ما نقلته عن بعض أصحابنا الصالحين ومن خطّه المبارك، ما صورته: عن محيي الدين الإربليّ أنّه حضر عند أبيه ومعه رجل، فنعس فوقعت عمامته عن رأسه، فبدت في رأسه ضربة هائلة، فسأله عنها، فقال (له): هذه من صفّين، فقيل (له): وكيف ذلك وواقعة صفّين قديمة ؟ فقال:
كنت مسافرا إلى مصر فصاحبني إنسان من غزّة، فلمّا كنّا في بعض الطّريق تذاكرنا وقعة صفّين، فقال لي الرّجل: لو كنت (في أيّام صفّين) لروّيت سيفي من عليّ وأصحابه، فقلت له: وأنا لو كنت (في أيّام صفّين) لروّيت سيفي من معاوية وأصحابه، وها أنا وأنت من أصحاب عليّ عليهالسلام ومعاوية (واعتركنا عركة عظيمة) و اضطربنا، فما أشعرت بنفسي إلاّ مرميّا لما بي وإنسان يوقظني بطرف رمحه، ففتحت عيني فنزل إليّ ومسح الضّربة وبرئت، فقال: البث هنا. ثمّ غاب قليلاً وعاد (و) معه رأس خصمي مقطوعا والدوابّ معه، فقال (لي): هذا رأس عدوّك، وأنت نصرتنا فنصرناك، «و لينصُرنّ اللّهُ من نصرهُ»۱، فقلت: من أنت ؟ فقال: فلان بن فلان ـ يعني صاحب الأمر عليهالسلام ـ ثمّ قال لي: وإذا سئلت عن هذه الضّربة فقل: ضربتها صفّين.۲
۳ / ۲۷
الشهيدُ الثّاني۳
۸۳۷.المحدّث النوري: بغية المريد في الكشف عن أحوال الشهيد للشيخ الفاضل الأجلّ
1.. الحجّ : ۴۰ .
2.. السلطان المفرّج عن أهل الإيمان : ص ۴۹ الرقم ۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۷۵ ، النجم الثاقب : ص ۳۶۴ ح ۴۶ .
3.الشيخ الأجلّ زين الدين بن عليّ بن أحمد بن محمّد بن جمال الدين العامليّ الجبليّ الشهيد الثاني ، مولده سنة ۹۱۱ه ، أمره في الثقة والعلم والفضل والزهد والعبادة والورع والتحقيق والتبحّر وجلالة القدر وعظم الشأن وجمع الفضائل والكمالات ، أشهر من أن يُذكر ، روى عن جماعة كثيرين جدّاً من الخاصّة والعامّة ، وله تلاميذ أجلاّء ، وهو أوّل من صنّف من الإماميّة في دراية الحديث ، لكنّه نقل الاصطلاحات من كتب العامّة ـ كما ذكره ولده وغيره ، وله كتب نقيّة جيّدة ، منها : مسالك الأفهام والروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقيّة . قُتل لأجل التشيّع في قسطنطينية سنة ۹۶۶ه أمل الآمل : ج ۱ ص ۸۵ الرقم ۸۱