355
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

فذهب وركب حماراً، وحمل مسحاته على كتفه، وجاء وقال: اردفني على الحمار. فركبت، فسحبت عنان حصاني، و لكنّه لم يمكّنني من نفسه ولم ينطلق، فقال: ناولني عنان الحصان، فناولته، ثمّ وضع المسحاة على كتفه الأيسر وأمسك بعنان الحصان بيده اليمني، وانطلق الحصان، وانقاد لنا كأحسن مايكون الانقياد، فوضع يده على ركبتي وقال: لماذا لاتؤّي النافلة؟ ثمّ قال: النافلة، النافلة، النافلة ـ ثلاث مرّات -. وقال أيضاً: لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء؟ عاشوراء، عاشوراء، عاشوراء ـ ثلاث مرّات ـ. ثمّ قال: لماذا لا تقرأ الجامعة؟ الجامعة، الجامعة، الجامعة.
و كان يسير ويطوي المسافة بالاستدارة، ثمّ التفت فجأة وقال: ها هم رفاقك قد نزلوا عند حافّة نهر. وكانوا منشغلين بالوضوء لصلاة الفجر، فنزلت من الحمار كي أركب حصاني ولكنّني لم أستطع، فنزل وغرس المسحاة في الثلج وأركبني، وأدار رأس الحصان نحو الرفاق، وأخذت افكّر وأنا في تلك الحال: من هذا الشخص الذي كان يتكلّم بالفارسيّة في حين لم تكن في تلك المنطقة لغة سوى التركيّة، وديناً سوى المسيحية؟! وكيف أوصلني بتلك السرعة إلى رفاقي؟! ثمّ نظرت إلى الخلف فلم أر أحداً، ولم أجد له أثراً! فالتحقت برفاقي.۱

۳ / ۳۷

السيّدُ مُرتضى النّجفيُ

۸۴۷.المحدّث النوريّ: حدّثني السيّد الثقة التقيّ الصالح السيّد مرتضى النجفيّ رحمه‏الله وقد أدرك الشيخ شيخ الفقهاء وعمادهم الشيخ جعفر النجفيّ۲، وكان معروفاً عند علماء

1.. النجم الثاقب : ص ۴۰۰ الحكاية ۷۰ .

2.. كاشف الغطاء ، متوفّى سنة ۱۲۲۷ه .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
354

بساعتين ونصف أو ثلاث ساعات على الأرحج، وكنّا قد ابتعدنا عن منزلنا بمقدار نصف فرسخ أو ربع عندما خيّم الظلام وبدأ الثلج بالهطول، بحيث إنّ الرفاق غطّى كلّ واحد منهم رأسه وأسرعوا في السير.
وأمّا أنا فلم أتمكّن من الذهاب معهم رغم كلّ محاولاتي، حتّى ابتعدوا عنّي وبقيت وحيداً، فترجّلت من الفرس، وجلست على قارعة الطريق، وكنت في غاية الاضطراب لأنّني كنت أحمل معي مايقرب من سبعمئة تومان من النقود لنفقاتي، وقرّرت بعد التفكير البقاء في هذا الموضع حتّى يطلع الفجر وأعود إلى المنزل الذي خرجنا منه، وأصطحب معي من هناك بعض الحرس وألتحق بالقافلة.
وبينما كنت على تلك الحالة رأيت بستاناً فيه بستانيّ يحمل بيده مسحاة، كان يهوي بها على الأشجار كي يتساقط الثلج منها. فتقدّم ووقف على مسافة قصيرة منّي وقال: من أنت؟ فقلت: لقد رحل رفاقي وبقيت أنا ولا أعرف الطريق، فقال باللغة الفارسية: صلّ النافلة كي تجد الطريق. فانشغلت بالنافلة، وبعد فراغي من التهجّد جاء مرّة اخرى وقال: ألم تذهب؟ فقلت: واللّه‏ إنّي لا أعرف الطريق، فقال: اقرأ زيارة الجامعة. ولكنّني لم أكن أحفظ الزيارة الجامعة، وما زلت غير حافظ لها، رغم أنّني تشرّفت بزيارة العتبات مراراً، فنهضت من مكاني، وقرأت الجامعة بكاملها حفظاً، فظهر مرّة اخرى وقال: ألم تذهب؟ هل ما تزال هنا؟ فأجهشت بالبكاء دون إرادة منّي وقلت: أنا هنا، وقد ضللت الطريق، فقال: فاقرأ زيارة عاشوراء. ولم أكن أحفظ زيارة عاشوراء أيضاً، وما زلت غير حافظ لها، فنهضت وانشغلت بزيارة عاشوراء عن ظهر القلب، حتّى قرأت كلّ اللعن والسلام ودعاء علقمة. فجاء مرّة اخرى وقال: هل ما تزال هنا؟ ألم تذهب؟ فقلت: لا، أنا هنا حتّى الصباح، فقال: ساوصلك إلى القافلة الآن.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12242
صفحه از 458
پرینت  ارسال به