لإكمال الفحوص إلى المدام «أخابوف» الروسيّة، وكانت هي قد شاركتنا في الرأي وأرسلناها مرّة اخرى للاطمئنان أكثر وعمل الفحوص إلى البروفيسور «آكوبيانس» والمدام «آكوبيانس»، و كانا قد كتبا لي بعد شهر تقريباً من الفحوص والمعالجة أنّ هذا المرض هو مرض السرطان ولايمكن علاجه، ومن الأفضل أن تذهب إلى طهران، لعلّ الأجهرة الكهربائية تنفع معها.
كما كان الدكتور أبو القاسم خان وأنا ـ الدكتور نفيسي ـ قد توصّلنا إلى هذه النتيجة نفسها منذ البدء، وهي إصابتها بالسرطان، علماً أنّ المشار إليها فضلاً عن أنّها لم تكن مستعدّة للذهاب إلى طهران، فقد كانت قد تعرّضت للضعف والنحافة إلى درجة كان من الممكن أن تتعرّض للموت بعد فرسخين من السفر. وفي هذه الأثناء تورّم ما تحت البطن بشكل كامل، وظهرت غدّة تحت البطن في موضع الرحم بحجم رمانة كبيرة تقريباً، وكانت تسبّب في الغالب الضغط على المثانة وانحباس البول، ثمّ تورّم الثديان وتصلّبا، وأصبحت المريضة تعاني من الأرق وانعدام الشهيّة للطعام بشكل كامل.
فاضطررت ومن أجل تخفيف الألم أن أحقنها يوميّاً بحقنتين من «دي سانتي كنين» من المورفين، ولكن لم يُجِد نفعاً هو أيضاً، حتّى يئسَت تماماً في إحدى الليالي، فتناولت كمّية كبيرة من الأفيون كي تقتل نفسها، واخبرتُ بذلك وقمت بالحيلولة دون خطر الأفيون. ولأنّي كنت على علاقة مع الاُسرة التي كانت من وجهاء هذه المدينة والشخصيّات المعروفة فيها لسنين، وكانت تراجعني كثيراً، فقد كنت حريصاً على أن أجد طريقة لهذه المسكينة التي كانت حالتها تثير الشفقة إلى حد كبير، ولكنّني كنت يائساً من جميع النواحي ؛ لأنّني كنت موقناً بأنّ السرطان نشر فروعه وجذوره إلى خارج الرحم والمبائض، كما أنّ جسمها كان قد فقد قوّته