365
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

قال: فقلت: يا سيّدي، أنت لا تجيء معي إلى هذه القرية؟ فقال ما معناه: لا ؛ لأنّه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد اُريد أن اُغيثهم. ثمّ غاب عنّي، فما مشيت إلاّ قليلاً حتّى وصلت إلى القرية، وكان في مسافة بعيدة، ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم، فلمّا دخلت الحلّة ذهبت إلى سيّد الفقهاء السيّد مهدي القزوينيّ طاب ثراه، وذكرت له القصّة، فعلّمني معالم ديني، فسألت عنه عملاً أتوصّل به إلى لقائه عليه‏السلام مرّة اخرى، فقال: زر أبا عبد اللّه‏ عليه‏السلام أربعين ليلة الجمعة.
قال: فكنت أزوره من الحلّة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة، فذهبت من الحلّة في يوم الخميس، فلمّا وصلت إلى باب البلد، فإذا جماعة من أعوان الظلمة يطالبون الواردين التذكرة، وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها، فبقيت متحيّراً والناس متزاحمون على الباب، فأردت مراراً أن أتخفّى وأجوز عنهم، فما تيسّر لي، وإذا بصاحبي صاحب الأمر عليه‏السلام في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد، فلمّا رأيته استغثت به، فخرج وأخذني معه وأدخلني من الباب، فما رآني أحد، فلمّا دخلت البلد افتقدته من بين الناس، وبقيت متحيّراً على فراقه عليه‏السلام. وقد ذهب عن خاطري بعض ما كان في تلك الحكاية.۱

۳ / ۴۱

الأشكانيّ

۸۵۱.آية اللّه‏ مرتضى الحائريّ اليزديّ۲: من جملة القضايا العجيبة التي رأيتها في زماني

1.. جنّة المأوى : ص ۲۹۲ الحكاية ۴۷ ، النجم الثاقب : ص ۴۰۴ الحكاية ۷۱ .

2.. آية اللّه‏ الحاج الشيخ مرتضى الحائريّ اليزديّ ۱۳۳۴ ـ ۱۴۰۶ ه ، ابن آية اللّه‏ الحاج الشيخ عبدالكريم الحائريّ اليزديّ (مؤسّس الحوزة العلميّة في قم) ، ولد في مدنية أراك في اُسرة علميّة معروفة بالتقوى والفضيلة ، وكان منذ نشأته مجتهدا في طلب العلم والمعرفة ، وقد ورث الزهد وبساطة العيش من أبيه . توفّي في سنة ۱۳۶۴ ش في قم ، ودُفن في حرم السيّدة فاطمة المعصومة عليهاالسلام (راجع : سرّ دلبران «بالفارسية») .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
364

مع هذا الرجل في الطريق، فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه وذمّهم إيّاه وقدحهم فيه، فقال: هؤلاء من أقاربي من أهل السنّة، وأبي منهم وامّي من أهل الإيمان، وكنت أيضاً منهم، ولكنّ اللّه‏ منّ عليّ بالتشيّع ببركة الحجّة صاحب الزمان عليه‏السلام. فسألت عن كيفيّة إيمانه، فقال:
اسمي ياقوت، وأنا أبيع الدهن عند جسر الحلّة، فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن من أهل البراري خارج الحلّة، فبعدت عنها بمراحل، إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت اريده منه، وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلّة، ونزلنا في بعض المنازل ونمنا، وانتبهت فما رأيت أحداً منهم وقد ذهبوا جميعاً، وكان طريقنا في بريّة قفر ذات سباع كثيرة، ليس في أطرافها معمورة إلاّ بعد فراسخ كثيرة.
فقمت وجعلت الحمل على الحمار، ومشيت خلفهم، فضلّ عنّي الطريق، وبقيت متحيّراً خائفاً من السباع والعطش في يومه، فأخذت أستغيث بالخلفاء والمشايخ وأسألهم الإعانة، وجعلتهم شفعاء عند اللّه‏ تعالى، وتضرّعت كثيراً فلم يظهر منهم شيء.
فقلت في نفسي: إنّي سمعت من اُمّي أنّها كانت تقول: إنّ لنا إماماً حيّاً يُكنّى أبا صالح، يرشد الضالّ، ويغيث الملهوف، ويعين الضعيف، فعاهدت اللّه‏ تعالى إن استغثت به فأغاثني أن أدخل في دين اُمّي. فناديته واستغثت به، فإذا بشخص في جنبي وهو يمشي معي وعليه عمامة خضراء ـ قال رحمه‏الله: وأشار حينئذ إلى نبات حافّة النهر، وقال: كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات ـ ثمّ دلّني على الطريق وأمرني بالدخول في دين اُمّي، وذكر كلمات نسيتها، وقال: ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعاً من الشيعة.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12430
صفحه از 458
پرینت  ارسال به