39
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

وقُتِلَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الشَّلمَغانِيُّ في سَنَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ وثَلاثِمِئَةٍ.۱

۶۷۰.الاحتجاج: رَوى أصحابُنا: أنَّ أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ الشَّريعِيَّ كانَ مِن أصحابِ أبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليهم‏السلام، وهُوَ أوَّلُ مَنِ ادَّعى مَقاما لَم يَجعَلهُ اللّه‏ُ فيهِ مِن قِبَلِ صاحِبِ الزَّمانِ عليه‏السلام، وكَذَبَ عَلَى اللّه‏ِ وعَلى حُجَجِهِ عليهم‏السلام، ونَسَبَ إلَيهِم ما لا يَليقُ بِهِم وما هُم مِنهُ بِراءٌ، ثُمَّ ظَهَرَ مِنهُ القَولُ بِالكُفرِ وَالإِلحادِ، وكَذلِكَ كانَ مُحَمَّدُ بنُ نَصيرٍ النُّمَيرِيُّ مِن أصحابِ أبي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ عليه‏السلام، فَلَمّا تُوُفِّيَ ادَّعَى النِّيابَةَ لِصاحِبِ الزَّمانِ، فَفَضَحَهُ اللّه‏ُ تَعالى بِما ظَهَرَ مِنهُ مِنَ الإِلحادِ وَالغُلُوِّ وَالقَولِ بِالتَّناسُخِ، وكانَ أيضا يَدَّعي أنَّهُ رَسولُ نَبِيٍّ أرسَلَهُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، ويَقولُ فيهِ بِالرُّبوبِيَّةِ، ويَقولُ بِالإِباحَةِ لِلمَحارِمِ.
وكانَ أيضا مِن جُملَةِ الغُلاةِ: أحمَدُ بنُ هِلالٍ الكَرخِيُ، وقَد كانَ مِن قَبلُ في عِدادِ أصحابِ أبي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، ثُمَّ تَغَيَّرَ عَمّا كانَ عَلَيهِ وأَنكَرَ نِيابَةَ أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ، فَخَرَجَ التَّوقيعُ بِلَعنِهِ مِن قِبَلِ صاحِبِ الأَمرِ وبِالبَراءَةِ مِنهُ، في جُملَةِ مَن لَعَنَ وتَبَرَّأَ مِنهُ.
وكَذلِكَ كانَ أبو طاهِرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بِلالٍ، وَالحُسَينُ بنُ مَنصورٍ الحَلاّجُ، ومُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الشَّلمَغانِيُّ المَعروفُ بِابنِ أبِي العَزاقِرِ، لَعَنَهُمُ اللّه‏ُ، فَخَرَجَ التَّوقيعُ بِلَعنِهِم وَالبَراءَةِ مِنهُم جَميعا عَلى يَدِ الشَّيخِ أبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ روحٍ رحمه‏الله، ونُسخَتُهُ:
«عَرِّف ـ أطالَ اللّه‏ُ بَقاكَ، وعَرَّفَكَ اللّه‏ُ الخَيرَ كُلَّهُ وخَتَمَ بِهِ عَمَلَكَ ـ مَن تَثِقُ بِدينِهِ وتَسكُنُ إلى نِيَّتِهِ مِن إخوانِنا ـ أدامَ اللّه‏ُ سَعادَتَهُم ـ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ المَعروفَ بِالشَّلمَغانِيِّ ـ عَجَّلَ اللّه‏ُ لَهُ النَّقِمَةَ ولا أمهَلَهُ ـ قَدِ ارتَدَّ عَنِ الإِسلامِ وفارَقَهُ، وأَلحَدَ في دينِ اللّه‏ِ، وَادَّعى ما كَفَرَ مَعَهُ بِالخالِقِ جَلَّ وتَعالى، وَافتَرى كَذِبا وزورا، وقالَ بُهتانا

1.. الغيبة للطوسي : ص ۴۰۹ ح ۳۸۴ بسند صحيح ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۷۶ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
38

وخَتَمَ بِهِ عَمَلَكَ ـ مَن تَثِقُ بِدينِهِ وتَسكُنُ إلى نِيَّتِهِ مِن إخوانِنِا أسعَدَكُمُ اللّه‏ُ ـ وقالَ ابنُ داودَ: أدامَ اللّه‏ُ سَعادَتَكُم مَن تَسكُنُ إلى دينِهِ وتَثِقُ بِنِيَّتِهِ ـ جَميعا ؛ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ المَعروفَ بِالشَّلمَغانِيِّ ـ زادَ ابنُ داودَ: وهُوَ مِمَّن عَجَّلَ اللّه‏ُ لَهُ النَّقِمَةَ ولا أمهَلَهُ ـ قَدِ ارتَدَّ عَنِ الإِسلامِ وفارَقَهُ ـ اِتَّفَقوا ـ وأَلحَدَ في دينِ اللّه‏ِ وَادَّعى ما كَفَرَ مَعَهُ بِالخالِقِ ـ قالَ هارونُ: فيهِ بِالخالِقِ ـ جَلَّ وتَعالى، وَافتَرى كَذِبا وزورا، وقالَ بُهتانا وإثما عَظيما ـ قالَ هارونُ: وأَمرا عَظيما ـ كَذَبَ العادِلونَ بِاللّه‏ِ وضَلّوا ضَلالاً بَعيدا، وخَسِروا خُسرانا مُبينا، وإنَّنا قَد بَرِئنا إلَى اللّه‏ِ تَعالى وإلى رَسولِهِ وآلِهِ صَلَواتُ اللّه‏ِ وسَلامُهُ ورَحمَتُهُ وبَرَكاتُهُ عَلَيهِم بِمَنِّهِ، ولَعَنّاهُ عَلَيهِ لَعائِنُ اللّه‏ِ ـ اِتَّفَقوا، زادَ ابنُ داودَ: تَتَرى ـ فِي الظّاهِرِ مِنّا وَالباطِنِ، فِي السِّرِّ وَالجَهرِ، وفي كُلِّ وَقتٍ وعَلى كُلِّ حالٍ، وعَلى مَن شايَعَهُ وتابَعَهُ أو بَلَغَهُ هذَا القَولُ مِنّا وأَقامَ عَلى تَوَلّيهِ بَعدَهُ، وأَعلِمهُم ـ قالَ الصَّيمَرِيُّ: تَوَلاّكُمُ اللّه‏ُ. قالَ ابنُ ذكا: أعَزَّكُمُ اللّه‏ُ ـ أنّا مِنَ التَّوَقّي ـ وقالَ ابنُ داودَ: اِعلَم أنَّنا مِنَ التَّوَقّي لَهُ. قالَ هارونُ: وأَعلِمهُم أنَّنا فِي التَّوَقّي ـ وَالمُحاذَرَةِ مِنهُ ـ قالَ ابنُ داودَ وهارونُ: عَلى مِثلِ ما كانَ مَن تَقَدَّمَنا لِنُظَرائِهِ. قالَ الصَّيمَرِيُ: عَلى ما كُنّا عَلَيهِ مِمَّن تَقَدَّمَهُ مِن نُظَرائِهِ. وقالَ ابنُ ذَكا: عَلى ما كانَ عَلَيهِ مَن تَقَدَّمَنا لِنُظَرائِهِ. اِتَّفَقوا ـ مِنَ الشَّريعِيِّ وَالنُّمَيرِيِّ وَالهِلالِيِّ وَالبِلالِيِّ وغَيرِهِم، وعادَةُ اللّه‏ِ ـ قالَ ابنُ داودَ وهارونُ: جَلَّ ثَناؤُهُ. وَاتَّفَقوا ـ مَعَ ذلِكَ قَبلَهُ وبَعدَهُ عِندَنا جَميلَةٌ، وبِهِ نَثِقُ، وإيّاهُ نَستَعينُ، وهُوَ حَسبُنا في كُلِّ اُمورِنا ونِعمَ الوَكيلُ».
قالَ هارونُ: وأَخَذَ أبو عَلِيٍّ هذَا التَّوقيعَ ولَم يَدَع أحَدا مِنَ الشُّيوخِ إلاّ وأَقرَأَهُ إيّاهُ، وكوتِبَ مَن بَعُدَ مِنهُم بِنُسخَتِهِ في سائِرِ الأَمصارِ، فَاشتَهَرَ ذلِكَ فِي الطّائِفَةِ، فَاجتَمَعَت عَلى لَعنِهِ وَالبَراءَةِ مِنهُ.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12494
صفحه از 458
پرینت  ارسال به