341
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

تلميذه محمّد بن عليّ بن الحسن العوديّ، قال ـ في ضمن وقائع سفر الشهيد رحمه‏الله من دمشق إلى مصر ـ ما لفظه: واتّفق له في الطريق ألطاف إلهيّة وكرامات جليّة، حكى لنا بعضها، منها:
ما أخبرني به ليلة الأربعاء عاشر ربيع الأوّل سنة ستّين وتسعمئة، أنّه في الرملة۱ مضى إلى مسجدها ـ المعروف بالجامع الأبيض ـ لزيارة الأنبياء والذين في الغار وحده، فوجد الباب مقفولاً وليس في المسجد أحد، فوضع يده على القفل وجذبه فانفتح، فنزل إلى الغار، واشتغل بالصلاة والدعاء، وحصل له إقبال على اللّه‏ بحيث ذهل عن انتقال القافلة، فوجدها قد ارتحلت ولم يبق منها أحد، فبقي متحيّراً في أمره مفكّراً في اللحاق، مع عجزه عن المشي وأخذ أسبابه ومخافته، وأخذ يمشي على أثرها وحده، فمشى حتّى أعياه التعب، فلم يلحقها، ولم يرها من البعد، فبينما هو في هذا المضيق إذ أقبل عليه رجل لاحق به وهو راكب بغلاً، فلمّا وصل إليه قال له: اركب خلفي. فردفه ومضى كالبرق، فما كان إلاّ قليلاً حتّى لحق به القافلة وأنزله، وقال له: اذهب إلى رفقتك. ودخل هو في القافلة. قال: فتحّريته مدّة الطريق أنّي أراه ثانياً، فما رأيته أصلاً ولا قبل ذلك۲.۳

1.. مدينة في فلسطين .

2.. أورد المحدّث النوري هذه الحادثة تحت عنوان «في ذكر من فاز بلقاء الحجة عليه‏السلام أؤ معجزاته في الغيبةالكبرى» ، إلاّ أنّه لا توجد قرينة في هذا الخبر يمكن أن تثبت هذا المدّعى .

3.. جنّة المأوى : ص ۲۹۶ الحكاية ۴۹ ، النجم الثاقب : ص ۳۹۸ الحكاية ۶۷ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
340

ما نقلته عن بعض أصحابنا الصالحين ومن خطّه المبارك، ما صورته: عن محيي الدين الإربليّ أنّه حضر عند أبيه ومعه رجل، فنعس فوقعت عمامته عن رأسه، فبدت في رأسه ضربة هائلة، فسأله عنها، فقال (له): هذه من صفّين، فقيل (له): وكيف ذلك وواقعة صفّين قديمة ؟ فقال:
كنت مسافرا إلى مصر فصاحبني إنسان من غزّة، فلمّا كنّا في بعض الطّريق تذاكرنا وقعة صفّين، فقال لي الرّجل: لو كنت (في أيّام صفّين) لروّيت سيفي من عليّ وأصحابه، فقلت له: وأنا لو كنت (في أيّام صفّين) لروّيت سيفي من معاوية وأصحابه، وها أنا وأنت من أصحاب عليّ عليه‏السلام ومعاوية (واعتركنا عركة عظيمة) و اضطربنا، فما أشعرت بنفسي إلاّ مرميّا لما بي وإنسان يوقظني بطرف رمحه، ففتحت عيني فنزل إليّ ومسح الضّربة وبرئت، فقال: البث هنا. ثمّ غاب قليلاً وعاد (و) معه رأس خصمي مقطوعا والدوابّ معه، فقال (لي): هذا رأس عدوّك، وأنت نصرتنا فنصرناك، «و لينصُرنّ اللّه‏ُ من نصرهُ»۱، فقلت: من أنت ؟ فقال: فلان بن فلان ـ يعني صاحب الأمر عليه‏السلام ـ ثمّ قال لي: وإذا سئلت عن هذه الضّربة فقل: ضربتها صفّين.۲

۳ / ۲۷

الشهيدُ الثّاني۳

۸۳۷.المحدّث النوري: بغية المريد في الكشف عن أحوال الشهيد للشيخ الفاضل الأجلّ

1.. الحجّ : ۴۰ .

2.. السلطان المفرّج عن أهل الإيمان : ص ۴۹ الرقم ۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۷۵ ، النجم الثاقب : ص ۳۶۴ ح ۴۶ .

3.الشيخ الأجلّ زين الدين بن عليّ بن أحمد بن محمّد بن جمال الدين العامليّ الجبليّ الشهيد الثاني ، مولده سنة ۹۱۱ه ، أمره في الثقة والعلم والفضل والزهد والعبادة والورع والتحقيق والتبحّر وجلالة القدر وعظم الشأن وجمع الفضائل والكمالات ، أشهر من أن يُذكر ، روى عن جماعة كثيرين جدّاً من الخاصّة والعامّة ، وله تلاميذ أجلاّء ، وهو أوّل من صنّف من الإماميّة في دراية الحديث ، لكنّه نقل الاصطلاحات من كتب العامّة ـ كما ذكره ولده وغيره ، وله كتب نقيّة جيّدة ، منها : مسالك الأفهام والروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقيّة . قُتل لأجل التشيّع في قسطنطينية سنة ۹۶۶ه أمل الآمل : ج ۱ ص ۸۵ الرقم ۸۱

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12220
صفحه از 458
پرینت  ارسال به