381
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

في الجدار المقابل بوضوح، فأيقنت بحلول الصباح، وتأسّفت كثيراً لأنّني كنت قد جئت كي احيي الليل بالعبادة وإذا بالنوم يغلبني.
وفي هذه الأثناء رأيت ذلك الشخص الذي كان مستلقياً يؤمّ جماعة من العلماء، حتّى انتهت صلاتهم وانشغلوا بتعقيبات الصلاة، فقلت: لقد أدّوا صلاة الفجر وهم الآن منشغلون بالتعقيبات. كما كان الشخص الجالس من المأمومين، فسأل الإمام: هل نصطحب هذا الشابّ معنا؟ فأجاب: لا، فإنّ عليه أن يمرّ بثلاثة اختبارات، ثمّ عيّن وقتاً لكلّ اختبار، وكان وقت الاختبار الأخير مصادفاً لبلوغي الستّين من عمري.
وبعد أن رأيت أنّ صلاة الفجر ستفوتني بعد قليل، نهضت من مكاني وتوضّأت وعدت إلى المسجد، فرأيت أنّ الجوّ مظلم إلى حدّ كبير، ولا أثر من اولئك الأشخاص، فتعجّبت إلى ما لانهاية، واتّضح أنّ الليل مايزال في أوّله، وعلمت أنّ ذلك السيّد كان وليالعصر وأنّ الصلاة التي كان يقيمها كانت صلاة العشاء.۱

راجع: ص ۴۵۴ (الفصل الرابع / السيّد أبو الحسن الإصفهاني)

۳ / ۴۶

ابنَةُ آية اللّه‏ الأراكيّ

۸۵۷.طلب بعض تلامذة سماحة آية اللّه‏ العظمي الأراكيّ منه أن يروي قصّة تشرّف ابنته بلقاء إمام العصر أرواحنا فداه، فقال:
كانت ابنتي هذه مطّلعة بشكل كامل علي الأحكام الشرعيّة والتعاليم الدينيّة،

1.. تاريخ علماء و روحانيت دزفول بالفارسيّة : ج ۲ ص ۸۰۱ ، جرعه‏اى از دريا (بالفارسيّة) : ج ۲ الهامشص ۵۳۷ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
380

المحراب المذكور، رأيت شخصين في أحد أواوين المسجد، وكان أحدهما مستلقياً و الآخر جالساً، فناداني الشخص الجالس باسمي وقال: أين تذهب يا شيخ محمّد؟ فتعجّبت من معرفة هذا الرجل المجهول لاسمي، فأجبت: اريد أن أذهب لأتناول الإفطار في مكان ما، وكان إفطاري تلك الليلة الخبز والخيار شنبر، فقال: اجلس تناول إفطارك هنا. فجلست وانشغلت بالإفطار، ثمّ بدأ ذلك الشخص بالسؤل عن السادة العلماء الموجودين في النجف، وسأل عن حال كلّ واحد منهم، ثمّ انتهى منهم. فتعجّبت من معلوماته الكثيرة عنهم، ثمّ سأل مرّة اخرى عن حال المرحوم السيّد أبي الحسن الإصفهانيّ رحمه‏الله، وكان آنذاك أحد طلبة العلم ولم أكن أعرفه كثيراً، ولكنّني قلت خشية أن يسأل عن حال كلّ واحد من الطلاّب: كلّهم في حالة جيّدة.
وفي هذه الأثناء قال له الشخص الذي كان مستلقياً شيئاً لم أفهمه، لذلك سكّت، وبدأت أنا بالسؤل فقلت: من هذا الشخص المتستلقي؟ فأجاب: هو سيّد العالم (بفتح اللاّم)، وهو مصطلح يطلقه عوامّ العرب على الملاّ، ولكنّني طلبت الإيضاح ؛ لأنّ كلامنا كان بالفارسيّة، فسألت: السيّد العالم، أم سيّد العالم؟ فتعجّبت، ولم يعجبني هذا الكلام، وقلت في نفسي: ما أكثر ما يبالغ! فهذا اللقب لايستحقّه أحد سوى الإمام وليّ العصر.
وكان يرفع صوته بالبكاء عند نقل هذه القصّة. وفي هذه الأثناء قال الشخص الجالس: إيتوا بالماء للشيخ محمّد. وفجأة رأيت شخصاً حاضراً ومستعدّاً وقد حمل قدح ماء بيده، فقلت: لست بعطشان، ورفضت الماء.
وبعد تناول الإفطار عدت إلى مكاني كي أؤّي الصلاة مرّة اخرى وأنشغل بالمستحبّات، وإذا بي أشعر بالتوعّك، فأسندت رأسي إلى الجدار، وغلبني النوم، وعندما فتحت عيني. رأيت الجوّ مضيئاً جدّاً بحيث كنت أرى شقوق قطع الآجر

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12291
صفحه از 458
پرینت  ارسال به