33
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

۱ / ۶

التَّبَرّي مِنَ الغُلاةِ وَالمُنحَرِفينَ

۶۶۴.الاحتجاج: مِمّا خَرَجَ عَن صاحِبِ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّه‏ِ عَلَيهِ ـ رَدّا عَلَى الغُلاةِ ـ مِنَ التَّوقيعِ جَوابا لِكِتابٍ كُتِبَ إلَيهِ عَلى يَدِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هِلالٍ الكَرخِيِّ۱:
«يا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ، تَعالَى اللّه‏ُ عز و جل عَمّا يَصِفونَ، سُبحانَهُ وبِحَمدِهِ، لَيسَ نَحنُ شُرَكاءَهُ في عِلمِهِ ولا في قُدرَتِهِ، بَل لا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ، كَما قالَ في مُحكَمِ كِتابِهِ تَبارَكَت أسماؤُهُ: «قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ»۲، وأَنَا وجَميعُ آبائي مِنَ الأَوَّلينَ: آدَمُ ونوحٌ وإبراهيمُ وموسى، وغَيرُهُم مِنَ النَّبِيّينَ، ومِنَ الآخِرينَ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّه‏ِ، وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، وغَيرُهُما مِمَّن مَضى مِنَ الأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّه‏ِ عَلَيهِم أجمَعينَ، إلى مَبلَغِ أيّامي ومُنتَهى عَصري، عَبيدُ اللّه‏ِ عز و جل، يَقولُ اللّه‏ُ عز و جل: «وَ مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى وَ قَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَ لِكَ أَتَتْكَ ءَايَتُنَا فَنَسِيتَهَا وَ كَذَ لِكَ الْيَوْمَ تُنسَى»۳.
يا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ ؛ قَد آذانا جُهَلاءُ الشّيعَةِ وحُمَقاؤُهُم، ومَن دينُهُ جَناحُ البَعوضَةِ أرجَحُ مِنهُ. فَاُشهِدُ اللّه‏َ الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ وكَفى بِهِ شَهيدا، ورَسولَهُ مُحَمَّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ومَلائِكَتَهُ وأَنبِياءَهُ وأَولِياءَهُ عليهم‏السلام، واُشهِدُكَ، واُشهِدُ كُلَّ مَن سَمِعَ كِتابي هذا، أنّي بَريءٌ إلَى اللّه‏ِ وإلى رَسولِهِ مِمَّن يَقولُ: إنّا نَعلَمُ الغَيبَ، أو نُشارِكُ اللّه‏َ في مُلكِهِ، أو يُحِلُّنا مَحَلاًّ سِوَى المَحَلِّ الَّذي رَضِيَهُ اللّه‏ُ لَنا وخَلَقَنا لَهُ، أو يَتَعَدّى بِنا عَمّا قَد فَسَّرتُهُ لَكَ وبَيَّنتُهُ في صَدرِ كِتابي.

1.. محمَّد بن عليّ بن هلال الكرخيّ ، لم يذكروه (راجع: مستدركات علم رجال الحديث : ج ۷ ص ۲۵۰ الرقم۱۴۱۰۳) .

2.. النمل : ۶۵ .

3.. طه : ۱۲۴ ـ ۱۲۶ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
32

وَصِيَّتُهُ وعِلمُهُ، ومَن هُوَ خَلَفُهُ، ومَن هُوَ يَسُدُّ مَسَدَّهُ، لا يُنازِعُنا مَوضِعَهُ إلاّ ظالِمٌ آثِمٌ، ولا يَدَّعيهِ دونَنا إلاّ جاحِدٌ كافِرٌ، ولَولا أنَّ أمرَ اللّه‏ِ تَعالى لا يُغلَبُ، وسِرُّهُ لا يُظهَرُ ولا يُعلَنُ، لَظَهَرَ لَكُم مِن حَقِّنا ما تَبَيَّنُ۱ مِنهُ عُقولُكُم، ويُزيلُ شُكوكَكُم، لكِنَّهُ ما شاءَ اللّه‏ُ كانَ، ولِكُلِّ أجَلٍ كِتابٌ.
فَاتَّقُوا اللّه‏َ وسَلِّموا لَنا، ورُدُّوا الأَمرَ إلَينا، فَعَلَينَا الإِصدارُ كَما كانَ مِنَّا الإِيرادُ، ولا تُحاوِلوا كَشفَ ما غُطِّيَ عَنكُم، ولا تَميلوا عَنِ اليَمينِ وتَعدِلوا إلَى الشِّمالِ، وَاجعَلوا قَصدَكُم إلَينا بِالمَوَدَّةِ عَلَى السُّنَّةِ الواضِحَةِ، فَقَد نَصَحتُ لَكُم، وَاللّه‏ُ شاهِدٌ عَلَيَّ وعَلَيكُم، ولَولا ما عِندَنا مِن مَحَبَّةِ صَلاحِكُم۲ ورَحمَتِكُم، وَالإِشفاقِ عَلَيكُم، لَكُنّا عَن مُخاطَبَتِكُم في شُغُلٍ فيما قَدِ امتُحِنّا بِهِ مِن مُنازَعَةِ الظّالِمِ العُتُلِّ۳ الضّالِّ المُتَتابِعِ في غَيِّهِ، المُضادِّ لِرَبِّهِ، الدّاعي ما لَيسَ لَهُ، الجاحِدِ حَقَّ مَنِ افتَرَضَ اللّه‏ُ طاعَتَهُ، الظّالِمِ الغاصِبِ. وفِي ابنَةِ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لي اُسوَةٌ حَسَنَةٌ، وسَيُردِي الجاهِلَ رَداءَةُ عَمَلِهِ، وسَيَعلَمُ الكافِرُ لِمَن عُقبَى الدّارِ.
عَصَمَنَا اللّه‏ُ وإيّاكُم مِنَ المَهالِكِ وَالأَسواءِ، وَالآفاتِ وَالعاهاتِ كُلِّها بِرَحمَتِهِ، فَإِنَّهُ وَلِيُّ ذلِكَ وَالقادِرُ عَلى ما يَشاءُ، وكانَ لَنا ولَكُم وَلِيّا وحافِظا، وَالسَّلامُ عَلى جَميعِ الأَوصِياءِ وَالأَولِياءِ وَالمُؤمِنينَ ورَحمَةُ اللّه‏ِ وبَرَكاتُهُ، وصَلَّى اللّه‏ُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليما».۴

1.. في بحار الأنوار : «تبهر» ، وفي الاحتجاج : «تبتزّ» .

2.. في الاحتجاج : «صاحبكم» بدل «صلاحكم» .

3.. العُتُلُّ : وهو الشديد الجافي ، والفَظّ الغليظ من الناس النهاية : ج ۳ ص ۱۸۰ «عتل» .

4.. الغيبة للطوسي : ص ۲۸۵ ح ۲۴۵ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۳۵ ح ۳۴۲ ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۲۳۵ ، بحارالأنوار : ج ۵۳ ص ۱۷۸ ح ۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12195
صفحه از 458
پرینت  ارسال به