353
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

وبعد بضعة أيّام تمّ اللقاء، فقال: إنّ السيّد ذهب ونقل القضيّة بجملتها عن حالات السيّد، وتأسّفت كثيراً لأنّني لم أسمعها منه هو نفسه، رغم أنّ مقام الشيخ كان أجلّ من أن يحدث ولو اختلاف طفيف في نقله وكانت في خاطري منذ تلك السنة وحتّى قبل بضعة شهور من هذه القضيّة، حتّى كنت قد رجعت من النجف الأشرف في شهر جمادى الآخرة من هذه السنة، والتقيت السيّد الصالح المذكور في الكاظميّة، وكان قد عاد لتوّه من سامرّاء ومتوجّهاً إلى بلاد العجم، فسألت عن حاله كما كنت سمعت، من جملة ذلك القضيّة المعهودة التي نقلها كلّها كما حدثت، وهي كما رواها لي:
في سنة ألف ومئتين و ثمانين جئت من المدينة الحدوديّة رشت ـ قاصداً حجّ بيت اللّه‏ الحرام ـ إلى تبريز، نزلت في دار الحاجّ صفر علي التاجر التبريزيّ المعروف، وتحيّرت في أمري ؛ لعدم وجود قافلة للذهاب للحجّ، حتّى شدّ الحاجّ جبّار جلودار سدهي الإصفهانيّ الرحال نحو طربوزن (مدينة في تركيا)، واستأجرت حماراً منه وذهبت، وعندما وصلت إلى المنزل الأوّل التحق بي ثلاثة أشخاص آخرون بتحريض من الحاجّ صفرعلي، وكان أحدهما الحاجّ الملاّ باقر التبريزيّ، والآخر الحاجّ السيّد حسين التاجر التبريزيّ، وشخص يدعى الحاجّ عليّ والذي كان يتولّى الخدمة.
ثمّ انطلقنا سويّة حتّى وصلنا أرزنة الروم۱، وكنّا نتوجّه منها إلى طربوزن. وفي أحد منازلنا بين هاتين المدينتين جاء الحاجّ جبّار جلودار إلينا وقال: إنّ هذا المنزل الذي أمامنا مخيف، فسارعوا في شدّ الأمتعة كي تكونوا مع القافلة، ولأنّنا كنّا نسير في المنازل الاُخرى على مسافة خلف القافلة في الغالب، فانطلقنا معاً قبل الصباح

1.. ارزن الروم : بلدة من بلاد أرمنيية معجم البلدان : ج ۱ ص ۱۵۰ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
352

من قراءة الدعاء.
فلمّا رجعنا إلى البيت سألت من المولى رحمه‏الله عن سبب ذلك الطيب، فقال: ما لك والسؤل عن هذا؟! وأعرض عن جوابي.
وحدّثني الأخ الصفيّ العالم المتّقي الآغا علي رضا الإصفهانيّ الّذي مرّ ذكره ـ وكان صديقه وصاحب سرّه ـ قال: سألته يوماً عن لقائه الحجّة عليه‏السلام، وكنت أظنّ في حقّه ذلك كشيخه السيّد المعظّم العلاّمة الطباطبائي ـ بحر العلوم ـ كما تقدّم، فأجابني بتلك الواقعة حرفاً بحرف، وقد ذكرت في دار السلام بعض كراماته ومقاماته رحمة اللّه‏ عليه.۱

۳ / ۳۶

السيّدُ أحمدُ الموسويُ

۸۴۶.المحدّث النوريّ: تشرّف حضرة التقيّ الصالح السيّد أحمد ابن السيّد هاشم بن السيّد حسن الرشتيّ الموسويّ ـ الساكن في مدينة رشت ـ قبل سبعة عشر عاماً تقريباً بالذهاب إلى النجف الأشرف، وجاء مع العالم الربّانيّ والفاضل الصمدانيّ الشيخ عليّ الرشتيّ طاب ثراه۲ ـ والذي سنذكره في الحكايات القادمة إن شاء اللّه‏۳ ـ إلى بيتي أنا الحقير، وعندما نهضا ذكر الشيخ صلاح السيّد المذكور وسداده، وقال: إنّ له قضية عجيبة. ولم يكن الوقت يتّسع لذكرها في ذلك الزمان.

1.. جنّة المأوى : ص ۲۶۹ الحكاية ۳۳ ، النجم الثاقب : ص ۴۱۳ الحكاية ۸۰ .

2.. الشيخ عليّ النجفيّ المعروف بالفاضل والمقدّس الرشتيّ ، توفّي سنة ۱۲۹۵ه ، عالم فاضل فقيه اُصوليّ ، عابد زاهد ناسك مجاهد ، كان من كبار تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاريّ والميرزا الشيرازيّ ، هاجر إلى لار من بلاد فارس بأمر الميرزا الشيرازيّ ، فجاور هناك أعيان الشيعة : ج ۸ ص ۲۴۰ .

3.. راجع : ص ۳۶۳ ياقوت الحلّي .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12270
صفحه از 458
پرینت  ارسال به