۱ / ۶
التَّبَرّي مِنَ الغُلاةِ وَالمُنحَرِفينَ
۶۶۴.الاحتجاج: مِمّا خَرَجَ عَن صاحِبِ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ـ رَدّا عَلَى الغُلاةِ ـ مِنَ التَّوقيعِ جَوابا لِكِتابٍ كُتِبَ إلَيهِ عَلى يَدِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ هِلالٍ الكَرخِيِّ۱:
«يا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ، تَعالَى اللّهُ عز و جل عَمّا يَصِفونَ، سُبحانَهُ وبِحَمدِهِ، لَيسَ نَحنُ شُرَكاءَهُ في عِلمِهِ ولا في قُدرَتِهِ، بَل لا يَعلَمُ الغَيبَ غَيرُهُ، كَما قالَ في مُحكَمِ كِتابِهِ تَبارَكَت أسماؤُهُ: «قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ»۲، وأَنَا وجَميعُ آبائي مِنَ الأَوَّلينَ: آدَمُ ونوحٌ وإبراهيمُ وموسى، وغَيرُهُم مِنَ النَّبِيّينَ، ومِنَ الآخِرينَ مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ، وعَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، وغَيرُهُما مِمَّن مَضى مِنَ الأَئِمَّةِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ، إلى مَبلَغِ أيّامي ومُنتَهى عَصري، عَبيدُ اللّهِ عز و جل، يَقولُ اللّهُ عز و جل: «وَ مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى وَ قَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَ لِكَ أَتَتْكَ ءَايَتُنَا فَنَسِيتَهَا وَ كَذَ لِكَ الْيَوْمَ تُنسَى»۳.
يا مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ ؛ قَد آذانا جُهَلاءُ الشّيعَةِ وحُمَقاؤُهُم، ومَن دينُهُ جَناحُ البَعوضَةِ أرجَحُ مِنهُ. فَاُشهِدُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ وكَفى بِهِ شَهيدا، ورَسولَهُ مُحَمَّدا صلىاللهعليهوآله، ومَلائِكَتَهُ وأَنبِياءَهُ وأَولِياءَهُ عليهمالسلام، واُشهِدُكَ، واُشهِدُ كُلَّ مَن سَمِعَ كِتابي هذا، أنّي بَريءٌ إلَى اللّهِ وإلى رَسولِهِ مِمَّن يَقولُ: إنّا نَعلَمُ الغَيبَ، أو نُشارِكُ اللّهَ في مُلكِهِ، أو يُحِلُّنا مَحَلاًّ سِوَى المَحَلِّ الَّذي رَضِيَهُ اللّهُ لَنا وخَلَقَنا لَهُ، أو يَتَعَدّى بِنا عَمّا قَد فَسَّرتُهُ لَكَ وبَيَّنتُهُ في صَدرِ كِتابي.