383
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

الرضويّ النجفيّ المعروف بالهنديّ۱ أصلح اللّه‏ باله: وأخبر الشيخ باقر المزبور۲ عن رجل صادق اللهجة كان حلاّقاً وله أب كبير مسنّ، وهو لا يقصّر في خدمته... ولا يفارق خدمته إلاّ ليلة الأربعاء فإنّه يمضي إلى مسجد السهلة، ثمّ ترك الرواح إلى المسجد، فسألته عن سبب ذلك، فقال: خرجت أربعين أربعاء فلمّا كانت الأخيرة لم يتيسّر لي أن أخرج إلى قريب المغرب، فمشيت وحدي إلى أن جنّ الليل، فواصلت المشي حتّى بقي من الطريق ثلثه، وكانت الليلة مقمرة، فرأيت أعرابياً على فرس وهو يقصدني، فقلت في نفسي: هذا سيسلبني ثيابي. فلمّا انتهى إليّ كلّمني بلسان البدو من العرب، وسألني عن مقصدي، فقلت: مسجد السهلة، فقال: معك شيء من الطعام ؟ فقلت: لا، فقال: ادخل يدك في جيبك ـ هذا النقل بالمعنى، وأمّا اللفظ «دورك يدك لجيبك» ـ فقلت: ليس فيه شيء، فكرّر عليّ القول بزجر، حتّى أدخلت يدي في جيبي، فوجدت فيه زبيباً كنت اشتريته لطفل عندي، ونسيته فبقي في جيبي.
ثمّ قال لي الأعرابي: أوصيك بالعود، أوصيك بالعود، أوصيك بالعود ـ والعود في لسانهم اسم للأب المسنّ ـ ثمّ غاب عن بصري، فعلمت أنّه المهديّ عليه‏السلام، وأنّه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتّى في ليلة الأربعاء، فلم أعد.۳

1.. السيّد محمّد الهنديّ ابن السيّد هاشم ابن مير شجاعت عليّ الموسويّ الرضويّ الشهير بالهنديّ النجفيّ ، ولد سنة ۱۲۴۲ه وتوفّي سنة ۱۳۲۳ه ، ودُفن في داره بالنجف ، كان فقيهاً ، اصوليّاً رجاليّاً ، العالم الجليل ، والفاضل النبيل ، وله من المؤلّفات منها : الكشكول وغاية الإيجاز في الفقه جنّة المأوى : ص ۲۴۳ ، أعيان الشيعة : ج ۱۰ ص ۸۴ .

2.. الشيخ باقر ابن الشيخ طالب ابن الشيخ حسن ابن الشيخ هادي النجفيّ الكاظميّ ، الفاضل العالم الثقة ، كان يُعدّ من أعيان فضلاء العرب في النجف أديباً وشاعراً أعيان الشيعة : ج ۳ ص ۵۳۹ ، جنّة المأوى : ص ۲۴۰ الحكاية ۱۵ .

3.. جنّة المأوى : ص ۲۴۵ الحكاية ۱۸ ، النجم الثاقب : ص ۴۱۸ الحكاية ۸۶ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
382

وكانت ملتزمة بالأعمال الشرعيّة، وكنت أتعهّد أمرها منذ فترة الطفولة وإلى الآن، إلى أن أرادت قبل فترة التوجّه إلى مكّة، ولكنّ زوجها لم يكن بمقدوره مرافقتها، كما أنّ ابنها لم يرض بالذهاب معها. و أخيراً تقرّر أن تسافر للحجّ بمعيّة آية اللّه‏ الحاجّ موسى الزنجانيّ واسرته، وعند الوداع كانت تبدي قلقها من الوحدة وتقول: كيف ساُؤّي أعمال الحجّ بهذه الحالة؟ فعلّمتُها بأن تكثر من هذا الذكر: «يا حفيظ يا عليم». ثمّ ودّعَتنا وخرجت للحجّ.
وفي اليوم الذي عادت فيه من الحجّ نقلَت لي حادثة حصلت لها، فقالت: تأخّرت عند طواف بيت اللّه‏، ورأيت أنّني لا أستطيع الطواف بسبب الازدحام والتدافع، ولذلك وقفت منتظرة جانباً، وإذا بي أسمع صوتاً يقول: هذا هو إمام الزمان، فاتّصلي بإمام زمانك وطوفي خلفه! فرأيت سيّداً بين الناس وقد واحيط بحلقة بحيث لم يكن بمقدور أحد دخولها، فدخلت تلك الحلقة وأمسكت عباءته بيدي، وكنت اردّد: جعلت فداك. وطفت حول بيت اللّه‏ سبع مرّات دون أيّ عناء.
وهنا قال السيّد الأراكيّ: سألت ابنتي: كيف قمت بالطواف في المرّة التالية؟ قالت: طفت خلف الإمام.
قال السيّد الأراكيّ: أنا موقن بصدق هذه الفتاة، وهي لم تكن قد أخبرت أحداً بهذه القصّة، حتّى الحاج موسى الزنجانيّ.۱

۳ / ۴۷

رجُلٌ حلاّقٌ

۸۵۸.المحدّث النوريّ: قال السيّد محمّد بن هاشم بن مير شجاعت علي الموسويّ

1.. شرح أحوال حضرت آية اللّه‏ العظمى أراكي بالفارسيّة : ص ۵۹۸ ، گنجينه دانشمندان (بالفارسيّة) : ج ۲ ص ۶۴وفيه : روى لي هذه الحادثة آية اللّه‏ الأراكيّ بنفسه في ۲۶ ربيع الثاني ۱۳۹۳ه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12301
صفحه از 458
پرینت  ارسال به