339
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

(له): يا وجه العرب، العطش. فنادى: يا جارية هاتي من عندك ماء. فجاءت الجارية ومعها قدحان فيهما ماء، فتناول منهما قدحا ووضع يده فيه وناولنا إيّاه، وكذلك فعل بالقدح الآخر، فشربنا عن أقصانا من القدحين، وارجعتهما علينا وما نقص من القدحين، فلمّا روينا قلنا (له): الجوع يا وجه العرب. فرجع بنفسه ودخل الخيمة وأخرج بين يديه منسفا فيه زاد وضعه وقد وضع يده فيه وقال: يجيئنى منكم عشرة عشرة. فأكلنا جميعا من ذلك المنسف، واللّه‏ يا فلان ما تغيّر (ولا نقص). فقلنا: نريد الطّريق الفلانيّ، فقال: ها ذاك دربك. وأومأ لنا إلى معلم ومضينا.
فلمّا ابتعدنا عنه قال بعضنا لبعض: أنتم خرجتم عن أهلكم لكسب والمكسب قد حصل لكم، فنهى بعضنا بعضا وأمر بعضنا بالخلسة، ثمّ اجتمع رأينا على أخذهم، فرجعنا نريد أخذهم. فلمّا رجعنا رآنا راجعين، شدّ وسطه بِمِنطَقَةٍ وأخذ سيفه فتقلّد به واعتقل رمحه وركب فرسا أشهب، والتقانا وقال: لا تكون أنفسكم القبيحة دبّرت لكم القبيح؟! فقلنا: هو ما ظننت، ورددنا عليه ردّا قبيحا، فزعق بنا زعقة، فما رأينا إلاّ من دخل قلبه الرّعب وولّينا من بين يديه منهزمين، فخطّ خطّة بيننا وبينه وقال: وحقّ جدّي رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، إن عبرها أحد منكم إلاّ لأضربنّ رقبته، فرجعنا واللّه‏ عنه بالرّغم منّا.
ها ذاك العلويّ حقّا (هو واللّه‏)، لا ما هو مثل هؤاء.۱

۳ / ۲۶

رجُلٌ في طريق مصر

۸۳۶.السيّد عليّ بن عبد الكريم بن عبد الحميدـ عند ذكر من رأى القائم عليه‏السلام ـ: ومن ذلك

1.. السلطان المفرّج عن أهل الإيمان : ص۵۷ الرقم ۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۷۵ ، النجم الثاقب : ص ۳۶۵الحكاية ۴۷ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
338

(وافى شخص) من ناحية الكوفة ـ يقال له: عمّارة ـ على الطّريق يطلب الحمالية من سواد الكوفة، فتذاكرنا أمر القائم المهديّ من آل محمّد، فقال لي: يا حسن، احدّثك حديثاً عجيباً ! فقلت له: هات ما عندك، قال: جاءت قافلة (من) طيّئ يكتالون من عندنا من الكوفة، وكان فيهم رجل وسيم وهو زعيم القافلة، فقلت لمن حضر: هات لنا الميزان من دار العلويّ، فقال ذلك الرجل البدويّ: وعندكم هنا علويّ ؟ فقلت: يا سبحان اللّه‏ ! معظم الكوفة علويّون، فقال البدويّ: العلويّ واللّه‏ تركته (ورائي) في البرّيّة في بعض البلدان، فقلت: فكيف خبره ؟ فقال:
(اعلم أنّني شيخ جماعتى ومقدّمها)، فغزونا في نحو من ثلاثمئة فارس أو دونها (وكان دليلنا قد ضلّ عنّا وضللنا عنه)، فبقينا ثلاثة أيّام بلا زاد واشتدّ بنا الجوع، فقال بعضنا لبعض: دعونا نرمي السّهم على بعض الخيل نأكلها، فاجتمع رأينا على ذلك، ورمينا سهما فوقع السّهمُ على فرسي، فغلّطت فقلت: ما أقنع، فعدنا بسهم آخر فوقع عليها أيضاً، فلم أقبل وقلت: نرمي ثالث مرّة (فرمينا) فوقع عليها (أيضاً)، وكانت عندي تساوي ألف دينار، (وهي) أحبّ إليّ من ولدي. فقلت: دعوني أتزوّد من فرسي بمشوار، فأنا إلى اليوم ما أجد لها غاية.
فركضتها إلى رابية بعيدة منّا قدر فرسخ، (فمرّت تحتي مثل الريح العاصف، إلى أن اشرفت على الرابية فإذا جارية) تحطب تحت الرّابية، فقلت: يا جارية، من أنت ؟ ومن أهلك ؟ قالت: أنا لرجل علويّ في هذا الوادي. ومضت من عندي، فرفعت مئزري على رمحي، فأقبلت إليَّ الخيل، فقلت (لهم): أبشروا بالخير، النّاس منكم قريب في هذا الوادي.
فمضينا فإذا خيمة في وسط الوادي، فطلع إلينا منها رجل صبيح الوجه أحسن من يكون من الرّجال، ذؤبتاه إلى سرّته، وهو يضحك ويجيؤنا بالتّحيّة، فقلت

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12465
صفحه از 458
پرینت  ارسال به