363
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

باب المسجد، ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء، إلى غير ذلك من الامور العجيبة الّتي أفادتني اليقين بأنّه الحجّة صاحب الزمان عليه‏السلام الّذي كنت أتمنّى من فضل اللّه‏ التشرّف برؤيته، وتحمّلت مشاقّ عمل الاستجارة عند قوّة الحرّ والبرد لمطالعة حضرته سلام اللّه‏ عليه، فشكرت اللّه‏ تعالى شأنه والحمد للّه‏.۱

۳ / ۴۰

ياقوتُ الحلّيّ

۸۵۰.المحدّث النوريّ: حدّثني العالم الجليل والحبر النبيل، مجمع الفضائل والفواضل، الصفيّ الوفيّ، المولى عليّ الرشتيّ طاب ثراه۲، وكان عالماً برّاً تقياً زاهداً حاوياً لأنواع العلم، بصيراً ناقداً، من تلامذة السيّد السند الاستاذ الأعظم دام ظلّه، ولمّا طال شكوى أهل الأرض حدود فارس ومن والاه إليه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم، أرسله إليهم، عاش فيهم سعيداً ومات هناك حميداً رحمه‏الله، وقد صاحبته مدّة سفراً وحضراً، ولم أجد في خلقه وفضله نظيراً إلاّ يسيراً.
قال: رجعت مرّة من زيارة أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات، فلمّا ركبنا في بعض السفن الصغار الّتي كانت بين كربلاء وطويريج، رأيت أهلها من أهل الحلّة، ومن طويريج تفترق طريق الحلّة والنجف، واشتغل الجماعة باللهو واللعب والمزاح، رأيت واحداً منهم لا يدخل في عملهم، عليه آثار السكينة والوقار، لا يمازح ولا يضاحك، وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه، ومع ذلك كان شريكاً في أكلهم وشربهم، فتعجّبت منه، إلى أن وصلنا إلى محلّ كان الماء قليلاً، فأخرجَنا صاحب السفينة، فكنّا نمشي على شاطئ النهر، فاتّفق اجتماعي

1.. جنّة المأوى : ص ۳۰۹ الحكاية ۵۸ ، النجم الثاقب : ص ۳۲۵ الحكاية ۳۲ .

2.. المقدّس الرشتيّ المتوفّي سنة ۱۲۹۵ه راجع : ص ۳۵۲ ح ۸۴۶ الهامش ۲ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
362

الكريم برأفة وابتسام، وقال لي: تحبّ أن تمضي إلى مسجد الكوفة ؟ فقلت: نعم يا سيّدنا، عادتنا أهل النجف إذا تشرّفنا بعمل هذا المسجد نمضي إلى مسجد الكوفة، ونبات فيه ؛ لأنّ فيه سكّاناً وخدّاماً وماء.
فقام وقال: قم بنا نمضي إلى مسجد الكوفة، فخرجت معه وأنا مسرور به وبحسن صحبته، فمشينا في ضياء وحسن هواء وأرض يابسة لا تعلق بالرجل، وأنا غافل عن حال المطر والظلام الّذي كنت أراه، حتّى وصلنا إلى باب المسجد وهو ـ روحي فداه ـ معي وأنا في غاية السرور والأمن بصحبته، ولم أر ظلاماً ولا مطراً. فطرقت باب الخارجة عن المسجد، وكانت مغلقة، فأجابني الخادم: من الطارق ؟ فقلت: افتح الباب، فقال: من أين أقبلت في هذه الظلمة والمطر الشديد ؟ فقلت: من مسجد السهلة. فلمّا فتح الخادم الباب التفتّ إلى ذلك السيّد الجليل فلم أره، وإذا بالدنيا مظلمة للغاية، وأصابني المطر، فجعلت انادي: يا سيّدنا يا مولانا! تفضّل فقد فتحت الباب. ورجعت إلى ورائي أتفحّص عنه وانادي، فلم أر أحداً أصلاً، وأضرّ بي الهواء والمطر والبرد في ذلك الزمان القليل.
فدخلت المسجد، وانتبهت من غفلتي، وكأنّي كنت نائماً فاستيقظت، وجعلت ألوم نفسي على عدم التنبّه لما كنت أرى من الآيات الباهرة، وأتذكّر ما شاهدته وأنا غافل من كراماته من الضياء العظيم في المقام الشريف، مع أنّي لم أر سراجاً، ولو كان في ذلك المقام عشرون سراجاً لما وفى بذلك الضياء، وذكرت أنّ ذلك السيّد الجليل سمّاني باسمي مع أنّي لم أعرفه ولم أره قبل ذلك، وتذكّرت أنّي لما كنت في المقام كنت أنظر إلى فضاء المسجد، فأرى الظلام الشديد وأسمع صوت المطر والرعد، وأنّي لمّا خرجت من المقام مصاحباً له سلام اللّه‏ عليه، كنت أمشي في ضياء بحيث أرى موضع قدمي، والأرض يابسة والهواء عذب، حتّى وصلنا إلى

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12495
صفحه از 458
پرینت  ارسال به