وذهبت حتّى باب باحة المنزل.
أمّا ابنتها التي كانت تعتني بها فقد استيقظت من النوم على إثر الضجّة التي أثارتها الامّ، فسارت خلفها حتّى الباب في الباحة كي ترى أين تذهب امّها، وعادت المريضة إلى رشدها عند باب فناء البيت، ولكنّها لم تكن تصدّق كيف سارت كلّ هذه المسافة، فسألت ابنتها زهراء: هل أنا في حلم أم يقظة؟ فأجابتها ابنتها: لقد شفيت يا امّي العزيزة، فأين كان السيّد الذي طلبت منّا أن نودّعه؟ فنحن لم نر أحداً؟!
فقالت الامّ: كان سيّداً فاضلاً في زيّ أهل العلم، سيّداً جليلاً، ولم يكن شابّاً كثيراً كما لم يكن مُسِنّاً جدّاً، جاء إلى سريري وقال: انهضي، شفاك اللّه، فقلت: لا أستطيع النهوض، فقال بلهجة أكثر حدّة: لقد شفيت فانهضي، فنهضت من مهابته عليهالسلام، فقال... و عندما أراد الخروج من الغرفة ناديتكم بأن تودّعوه، ولكنّني رأيتكم قد تأخّرتم فنهضت أنا بنفسي وتبعت السيّد.
و الحمدللّه تعالي فقد تحسّنت حالة المريضة فوراً بعد ذلك اللطف والعناية، وبرئت عينها اليمنى التي كانت قد أصابها الذبول بسبب الجلطة، ولم تكن ترغب في الطعام في تلك المدّة، فقالت في تلك اللحظة: أنا جائعة، آتوني بالطعام. فناولناها قدحاً من الحليب كان في البيت، فشربته بكلّ رغبة، واستعادت عافيتها، وتدفّق الدم في وجهها، وزال الحزن من قلبها على إثر طلب الإمام عليهالسلام منها بالكفّ عن البكاء.
كانت السيّدة المذكورة تعاني من الروماتيسم منذ خمس سنوات، فشفيت بلطف الإمام عليهالسلام رغم أنّ الأطبّاء كانوا قد عجزوا عن علاجها.