351
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

سنةً، وهو أمين السيّد الأجلّ الاُستاذ دام علاه (مؤسّس حركة التنباكو)۱، عن اُمّه ـ وهي من الصالحات ـ قالت:
كنت يوماً في السرداب الشريف مع أهل بيت العالم الربّانيّ والمؤّد السبحانيّ المولى زين العابدين السلماسي ـ المتقدّم ذكره رحمه اللّه‏ ـ وكان حين مجاورته في هذه البلدة الشريفة لبناء سورها. قالت: وكان يوم الجمعة، والمولى المذكور يقرأ دعاء الندبة، وكنّا نقرؤا بقراءته، وكان يبكي بكاء الواله الحزين، ويضجّ ضجيج المستصرخين، وكنّا نبكي ببكائه، ولم يكن معنا فيه غيرنا.
فبينا نحن في هذه الحالة، وإذا بشرق مسك ونفحته قد انتشر في السرداب وملأ فضاءه وأخذ هواءه واشتدّ نفاحه، بحيث ذهبت عن جميعنا تلك الحالة، فسكتنا كأنّ على رؤسنا الطير، ولم نقدر على حركة وكلام، فبقينا متحيّرين إلى أن مضى زمان قليل، فذهب ما كنّا نستشمّه من تلك الرائحة الطيّبة، ورجعنا إلى ما كنّا فيه

1.. السيّد محمّد حسن الحسينيّ الشيرازيّ / المعروف بـ «الميرزا الشيرازيّ» و «الميرزا المجدّد» ۱۲۳۰ ـ ۱۳۱۲ ه ، عالم فقيه محقّق ، ورع متّقي ، ذهب إلى المكاتب وهو في سنّ الرابعة ، وبعد إتمامه الدراسة الأوّليّة دخل الحوزة العلميّة في سنّ السادسة ، ثمّ ذهب إلى إصفهان للتحصيل في سنة ۱۲۴۲ هـ ، وفي سنّ العشرين من عمره حصل على إجازة الاجتهاد من السيّد حسن بيد آباديّ ، وبقي في إصفهان حتّى التاسعة والعشرين من عمره ، وفي سنة ۱۲۵۹ هـ هاجر إلى النجف وكربلاء . وهناك مقولة للشيخ مرتضى الأنصاري كثيرا ما كان يردّدها ، وهي قوله : «إنّي اُعطي دروسي لثلاثة : محمّد حسن الشيرازي ، والميرزا حبيب اللّه‏ الرشتي وأقا حسن الطهراني» . في سنة ۱۲۸۱ و بعد ارتحال الشيخ الأنصاري ، تقلّد زمان مرجعيّة الشيعة ، وبقي في هذا المقام ما يقارب الثلاثين عاما ، قضاها منشغلاً في رفع مشاكل الناس وحلّ قضاياهم وإدارة اُمور الحوزة العلميّة .
ولعلّ أهمّ حادثة في أيّام زعامته هي قضيّة تحريم التبغ (التنباكو) ، ذلك لأنّ فتواه التاريخيّة فيما يخصّ معاهدة حصر تجارة التبغ في زمان ناصر الدين شاه ، كان لها أثر كبير في تحريك الناس ونزولهم في الساحة ، الأمر الذي أجبر الشاه القاجاري على فسخ المعاهدة المذكورة .
توفّي الميرزا الشيرازيّ عن عمر ۸۲ عاما في سامرّاء ودُفن في إحدى غرف صحن حرم أمير المؤمنين عليه‏السلام فى النجف الأشرف (راجع : گلشن أبرار : ج ۱) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
350

فقال لي: إنّ هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلانيّ، وما كان في بالي أنّي رحت إلى ذلك المكان. فأخذت الدعاء، فسجدت للّه‏ شكراً، وهو:
بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحيم، ربّ أسألك مددا روحانيّا تقوّي به قواي الكلّيّة و الجزئيّة، حتّى أقهر بمبادي نفسي كلّ نفس قاهرة، فتنقبض لي إشارة رقائقها انقباضا، تسقط به قواها، حتّى لا يبقى في الكون ذو روح إلاّ و نار قهري قد أحرقت ظهوره، يا شديد يا شديد، يا ذا البطش الشديد، يا قهّار، أسألك بما أودعته عزرائيل من أسمائك القهريّة فانفعلت له النّفوس بالقهر، أن تودعني هذا السّرّ في هذه الساعة، حتّى اليّن به كلّ صعب و اذلّل به كلّ منيع، بقوّتك يا ذا القوّة المتين.
تقرأ ذلك سحراً ثلاثاً إن أمكن، وفي الصبح ثلاثاً، وفي المساء ثلاثاً، فإذا اشتدّت الأمر على من يقرؤه يقول بعد قراءته ثلاثين مرّةً: يا رَحمنُ يا رَحيمُ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ، أسأ لُكَ اللُّّطفَ بِما جَرَت بِهِ المَقاديرُ.۱

۳ / ۳۵

زَينُ العابِدينَ السَّلماسِيُ۲

۸۴۵.المحدّث النوريّ: حدّثني الثقة العدل الأمين آغا محمّد المجاور لمشهد العسكريين عليهماالسلام، المتولّي لأمر الشموعات لتلك البقعة العالية فيما ينيف على أربعين

1.. الكلم الطيّب والغيث الصيّب : ص ۱۶ ، جنّة المأوى : ص ۲۲۵ الحكاية ۵ .

2.. الميرزا زين العابدين ابن الميرزا محمّد ابن المولى محمّد باقر السلماسيّ الكاظميّ ، توفّي سنة ۱۲۶۶ه فيالكاظميّة ، ودُفن في الرواق الكاظميّ . كان عالماً فاضلاً كاملاً ناسكاً عابداً ، وهو من تلاميذ بحر العلوم وناقل كراماته ، ومن خاصّته في السرّ والعلانية أعيان الشيعة : ج ۷ ص ۱۶۷ . ونقلنا بعض كراماته (راجع : ص ۴۲۸ «الفصل الرابع / السيّد بحر العلوم») .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12020
صفحه از 458
پرینت  ارسال به