379
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

وقلت: أنت مأمور بأن توصلنا إلى الكوفة، وما أن نطقت بهذه الكلمة حتّى نهض وواصل الطريق، إلى أن جثا في الكوفة عند باب البيت. ولم أبعه ولم أذبحه حتّى موته، فكان يخرج في النهار للرعي وينام ليلاً في البيت.
ثمّ قلت له: هل تشرّفت بلقاء الإمام في مسجد السهلة؟ فقال: نعم، ولكنّني لم أكن مأذوناً بإخبار الناس بما فعله.۱

۸۵۶.كتب السيّد الحاجّ الشيخ علي محمّد ابن العلم۲ رسالة إلى المرحوم آية اللّه‏ الخوئي يستفسر فيها عن كيفيّة تشرّف الشيخ محمّد الشوشتريّ، والذي كان قد نقله له، فكتب آية اللّه‏ الخوئي بقلمه ماسمعه لابن العلم: نقل لي حضرة المرحوم المبرور الشيخ محمّد الشوشتريّ الذي كان يسكن النجف سابقاً وسكن الكوفة فيما بعد لسنين، بشكل شخصيّ ودون واسطة، قائلاً:
قرّرت في إحدى ليالي القدر من شهر رمضان المبارك ـ التاسعة عشرة أو الحادية والعشرين (الشكّ من جانبي) ـ أن أتشرّف بزيارة مسجد الكوفة، واحيي ليلة القدر فيه ؛ ولذلك انطلقت من النجف نحو الكوفة، ولأنّ الجوّ كان حارّاً، فقد ذهبت قبل دخول المسجد نحو نهر الحميديّة الذي كان يقع على مسافة من مسجد الكوفة، و صببت شيئاً من الماء على جسدي دفعاً للحرارة، ثمّ دخلت المسجد وتوجّهت مباشرة إلى محراب أميرالمؤمنين عليه‏السلام، وأدّيت الصلاة بعد أذان المغرب، وانطلقت بعد الصلاة للإفطار.
وكان قد خطر على بالي من قبلُ أن يُسعدنيالحظّ وتقع‏أنظاري على جمال وليّ العصر ـ عجّل اللّه‏ تعالى فرجه ـ واقدّم له التعازي. وما أن ابتعدت قليلاً عن

1.. سرّ دلبران بالفارسيّة : ص ۲۶۸ .

2.. علي محمّد ابن العلم الدزفوليّ ۱۲۸۹ ـ ۱۳۷۰ش .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
378

الصحراء ظاهرة على مدّ البصر، فقلت: لننطلق، قالوا: وماذا ستفعل بالجمل؟ قلت: وكّلوا أمره لي.
فركبوا وركبت أنا الجمل، فسبقهم الجمل ؛ لأنّه كان يسير بعجلة، وتقدّمهم بمسافة، فناداني المكاريّ قائلاً: نحن لا نستيطع اللحاق بك بهذه السرعة، ثمّ قال المكاريّ بتعجّب: ماذا حدث؟ إنّ الجمل هو نفس الجمل والطريق نفسه! فقلت: هنالك سرّ في الأمر، وظهر فجأة نهر كبير في طريقنا، فأصابتني الحيرة مرّة اخرى وسألت نفسي: ماذا سأفعل بهذا الماء؟ وبينما كنت افكّر انطلق الجمل في وسط النهر المتّصل بالجانبين الأيمن والأيسر، ووصل المكاري وأبي إلى حافة الماء و هتفا قائلين: إلى أين تذهب؟ سوف تغرق، فهذا الماء لايمكن عبوره، ولكنّهما تجرّءا بعد أن شاهداني أسير بالجمل بكلّ سرعة، دون أن يحدث لي شيء، فقلت: تعالا من هذا الطريق الذي يسلكه الجمل باتّجاه اليسار واليمين، فجاءا وعبرنا النهر بأمان. وقد تذكّرت أن الإمام عليه‏السلام عندما كان يحرّك إصبعه يميناً ويساراً فإنّه كان يشير إلى هذا الماء.
وهكذا فقد واصلنا السير، ودخلنا الليل على جماعة من البدو و نزلنا عندهم، وكانوا كلّهم يسألوننا بتعجّب: من أين أنتم قادمون؟ فقلنا: من السماوة، قالوا: لقد تهدّم الجسر ولايوجد طريق، إلاّ إذا اجتاز المسافر هذا الماء بالطرّادة! وكان المكاريّ متحيّراً أكثر من الآخرين، فقال: قل لي، ما السرّ في هذا الأمر؟ قلت: لقد توسّلت بالإمام الثاني عشر للشيعة عندما استسلم الجمل للنوم، فشرّفنا الإمام عليه‏السلام وحلّ هذه المشاكل.
وهكذا واصلنا السير على تلك الحالة حتّى وصلنا إلى مسافة بضعة فراسخ عن النجف الأشرف، ولكنّ الجمل استغرق في النوم مرّة اخرى، فقرّبت رأسي من اذنه

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12497
صفحه از 458
پرینت  ارسال به