قال: فقلت: يا سيّدي، أنت لا تجيء معي إلى هذه القرية؟ فقال ما معناه: لا ؛ لأنّه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد اُريد أن اُغيثهم. ثمّ غاب عنّي، فما مشيت إلاّ قليلاً حتّى وصلت إلى القرية، وكان في مسافة بعيدة، ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم، فلمّا دخلت الحلّة ذهبت إلى سيّد الفقهاء السيّد مهدي القزوينيّ طاب ثراه، وذكرت له القصّة، فعلّمني معالم ديني، فسألت عنه عملاً أتوصّل به إلى لقائه عليهالسلام مرّة اخرى، فقال: زر أبا عبد اللّه عليهالسلام أربعين ليلة الجمعة.
قال: فكنت أزوره من الحلّة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة، فذهبت من الحلّة في يوم الخميس، فلمّا وصلت إلى باب البلد، فإذا جماعة من أعوان الظلمة يطالبون الواردين التذكرة، وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها، فبقيت متحيّراً والناس متزاحمون على الباب، فأردت مراراً أن أتخفّى وأجوز عنهم، فما تيسّر لي، وإذا بصاحبي صاحب الأمر عليهالسلام في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد، فلمّا رأيته استغثت به، فخرج وأخذني معه وأدخلني من الباب، فما رآني أحد، فلمّا دخلت البلد افتقدته من بين الناس، وبقيت متحيّراً على فراقه عليهالسلام. وقد ذهب عن خاطري بعض ما كان في تلك الحكاية.۱
۳ / ۴۱
الأشكانيّ
۸۵۱.آية اللّه مرتضى الحائريّ اليزديّ۲: من جملة القضايا العجيبة التي رأيتها في زماني
1.. جنّة المأوى : ص ۲۹۲ الحكاية ۴۷ ، النجم الثاقب : ص ۴۰۴ الحكاية ۷۱ .
2.. آية اللّه الحاج الشيخ مرتضى الحائريّ اليزديّ ۱۳۳۴ ـ ۱۴۰۶ ه ، ابن آية اللّه الحاج الشيخ عبدالكريم الحائريّ اليزديّ (مؤسّس الحوزة العلميّة في قم) ، ولد في مدنية أراك في اُسرة علميّة معروفة بالتقوى والفضيلة ، وكان منذ نشأته مجتهدا في طلب العلم والمعرفة ، وقد ورث الزهد وبساطة العيش من أبيه . توفّي في سنة ۱۳۶۴ ش في قم ، ودُفن في حرم السيّدة فاطمة المعصومة عليهاالسلام (راجع : سرّ دلبران «بالفارسية») .