الخلف عليهالسلام إلى المغرب.
قال أبو الحسن محمّد بن عبيد اللّه: فلمّا كان من الغد ركب راحلته وركبت معه، حتّى صرنا إلى قنطرة دار صالح، فعبر الخندق وحده وأنا أراه حتّى نزل النّجف وغاب عن عيني.
قال أبو عبد اللّه محمّد بن زيد: فحدّثت أبا بكر محمّد بن أبي دارم اليماميّ ـ وهو (من) أحد مشايخ الحشويّة۱ ـ بهذين الحديثين، فقال: هذا حقٌّ، جاءني منذ سنيّات ابن اخت أبي بكر (بن) النّخاليّ العطّار ـ وهو صوفيٌّ يصحب الصوفيّة ـ فقلت: من أنت ؟ وأين كنت ؟ فقال لي: أنا مسافرٌ (منذ) سبع عشرة سنةً، فقلت له: فأيش أعجب ما رأيت؟
فقال: نزلت في الإسكندريّة في خان ينزله الغرباء، وكان في وسط الخان مسجدٌ يصلّي فيه أهل الخان وله إمامٌ، وكان شابٌّ يخرج من بيت له (أو) غرفة فيصلّي خلف الإمام، ويرجع من وقته إلى بيته ولا يلبث مع الجماعة.
قال: فقلت ـ لمّا طال ذلك عليّ ورأيت منظره شابٌّ نظيفٌ عليه عباءٌ ـ: أنا واللّه احبّ خدمتك والتّشرّف بين يديك، فقال: شأنك. فلم أزل أخدمه حتّى أنس بي الانس التّامّ، فقلت له ذات يوم: من أنت أعزّك اللّه؟ قال: أنا صاحب الحقّ. فقلت له: يا سيّدي متى تظهر ؟ فقال: ليس هذا أوان ظهوري وقد بقي مدّةً من الزّمان.
فلم أزل على خدمته تلك وهو على حالته من صلاة الجماعة وترك الخوض فيما لا يعنيه، إلى أن قال: أحتاج إلى السفر، فقلت له: أنا معك.
ثمّ قلت له: يا سيّدي، متى يظهر أمرك؟ قال: علامة ظهور أمري كثرة الهرج