357
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

الغربيّ من بحيرة الكوفة، محلّ خوف وخطر من جهة أعراب البادية المتردّدين إليه، فلمّا قمت إلى الصلاة ودخلت فيها، ذهب فكري إلى زرع الدخنة، وأهمّني أمره، فصرت أتفكّر فيه وفي آفاته.
هذا خلاصة ما سمعته منه رحمه‏اللهقبل هذا التاريخ بأزيد من عشرين سنة، وأستغفر اللّه‏ من الزيادة والنقصان في بعض كلماته.۱

۳ / ۳۸

السَّيِّدُ مُحَمَّدُ القَطيفيُ۲

۸۴۸.المحدّث النوريّ: حدّثني العالم النبيل والفاضل الجليل الصالح الثقة العدل الّذي قلّ له البديل، الحاجّ المولى محسن الإصفهانيّ، المجاور لمشهد أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام حيّاً وميّتاً، وكان من أوثق أئمّة الجماعة، قال: حدّثني السيّد السند والعالم المؤيّد، التقيّ الصفيّ، السيّد محمّد ابن السيّد مال اللّه‏ ابن السيّد معصوم القطيفيّ رحمهم اللّه‏، قال:
قصدت مسجد الكوفة في بعض ليالي الجمع، وكان في زمانٍ مَخوف لا يتردّد

1.. جنّة المأوى : ص ۲۵۷ الحكاية ۲۸ ، النجم الثاقب : ص ۴۲۰ الحكاية ۸۸ .

2.. السيّد محمّد بن مال اللّه‏ بن معصوم الموسويّ القطيفيّ الحائريّ : من تلاميذ السيّد عبد اللّه‏ شبر ، توفّي في كربلاءسنة ۱۲۶۹ أو ۱۲۷۱ه ، كان فاضلاً أديباً شاعراً ، مشاركاً في الفنون محقّقاً في عقليّتها فضلاً عن نقليّتها ، له ديوان شعر أكثره في مراثي أهل البيت أعيان الشيعة : ج ۱۰ ص ۴۴ ، الذريعة : ج ۹ ق ۳ ص ۹۸۸ الرقم ۶۴۶۷ ، الأعلام للزركليّ : ج ۷ ص ۱۶ .
قال المحدّث النوريّ : وهذا السيّد كان عظيم الشأن ، جليل القدر ، وكان شيخنا الاُستاذ العلاّمة الشيخ عبد الحسين الطهرانيّ ـ أعلى اللّه‏ مقامه ـ كثيراً ما يذكره بخير ويثني عليه ثناءً بليغاً ، قال : كان رحمه‏الله تقياً صالحاً وشاعراً مجيداً وأديباً قارئاً ، غريقاً في بحار محبّة أهل البيت عليهم‏السلام ، وأكثر ذكره وفكره فيهم ولهم ، حتّى أنّا كثيراً ما نلقاه في الصحن الشريف فنسأله عن مسألة أدبيّة فيجيبنا ويستشهد في خلال كلامه بما أنشده هو وغيره في المراثي ، فتتغيّر حاله فيشرع في ذكر مصائبهم على أحسن ما ينبغي ، وينقلب مجلس الشعر والأدب إلى مجلس المصيبة والكرب . . . جنّة المأوى : ص ۲۶۴ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
356

العراق بالصلاح والسداد، وصاحبته سنين سفراً وحضراً فما وقفت منه على عثرة في الدين، قال:
كنّا في مسجد الكوفة مع جماعة فيهم أحد من العلماء المعروفين المبرّزين في المشهد الغرويّ، وقد سألته عن اسمه غير مرّة فما كشف عنه ؛ لكونه محلّ هتك الستر وإذاعة السرّ.
قال: ولمّا حضرت وقت صلاة المغرب، جلس الشيخ لدى المحراب للصلاة والجماعة في تهيئة الصلاة بين جالس عنده ومؤّن ومتطهّر، وكان في ذلك الوقت في داخل الموضع المعروف بالتنّور ماء قليل من قناة خربة، وقد رأينا مجراها عند عمارة مقبرة هانئ بن عروة، والدرج الّتي تنزل إليه ضيّقة مخروبة لا تسع غير واحد.
فجئت إليه وأردت النزول، فرأيت شخصاً جليلاً على هيئة الأعراب قاعداً عند الماء يتوضّأ، وهو في غاية من السكينة والوقار والطمأنينة، وكنت مستعجلاً لخوف عدم إدراك الجماعة، فوقفت قليلاً فرأيته كالجبل لا يحرّكه شيء، فقلت ـ وقد اقيمت الصلاة ـ ما معناه: لعلّك لا تريد الصلاة مع الشيخ ؟ أردت بذلك تعجيله، فقال: لا، قلت: ولم ؟ قال: لأنّه الشيخ الدخنيّ! فما فهمت مراده، فوقفت حتّى أتمّ وضوءه، فصعد وذهب، ونزلت وتوضّأت وصلّيت.
فلمّا قضيت الصلاة وانتشر الناس وقد ملأ قلبي وعيني هيئته وسكونه وكلامه، فذكرت للشيخ ما رأيت وسمعت منه، فتغيّرت حاله وألوانه، وصار متفكّراً مهموماً، فقال: قد أدركت الحجّة عليه‏السلام وما عرفته، وقد أخبر عن شيء ما اطّلع عليه إلاّ اللّه‏ تعالى.
اعلم أنّي زرعت الدخنة في هذه السنة في الرحبة، وهي موضع في الطرف

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12428
صفحه از 458
پرینت  ارسال به