367
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

حاجاتي، بل إنّني كنت أراه في المنام أحياناً.
ومن جملة ذلك أنّني جئت إلى قم وكنت أنوي المجاورة، وكنت أستلم مبلغ خمسمئة تومان شهريّاً كراتب تقاعديّ، فأردت معرفة واجبي الشرعيّ، وكنت متحيّراً في المرجع الذي عليّ أن أرجع إليه بين المرجعين المعروفين آنذاك في قم، و هما السيّد الحاجّ حسين البروجرديّ والمرحوم السيّد محمّدحجت التبريزيّ (السابق الذكر)، وكان بعض أهل العلم يشيرون إلى الأوّل فيما كان البعض الآخر يعرّفون الثاني، فعملت بتلك الطريقة نفسها، ورأيته في المنام، وكان السيّد البروجرديّ حاضراً وكأنّه لم يكن يراه، فقال: ارجع إلى هذا. وكنت اقدّم العملة الورقيّة التي كنت قد جئت بها لتقديم قسم منها إليه للتداول، وكان يأخذها ويضعها في جيبه الجانبيّ مثلاً وهو يبتسم. وعندما استيقظت والتقيت به، رأيت نفس ما رأيته في المنام، نفس الابتسامة ونفس استلام النقود ووضعها في الجيب الجانبيّ بالخصوصيّات التي رأيتها في المنام.
وكان من جملة ذلك أنّه كان يقول: كنت في مهمة في مدينة كرمانشاه قبل ارتباطي بوجوده المقدّس، وبعد أن التقيته قال على وجه التقريب: لقد كنت في كرمانشاه خلال هذه المدّة ولم تذهب لزيارة أبي عبداللّه‏ الحسين عليه‏السلام، فهل كان ذلك جفاءً منك؟ والآن عليك أن تتشرّف بالزيارة. فقمت بالزيارة، وكان ظنّي أنّه قال: رأيته في حرم الإمام الحسين عليه‏السلام أيضاً.
و كان السؤل الثاني: ماذا كانت خصوصيتك الأخلاقيّة؟ فقال: لم أترك صلاتي في كلّ الأحوال والظروف، ولم أظلم أحداً.۱

1.. سرّ دلبران بالفارسيّة : ص ۲۵۷ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
366

قولهم: إنّه كان هنالك رجل في قم اسمه السيّد الأشكانيّ، وإنّه التقى الحجّة (سلام اللّه‏ عليه)، ويبدو أنّني كنت في عصر أحد الأيّام في خدمة هذا الرجل العجوز الذي كان بيته في شارع محطّة القطار في قم، مع حضرة السيّد الحاجّ الشيخ عبدالوهّاب الروحيّ الذي كان صديقي لخمسين عاماً، وحضرة الحاجّ السيّد مهدي أخوي سلّمهما اللّه‏ تعالى من الآفات والبليات، وكان رجلاً عجوزاً ونورانياً، وكانت آثار الحقيقة والصدق بادية وواضحة على جبهته، وكان جهاز مذياعه في غرفة الاستقبال، حيث كان اقتناء المذياع آنذالك مذموماً من قبل المتديّنين في الظاهر،كان ذلك دليلاً على أنّ هذا الرجل لم يكن أبداً من أصحاب التظاهر والادّعاء، فسألناه عن قصّة تشرّفه بلقاء الإمام عليه‏السلام، فقال:
أنا من مدينة خوي، وكنت عسكريّاً، كما درست في المدرسة العسكريّة بتركيا، وكنت أخدم في الجيش لمدّة طويلة. وذات مرّة كنت في طهران جالساً عند المنبر، فذكر الخطيب طريقة لمن يريد رؤة الإمام عليه‏السلام، فعملت بهذه الطريقة، ورأيته وعرضت عليه حوائجي، وأخبرني بما يجب أن أفعله، وخلاصته هي قراءة آية النور في الشهر الخاصّ بالعدد الخاصّ، وأنا لا أذكر هذه الطريقة هنا، فمن الممكن أن لايناسب ذلك كلّ شخص، فقد يعمل بها ثمّ لايوفّق، فيؤّي ذلك إلى ضعف عقيدته، وأكون أنا مسؤلاً أمام اللّه‏.
وبعد أن نقل ذلك الرجل النورانيّ الطريقة لنا دون تردّد، طرحت عليه سؤلين، و كان أحدهما: هل رأيت الإمام عليه‏السلام معاينةً؟ فتبيّن لي من جوابه أنّه كان يراه على سبيل المكاشفة، فقد قال مثلاً: كما أنّ الأوضاع كانت تتغيّر، فكنت قد جلست مثلاً تحت الكرسيّ(وهو منضدة يوضع تحتها منقل نار من الفحم وفوقها لحاف يغطّي كل الغرفة تقريباً، ويجلسون حوله كي يستدفئوا به)، وكنت أراه وأعرض عليه

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12370
صفحه از 458
پرینت  ارسال به