349
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

۳ / ۳۴

الحاجُّ عليُّ المَكّيُّ

۸۴۴.السيّد علي خان المدني الشيرازيّ۱: رأيت بخطّ بعض أصحابنا من السادة الأجلاّء الصلحاء الأتقياء الأثبات ما صورته: سمعت في رجب سنة ثلاث وتسعين وألف، الأخ في اللّه‏ المولى الصدوق العالم العامل، جامع الكمالات الإنسيّة، والقدسيّة، الأمين مير إسماعيل بن حسين بيك بن عليّ بن سليمان الجابريّ الأنصاريّ۲ ـ أنار اللّه‏ برهانه ـ يقول: سمعت الشيخ الصالح المتّقي الورع، الشيخ الحاجّ عليّ المكّيّ أنّه قال:
إنّي ابتليت بضيق وشدّة مناقضة خصومٍ، حتّى خفت على نفسي القتل والهلاك، فوجدت الدعاء المسطور بعده في جيبي من غير أن يعطينيه أحد، فتعجّبت من ذلك، وكنت متحيّراً، فرأيت في المنام أنّ قائلاً في زيّ الصلحاء والزهّاد يقول: إنّا أعطيناك الدعاء الفلانيّ فادع به تنج من الضيق والشدّة. ولم يتبيّن لي من القائل ؟ فزاد تعجّبي، فرأيت مرّةً اُخرى الحجّة المنتظر عليه‏السلام، فقال لي: ادع بالدعاء الّذي أعطيتُكه، وعلِّم من أردت.
قال: وجرّبته مراراً عديدة، فرأيت فرجاً قريباً. وبعد هذه ضاع منّي الدعاء برهة من الزمان، وكنت متأسّفاً على فواته، مستغفراً من سوء العمل، فجاءني شخص

1.. السيّد علي خان الشيرازيّ شارح الصحيفة ، هو السيّد علي خان الملقّب صدر الدين ابن الأمير نظام الدين أحمد بن محمّد معصوم الحسينيّ الشيرازيّ المدنيّ ، عالم فاضل ماهر أديب شاعر ، ولد سنة ۱۰۵۲ه بالمدينة المباركة ، ثمّ جاور بمكّة ، ثمّ رحل إلى حيدرآباد من بلاد الهند ، وأقام بها مدّة طويلة ، وتوفّي سنة ۱۱۲۰ه . مؤلّفاته منها : شرح الصحيفة السجّادية ، والحدائق الندية في شرح الصمدية في النحو ، وكتاب الكلم الطيّب والغيث الصيب أعيان الشيعة : ج ۸ ص ۱۵۲ .

2.. في جنّة المأوى : «الأمير إسماعيل بن حسين بيك بن عليّ بن سليمان الحائريّ الأنصاريّ» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
348

مكان واذهب حيث شئت.
قال: فأجابني إلى ذلك، وحملني وذهب بي إلى مقام القائم ـ صلوات اللّه‏ عليه ـ خارج النجف، فأجلسني هناك، وغسل قميصه في الحوض وطرحها على شجرة كانت هناك، وذهب إلى الصحراء، وبقيت وحدي مغموماً افكّر فيما يؤول إليه أمري، فإذا أنا بشابّ صبيح الوجه أسمر اللون، دخل الصحن وسلّم عليّ وذهب إلى بيت المقام، وصلّى عند المحراب ركعات، بخضوع وخشوع لم أر مثله قطّ، فلمّا فرغ من الصلاة خرج وأتاني وسألني عن حالي، فقلت له: ابتليت ببلية ضقت بها ؛ لا يشفيني اللّه‏ فأسلم منها، ولا يذهب بي فأستريح، فقال: لا تحزن، سيعطيك اللّه‏ كليهما. وذهب.
فلمّا خرج رأيت القميص وقع على الأرض، فقمت وأخذت القميص وغسلتها وطرحتها على الشجر، فتفكّرت في أمري وقلت: أنا كنت لا أقدر على القيام والحركة، فكيف صرت هكذا ؟ فنظرت إلى نفسي فلم أجد شيئا ممّا كان بي، فعلمت أنّه كان القائم صلوات اللّه‏ عليه، فخرجت فنظرت في الصحراء فلم أر أحدا، فندمت ندامة شديدة.
فلمّا أتاني صاحب الحجرة سألني عن حالي وتحيّر في أمري، فأخبرته بما جرى، فتحسّر على ما فات منه ومنّي، ومشيت معه إلى الحجرة.
قالوا: فكان هكذا سليماً حتّى أتى الحاجّ ورفقاؤه، فلمّا رآهم وكان معهم قليلاً، مرض ومات، ودفن في الصحن، فظهر صحّة ما أخبره عليه‏السلام من وقوع الأمرين معا. وهذه القصّة من المشهورات عند أهل المشهد، وأخبرني به ثقاتهم وصلحاؤهم.۱

1.. بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۷۶ ، النجم الثاقب : ص ۳۶۶ الحكاية ۴۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12506
صفحه از 458
پرینت  ارسال به