باب المسجد، ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء، إلى غير ذلك من الامور العجيبة الّتي أفادتني اليقين بأنّه الحجّة صاحب الزمان عليهالسلام الّذي كنت أتمنّى من فضل اللّه التشرّف برؤيته، وتحمّلت مشاقّ عمل الاستجارة عند قوّة الحرّ والبرد لمطالعة حضرته سلام اللّه عليه، فشكرت اللّه تعالى شأنه والحمد للّه.۱
۳ / ۴۰
ياقوتُ الحلّيّ
۸۵۰.المحدّث النوريّ: حدّثني العالم الجليل والحبر النبيل، مجمع الفضائل والفواضل، الصفيّ الوفيّ، المولى عليّ الرشتيّ طاب ثراه۲، وكان عالماً برّاً تقياً زاهداً حاوياً لأنواع العلم، بصيراً ناقداً، من تلامذة السيّد السند الاستاذ الأعظم دام ظلّه، ولمّا طال شكوى أهل الأرض حدود فارس ومن والاه إليه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم، أرسله إليهم، عاش فيهم سعيداً ومات هناك حميداً رحمهالله، وقد صاحبته مدّة سفراً وحضراً، ولم أجد في خلقه وفضله نظيراً إلاّ يسيراً.
قال: رجعت مرّة من زيارة أبي عبد اللّه عليهالسلام عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات، فلمّا ركبنا في بعض السفن الصغار الّتي كانت بين كربلاء وطويريج، رأيت أهلها من أهل الحلّة، ومن طويريج تفترق طريق الحلّة والنجف، واشتغل الجماعة باللهو واللعب والمزاح، رأيت واحداً منهم لا يدخل في عملهم، عليه آثار السكينة والوقار، لا يمازح ولا يضاحك، وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه، ومع ذلك كان شريكاً في أكلهم وشربهم، فتعجّبت منه، إلى أن وصلنا إلى محلّ كان الماء قليلاً، فأخرجَنا صاحب السفينة، فكنّا نمشي على شاطئ النهر، فاتّفق اجتماعي