وكانت ملتزمة بالأعمال الشرعيّة، وكنت أتعهّد أمرها منذ فترة الطفولة وإلى الآن، إلى أن أرادت قبل فترة التوجّه إلى مكّة، ولكنّ زوجها لم يكن بمقدوره مرافقتها، كما أنّ ابنها لم يرض بالذهاب معها. و أخيراً تقرّر أن تسافر للحجّ بمعيّة آية اللّه الحاجّ موسى الزنجانيّ واسرته، وعند الوداع كانت تبدي قلقها من الوحدة وتقول: كيف ساُؤّي أعمال الحجّ بهذه الحالة؟ فعلّمتُها بأن تكثر من هذا الذكر: «يا حفيظ يا عليم». ثمّ ودّعَتنا وخرجت للحجّ.
وفي اليوم الذي عادت فيه من الحجّ نقلَت لي حادثة حصلت لها، فقالت: تأخّرت عند طواف بيت اللّه، ورأيت أنّني لا أستطيع الطواف بسبب الازدحام والتدافع، ولذلك وقفت منتظرة جانباً، وإذا بي أسمع صوتاً يقول: هذا هو إمام الزمان، فاتّصلي بإمام زمانك وطوفي خلفه! فرأيت سيّداً بين الناس وقد واحيط بحلقة بحيث لم يكن بمقدور أحد دخولها، فدخلت تلك الحلقة وأمسكت عباءته بيدي، وكنت اردّد: جعلت فداك. وطفت حول بيت اللّه سبع مرّات دون أيّ عناء.
وهنا قال السيّد الأراكيّ: سألت ابنتي: كيف قمت بالطواف في المرّة التالية؟ قالت: طفت خلف الإمام.
قال السيّد الأراكيّ: أنا موقن بصدق هذه الفتاة، وهي لم تكن قد أخبرت أحداً بهذه القصّة، حتّى الحاج موسى الزنجانيّ.۱
۳ / ۴۷
رجُلٌ حلاّقٌ
۸۵۸.المحدّث النوريّ: قال السيّد محمّد بن هاشم بن مير شجاعت علي الموسويّ