369
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

فأكلت منه، وتلذّذت به لذّة تفوق الوصف.
و في الغد قبل غروب الشمس، جاء المرحوم الميرزا محمّد باقر، الذي كان من أخيار ذلك الوقت وأبراره، فطالبني أوّلاً بالصحون، وكان معه مقدار من النقود كان قد وضعها في كيس، فناولني إيّاها وقال: لقد أمرك بالسفر، فخذ هذه النقود واذهب مع حضرة السيّد هاشم إمام جماعة مسجد سردزك والذي يريد التوجّه إلى مشهد المقدّسة، وستلتقي في الطريق أحد الفضلاء وتنتفع منه.
فقال الحاجّ مؤمن: ثمّ انطلقنا بتلك النقود مع المرحوم السيّد هاشم حتّى طهران. و عندما خرجنا من طهران، أشار لنا شيخ فوقفت السيّارة، فركب بعد إذن المرحوم السيّد هاشم (الذي كان قد استأجر السيّارة)، وجلس إلى جانبي.
و في أثناء الطريق، قدّم لي الكثير من المواعظ والتعاليم، كما أخبرني بما سيحدث لي حتّى آخر العمر، وكان يخبرني بما فيه خيري، وقد أدركت كلّ ما كان أخبرني به، وكان ينهاني عن تناول طعام المقاهي ويقول: اللقمة المشبوهة مضرّة للقلب. وكانت معه سفرة، وكنت كلّما أرغب في الطعام كان يخرج لي من خبزه الطازج و يقدّمه لي، وكان يخرج أحياناً الزبيب الأخضر ويقدّمه لي، حتّى وصلنا إلى «مقام خطوة الإمام الرضا عليه‏السلام»، فقال: إنّ أجلي قريب، ولا أظنّ أنّني سأصل إلى مشهد المقدّسة، وإذا متّ فإنّ كفني معي، ومعي اثنا عشر ألف تومان، فأعدد لي بهذا المبلغ قبراً في جانب من الصحن المقدّس، وليتولّ السيّد هاشم تجهيز جنازتي.
فقال الحاجّ: لقد أصابني الرعب واضطربت، فقال: لا بأس عليك، ولا تخبر أحداً ما لم يحن أجلي، وارض بما أراده اللّه‏.
و عندما بلغنا جبل طرق (كان طريق الزوّار يمرّ منه سابقاً) توقّفت السيّارة، فنزل المسافرون وانشغلوا بالسلام على الإمام الرضا عليه‏السلام، فرأيت ذلك الشيخ المحترم


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
368

۳ / ۴۲

الحاج مُؤن۱

۸۵۲.آية اللّه‏ الشهيد دستغيب۲: نقل الحاجّ مؤمن عليه الرحمة: ظهر لديّ منذ أوّل الشباب شوق كبير لزيارة الإمام الحجّة عليه‏السلام والالتقاء به، حتّى حرّمت على نفسي الأكل والشرب لكي أراه، (علماً أنّ هذا العهد كان مصدره الجهل وشدّة الشوق)، ولم أتناول شيئاً ليومين بليلتيهما، وفي الليلة الثالثة شربت مقداراً من الماء اضطراراً، فغلبتني حالة من الإغماء، فرأيت الإمام الحجّة عليه‏السلام وأنا على تلك الحال، وخاطبني قائلاً: لماذا تفعل ذلك وتلقي نفسك في التهلكة؟ سأرسل لك الطعام، فكله. ثمّ أفقت من غيبوبتي، وبعد مرور ثلث من الليل رأيت المسجد (مسجد سردزك) خالياً لا أحد فيه، وكان أحد الأشخاص يدقّ الباب، فخرجت وفتحت الباب، فرأيت شخصاً قد وضع العباءة على رأسه بحيث لم يكن يعرف، وناولني من تحت العباءة صحناً مليئاً بالطعام، وقال مرّتين: كل ولا تعطه لأحد، ثمّ وضع الصحن تحت المنبر وذهب، فدخلت المسجد ورأيت أنّ الطعام هو أرز مطبوخ مع الدجاج المشويّ،

1.. يقول الشهيد دستغيب : حظيت بنعمة مرافقة المرحوم عبّاس علي المشهور بالحاج مؤمن ـ الذي كان صاحبكرامات و مكاشفات كثيرة ـ مدّة ثلاثين عاما تقريبا ، في السفر و الحضر داستانهاى شگفت «بالفارسيّة» : ص ۷۳ .

2.. شهيد المحراب آية اللّه‏ السيّد عبدالحسين دستغيب الشيرازيّ ۱۲۸۸ ـ ۱۳۶۰ ش ، ولد في مدينة شيراز ، و درس المقدّمات الحوزوية عند أبيه ، وبعد وفاة أبيه أكمل دراسته في مدرسة خان شيراز ، فأكمل دورة المقدّمات والسطح . في سنة ۱۳۱۴ ش هاجر إلى النجف الأشرف ، وحضر دروس الآيات : السيّد أبي الحسن الإصفهانيّ ، آقا ضياء الدين العراقيّ ، السيد باقر الأصطهباناتيّ ، ومحمّد كاظم الشيرازيّ . قبل الثورة الإسلاميّة كان من المجاهدين ومن أنصار الإمام الخميني ، وبعد الثورة كان ركنا وسندا لها وإمام جمعة شيراز إلى أن نال الشهادة على أيدي المنافقين في شهر آذَر (من شهور السنة الشمسيّة الإيرانيّة) من سنة ۱۳۶۰ ش . ترك آثارا عديدة ، منها : آدابي از قرآن (بالفارسيّة) ، سراى ديگر (بالفارسيّة) ، معارفي از قرآن (بالفارسيّة) ، گناهان كبيره (بالفارسيّة) وداستان‏هاى شگفت (بالفارسيّة) (راجع : گلشن أبرار «بالفارسيّة» : ج ۲ ص ۶۴۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11958
صفحه از 458
پرینت  ارسال به