359
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

الحال، فقال: واظبت هذا المسجد أربعين ليلة من ليالي الجمعة طلباً للتشرّف بلقاء خليفة العصر وناموس الدهر عجّل اللّه‏ تعالى فرجه، وهذه الليلة تمام الأربعين ولم أتزوّد من لقائه ظاهراً، غير أنّي حيث رأيتموني كنت مشغولاً بالدعاء، فإذا به عليه‏السلام واقفا على رأسي، فالتفت إليه عليه‏السلام فقال: «چه ميكني؟»، أو «چه ميخواني؟» ؛ أي«ما تفعل؟» أو«ما تقرأ؟» ـ والترديد من الفاضل المتقدّم ـ ولم أتمكّن من الجواب، فمضى عنّي كما شاهدتموه. فذهبنا إلى الباب فوجدناه على النحو الّذي أغلقناه، فرجعنا شاكرين متحسّرين.۱

۳ / ۳۹

رجُلٌ بقّالٌ

۸۴۹.المحدّث النوريّ: حدّثني جماعة من الأتقياء الأبرار، منهم السيّد السند والحبر المعتمد، العالم العامل والفقيه النبيه، الكامل المؤيّد المسدّد، السيّد محمّد ابن العالم الأوحد السيّد أحمد، ابن العالم الجليل والحبر المتوحّد النبيل السيّد حيدر الكاظمي أيّده اللّه‏ تعالى۲، وهو من أجلاّء تلامذة المحقّق الاستاذ الأعظم الأنصاريّ طاب ثراه، وأحد أعيان أتقياء بلد الكاظمين عليهماالسلام، وملاذ الطلاّب والزوّار والمجاورين، وهو وإخوته وآباؤه أهل بيت جليل، معروفون في العراق بالصلاح والسداد، والعلم والفضل والتقوى، يعرفون ببيت السيّد حيدر جدّه، سلّمه اللّه‏ تعالى. قال: فيما كتبه إليّ وحدّثني به شفاهاً أيضاً:
قال محمّد بن أحمد بن حيدر الحسنيّ الحسينيّ: لمّا كنت مجاوراً في النجف الأشرف لأجل تحصيل العلوم الدينيّة، وذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين

1.. جنّة المأوى : ص ۲۶۳ الحكاية ۳۱ ، النجم الثاقب : ص ۴۲۱ الحكاية ۸۹ .

2.. راجع : ص ۴۴۱ «الفصل الرابع / الحاج عليّ البغداديّ» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
358

إلى المسجد أحد إلاّ مع عدّة وتهيئة ؛ لكثرة من كان في أطراف النجف الأشرف من القطّاع واللصوص، وكان معي واحد من الطلاّب. فلمّا دخلنا المسجد لم نجد فيه إلاّ رجلاً واحداً من المشتغلين، فأخذنا في آداب المسجد، فلمّا حان غروب الشمس عمدنا إلى الباب فأغلقناه، وطرحنا خلفه من الأحجار والأخشاب والطوب والمدر إلى أن اطمأنّا بعدم إمكان انفتاحه من الخارج عادة.
ثمّ دخلنا المسجد، واشتغلنا بالصلاة والدعاء، فلمّا فرغنا جلست أنا ورفيقي في دكّة القضاء مستقبل القبلة، وذاك الرجل الصالح كان مشغولاً بقراءة دعاء كميل في الدهليز القريب من باب الفيل بصوت عال شجيّ، وكانت ليلة قمراء صاحية وكنت متوجّهاً إلى نحو السماء.
فبينا نحن كذلك، فإذا بطيب قد انتشر في الهواء وملأ الفضاء، أحسن من ربيح نوافج المسك الأذفر، وأروح للقلب من النسيم إذا تسحّر، ورأيت في خلال أشعّة القمر إشعاعاً كشعلة النار، قد غلب عليها، وانخمد في تلك الحال صوت ذلك الرجل الداعي، فالتفتّ فإذا أنا بشخص جليل قد دخل المسجد من طرف ذلك الباب المنغلق في زيّ لباس الحجاز، وعلى كتفه الشريف سجّادة كما هو عادة أهل الحرمين إلى الآن، وكان يمشي في سكينة ووقار وهيبة وجلال، قاصداً باب المسلم، ولم يبق لنا من الحواسّ إلاّ البصر الخاسر واللبّ الطائر، فلمّا صار بحذائنا من طرف القبلة، سلّم علينا.
قال رحمه‏الله: أمّا رفيقي فلم يبق له شعور أصلاً ولم يتمكّن من الردّ، وأمّا أنا فاجتهدت كثيرا إلى أن رددت عليه في غاية الصعوبة والمشقّة، فلمّا دخل باب المسجد وغاب عنّا تراجعت القلوب إلى الصدور، فقلنا: من كان هذا ومن أين دخل ؟ فمشينا نحو ذلك الرجل فرأيناه قد خرق ثوبه ويبكي بكاء الواله الحزين، فسألناه عن حقيقة

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12459
صفحه از 458
پرینت  ارسال به