فذهب وركب حماراً، وحمل مسحاته على كتفه، وجاء وقال: اردفني على الحمار. فركبت، فسحبت عنان حصاني، و لكنّه لم يمكّنني من نفسه ولم ينطلق، فقال: ناولني عنان الحصان، فناولته، ثمّ وضع المسحاة على كتفه الأيسر وأمسك بعنان الحصان بيده اليمني، وانطلق الحصان، وانقاد لنا كأحسن مايكون الانقياد، فوضع يده على ركبتي وقال: لماذا لاتؤّي النافلة؟ ثمّ قال: النافلة، النافلة، النافلة ـ ثلاث مرّات -. وقال أيضاً: لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء؟ عاشوراء، عاشوراء، عاشوراء ـ ثلاث مرّات ـ. ثمّ قال: لماذا لا تقرأ الجامعة؟ الجامعة، الجامعة، الجامعة.
و كان يسير ويطوي المسافة بالاستدارة، ثمّ التفت فجأة وقال: ها هم رفاقك قد نزلوا عند حافّة نهر. وكانوا منشغلين بالوضوء لصلاة الفجر، فنزلت من الحمار كي أركب حصاني ولكنّني لم أستطع، فنزل وغرس المسحاة في الثلج وأركبني، وأدار رأس الحصان نحو الرفاق، وأخذت افكّر وأنا في تلك الحال: من هذا الشخص الذي كان يتكلّم بالفارسيّة في حين لم تكن في تلك المنطقة لغة سوى التركيّة، وديناً سوى المسيحية؟! وكيف أوصلني بتلك السرعة إلى رفاقي؟! ثمّ نظرت إلى الخلف فلم أر أحداً، ولم أجد له أثراً! فالتحقت برفاقي.۱
۳ / ۳۷
السيّدُ مُرتضى النّجفيُ
۸۴۷.المحدّث النوريّ: حدّثني السيّد الثقة التقيّ الصالح السيّد مرتضى النجفيّ رحمهالله وقد أدرك الشيخ شيخ الفقهاء وعمادهم الشيخ جعفر النجفيّ۲، وكان معروفاً عند علماء