319
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

قديمٌ ـ وقد انتصف اللّيل وأنا بمفردي فيه للخلوة والعبادة، فإذا أقبل عليّ ثلاثة أشخاص فدخلوا المسجد، فلمّا توسّطوا صرحته جلس أحدهم ثمّ مسح الأرض بيده يمنةً ويسرةً، فحصحص الماء ونبع، فأسبغ الوضوء منه، ثمّ أشار إلى الشخصين الآخرين بإسباغ الوضوء، فتوضّآ، ثمّ تقدّم فصلّى بهما إماماً، فصلّيت معهم مؤمّاً به.
فلمّا سلّم وقضى صلاته بهرني حاله واستعظمت فعله من إنباع الماء، فسألت الشخص الّذي كان منهما إلى يميني عن الرّجل، فقلت له: من هذا ؟ فقال لي: هذا صاحب الأمر ولد الحسن عليه‏السلام. فدنوت منه وقبّلت يديه وقلت له: يابن رسول اللّه‏، ما تقول في الشريف عمر بن حمزة، هل هو على الحقّ ؟ فقال: لا، وربّما اهتدى، إلاَّ أنَّه ما يموت حتّى يراني.
فاستطرفنا هذا الحديث. فمضت برهةٌ طويلةٌ فتوفّي الشريف عمر ولم يشع أنّه لقيه، فلمّا اجتمعت بالشّيخ الزّاهد ابن نادية أذكرته بالحكاية الّتي كان ذكرها، وقلت له مثل الرّادّ عليه: أليس كنت ذكرت أنّ هذا الشريف عمر لا يموت حتّى يرى صاحب الأمر الّذي أشرت إليه؟! فقال لي: ومن أين لك أنّه لم يره ؟
ثمّ إنّني اجتمعت فيما بعد بالشّريف أبي المناقب ولد الشريف عمر بن حمزة وتفاوضنا أحاديث والده، فقال: إنّا كنّا ذات ليلة في آخر اللّيل عند والدي وهو في مرضه الّذي مات فيه وقد سقطت قوّته بواحدة، وخفت موته، والأبواب مغلّقةٌ علينا، إذ دخل علينا شخصٌ هبناه واستطرفنا دخوله وذهلنا عن سؤله، فجلس إلى جنب والدي وجعل يحدّثه مليّاً ووالدي يبكي.
ثمّ نهض، فلمّا غاب عن أعيننا تحامل والدي وقال: أجلسوني، فأجلسناه، وفتح عينيه وقال: أين الشخص الّذي كان عندي ؟ فقلنا: خرج من حيث أتى،


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
318

يوشك أن تذهب عينك هذه. وأومأ إلى عيني، وأنا من ذلك إلى الآن على وجل ومخافة.
وسمع أبو عبد اللّه‏ محمّد بن محمّد بن النّعمان۱ ذلك وقال: فما مضى عليه أربعون يوماً بعد مورده، حتّى خرج في عينه الّتي أومأ إليها قرحةٌ فذهبت.۲

۳ / ۹ و ۱۰

زاهدٌ الكوفيّ و عُمرُ بنُ حمزة وابنُهُ

۸۲۱.ورّام بن أبي فراس۳: حدّثني السيّد الأجلّ الشريف أبو الحسن عليّ بن إبراهيم العريضيّ العلويّ الحسينيّ، قال: حدّثني عليّ بن نما، قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن حمزة الأقسانيّ۴ في دار الشريف عليّ بن جعفر بن عليّ المدائنيّ العلويّ، قال:
كان بالكوفة شيخٌ قصّارٌ، وكان موسوماً بالزّهد، منخرطاً في سلك السّياحة، متبتّلاً للعبادة، مقتفياً للآثار الصالحة، فاتّفق يوماً أنّني كنت بمجلس والدي وكان هذا الشيخ يحدّثه وهو مقبلٌ عليه، قال: كنت ذات ليلة بمسجد جعفيّ ـ وهو مسجدٌ

1.. الشيخ المفيد ت ۴۱۳ه .

2.. الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۴۸۰ ح ۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۵۹ ح ۴۲ ، النجم الثاقب : ص ۵۲۳ وراجعالصراط المستقيم : ج ۲ ص ۲۱۳ ح ۱۵ .

3.. الأمير الزاهد أبو الحسين ورّام بن أبي فراس بالحلّة ، من أحفاد مالك الأشتر النخعيّ ، الفاضل الجليل القدر ، عالم ، فقيه ، صالح ، شاهدته بالحلّة ، جدّ السيّد رضيّ الدين عليّ بن طاووس لاُمّه ، له كتاب تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ، توفّي بالحلّة سنة خمس وستّمئة الفهرست لمنتجب الدين : ص ۱۹۵ الرقم ۵۲۲ ، أمل الآمل : ج ۲ ص ۳۳۸ الرقم ۱۰۴۰ ، الكنى والألقاب : ج ۲ ص ۱۹۳ .

4.. الظاهر هو أبو محمّد الحسن بن عليّ بن حمزة الأقساسيّ بن يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام ، الحسينيّ العلويّ الكوفيّ الأقساسيّ الشاعر المعروف بابن الأقساسيّ . متوفّى سنة ۵۹۳ه أعيان الشيعة : ج ۵ ص ۱۸۷ ، النجم الثاقب : ص ۳۲۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12200
صفحه از 458
پرینت  ارسال به