333
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

من كرعة، كان يُكثَر السؤال عنها لوفد الحاجّ كل سنة، قال: فجاء بي شخص إلى شيخ تاجر ذي مال وخدم، وقال: هذا يسأل كلّ وقت عن كرعة ولا يدري أين هو ؟ فإن كان عندك خبرها فأخبره به، فرحّب الشيخ بي، وقال: من أين تعرفها ؟ قلت: سمعت في الكتب حديثها وشأنها.
فقال: كان والدي كثير الأسفار، فحمل جماله وسرت معه، فطلبنا موضعا فضللنا عن الطريق أيّاماً حتّى نفد زادنا وكدنا نتلف، فأشرفنا على قباب وخيام من الأدم، فخرجوا إلينا فحكينا لهم أمرنا.
فلمّا كان الظهر خرج شيخ ذو هيبة لم أر أحسن منه وجها، ولا أعظم منه هيبة، ولا أجلّ قدراً، حتّى كنا لا نشبع من نظره لهيبته، فصلّى بهم الظهر مسبلاً كصلاتكم يا أهل العراق، فلمّا سلّم سلّم عليه والدي، وحكى له قصّتنا، فأقمنا أيّاماً ولم نر مثلهم ناساً ؛ لم يسمع عندهم هجر ولا لغو. طلبنا منه المسير، فبعث معنا شخصا، فسار بنا ضحوةً فإذا نحن بالموضع الّذي نريده، فسأله والدي عن الرجل من هو ؟ فقال: هو المهديّ، والموضع الّذي هو فيه يقال له: كرعة، ممّا يلي بلاد الحبشة من بلاد اليمن، مسيرة عشرة أيّام مفازة بغير ماء.
قال الشيخ السعيد عليّ بن طاووس: هذه القرية وجدنا ذكرها في أخبار المخالف والمؤالف، وأنّ المهديّ يخرج منها، وقد ذكره أبو نعيم الحافظ مع عظم شأنه وتديّنه، وقد مدحه ابن النجّار في تذييله بما يضيق هذا الكتاب من تفصيله.
ذكر أبو نعيم المذكور في كتابه الّذي سمّاه نعوت المهديّ، فأسند فيه حديثاً إلى عبد اللّه‏ بن عمر، قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
332

فقال عليه‏السلام: اُدعُ بدعاء العبرات، فقال: ما دعاء العبرات ؟ فقال عليه‏السلام: إنّه في مصباحك، فقال: يا مولاي، ما في مصباحي! فقال عليه‏السلام: انظره تجده.
فانتبه من منامه وصلّى الصبح، وفتح المصباح، فلقي ورقة مكتوبة فيها هذا الدعاء بين أوراق الكتاب، فدعا أربعين مرّة.
وكان لهذا الأمير امرأتان، إحداهما عاقلة مدبّرة في أموره، وهو كثير الاعتماد عليها، فجاء الأمير في نوبتها، فقالت له: أخذت أحداً من أولاد أمير المؤمنين عليّ عليه‏السلام ؟ فقال لها: لم تسألين عن ذلك ؟ فقالت: رأيت شخصاً وكأنّ نور الشمس يتلألأ من وجهه، فأخذ بحلقي بين أصبعيه، ثمّ قال: أرى بعلك أخذ ولدي، ويضيّق عليه من المطعم والمشرب. فقلت له: يا سيّدي، من أنت ؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب، قولي له: إن لم يخل عنه لأخربنّ بيته.
فشاع هذا النوم للسلطان، فقال: ما أعلم ذلك، وطلب نوّابه، فقال: من عندكم مأخوذ ؟ فقالوا: الشيخ العلويّ أمرت بأخذه، فقال: خلّوا سبيله، وأعطوه فرساً يركبها ودلّوه على الطريق فمضى إلى بيته. انتهى۱.۲

۳ / ۲۱

شيخٌ تاجرٌ

۸۳۱.عليّ بن يونس العامليّ۳: قال محمّد بن أحمد إنّ والده لمّا سمع أنّ المهديّ يخرج

1.. قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس في آخر مهج الدعوات ص ۴۰۳ : «ومن ذلك : ما حدّثني به صديقيوالمواخي لي محمّد بن محمّد القاضي الآويّ ضاعف اللّه‏ جلّ جلاله سعادته وشرّف خاتمته . وذكر له حديثاً عجيباً وسبباً غريباً ، وهو أنّه كان قد حدثت له حادثةٌ فوجد هذا الدعاء في أوراق لم يجعله فيها بين كتبه ، فنسخ منه نسخة ، فلمّا أنسخه فقد الأصل الّذي كان قد وجده ، إلى أن ذكر الدعاء . . .» .

2.. جنّة المأوى : ص ۲۲۱ الحكاية ۴ ، النجم الثاقب : ص ۳۰۰ الحكاية ۲۲ . قضية اُخرى ينقلها أيضاً ابن طاووس عن الآويّ ترتبط بسنة ۶۴۱ه راجع هذه الموسوعة : ص۳۲۷ ح۸۲۶ والنجم الثاقب : ص ۲۸۵ الحكاية ۱۱ .

3.. الشيخ زين العابدين عليّ بن يونس العامليّ النباطيّ البياضيّ أبو محمّد ، متوفّى سنة ۸۷۷ه ، كان عالماً فاضلاً محقّقاً متكلّماً شاعراً ، له كتب ، منها : الصراط المستقيم (أمل الآمل : ج ۱ ص ۱۳۵ ح ۱۴۵ ، أعيان الشيعة : ج ۸ ص ۳۰۹ ، الأعلام للزركليّ : ج ۵ ص ۳۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11950
صفحه از 458
پرینت  ارسال به