وقلت: أنت مأمور بأن توصلنا إلى الكوفة، وما أن نطقت بهذه الكلمة حتّى نهض وواصل الطريق، إلى أن جثا في الكوفة عند باب البيت. ولم أبعه ولم أذبحه حتّى موته، فكان يخرج في النهار للرعي وينام ليلاً في البيت.
ثمّ قلت له: هل تشرّفت بلقاء الإمام في مسجد السهلة؟ فقال: نعم، ولكنّني لم أكن مأذوناً بإخبار الناس بما فعله.۱
۸۵۶.كتب السيّد الحاجّ الشيخ علي محمّد ابن العلم۲ رسالة إلى المرحوم آية اللّه الخوئي يستفسر فيها عن كيفيّة تشرّف الشيخ محمّد الشوشتريّ، والذي كان قد نقله له، فكتب آية اللّه الخوئي بقلمه ماسمعه لابن العلم: نقل لي حضرة المرحوم المبرور الشيخ محمّد الشوشتريّ الذي كان يسكن النجف سابقاً وسكن الكوفة فيما بعد لسنين، بشكل شخصيّ ودون واسطة، قائلاً:
قرّرت في إحدى ليالي القدر من شهر رمضان المبارك ـ التاسعة عشرة أو الحادية والعشرين (الشكّ من جانبي) ـ أن أتشرّف بزيارة مسجد الكوفة، واحيي ليلة القدر فيه ؛ ولذلك انطلقت من النجف نحو الكوفة، ولأنّ الجوّ كان حارّاً، فقد ذهبت قبل دخول المسجد نحو نهر الحميديّة الذي كان يقع على مسافة من مسجد الكوفة، و صببت شيئاً من الماء على جسدي دفعاً للحرارة، ثمّ دخلت المسجد وتوجّهت مباشرة إلى محراب أميرالمؤمنين عليهالسلام، وأدّيت الصلاة بعد أذان المغرب، وانطلقت بعد الصلاة للإفطار.
وكان قد خطر على بالي من قبلُ أن يُسعدنيالحظّ وتقعأنظاري على جمال وليّ العصر ـ عجّل اللّه تعالى فرجه ـ واقدّم له التعازي. وما أن ابتعدت قليلاً عن