(له): يا وجه العرب، العطش. فنادى: يا جارية هاتي من عندك ماء. فجاءت الجارية ومعها قدحان فيهما ماء، فتناول منهما قدحا ووضع يده فيه وناولنا إيّاه، وكذلك فعل بالقدح الآخر، فشربنا عن أقصانا من القدحين، وارجعتهما علينا وما نقص من القدحين، فلمّا روينا قلنا (له): الجوع يا وجه العرب. فرجع بنفسه ودخل الخيمة وأخرج بين يديه منسفا فيه زاد وضعه وقد وضع يده فيه وقال: يجيئنى منكم عشرة عشرة. فأكلنا جميعا من ذلك المنسف، واللّه يا فلان ما تغيّر (ولا نقص). فقلنا: نريد الطّريق الفلانيّ، فقال: ها ذاك دربك. وأومأ لنا إلى معلم ومضينا.
فلمّا ابتعدنا عنه قال بعضنا لبعض: أنتم خرجتم عن أهلكم لكسب والمكسب قد حصل لكم، فنهى بعضنا بعضا وأمر بعضنا بالخلسة، ثمّ اجتمع رأينا على أخذهم، فرجعنا نريد أخذهم. فلمّا رجعنا رآنا راجعين، شدّ وسطه بِمِنطَقَةٍ وأخذ سيفه فتقلّد به واعتقل رمحه وركب فرسا أشهب، والتقانا وقال: لا تكون أنفسكم القبيحة دبّرت لكم القبيح؟! فقلنا: هو ما ظننت، ورددنا عليه ردّا قبيحا، فزعق بنا زعقة، فما رأينا إلاّ من دخل قلبه الرّعب وولّينا من بين يديه منهزمين، فخطّ خطّة بيننا وبينه وقال: وحقّ جدّي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، إن عبرها أحد منكم إلاّ لأضربنّ رقبته، فرجعنا واللّه عنه بالرّغم منّا.
ها ذاك العلويّ حقّا (هو واللّه)، لا ما هو مثل هؤاء.۱
۳ / ۲۶
رجُلٌ في طريق مصر
۸۳۶.السيّد عليّ بن عبد الكريم بن عبد الحميدـ عند ذكر من رأى القائم عليهالسلام ـ: ومن ذلك