315
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

الخلف عليه‏السلام إلى المغرب.
قال أبو الحسن محمّد بن عبيد اللّه‏: فلمّا كان من الغد ركب راحلته وركبت معه، حتّى صرنا إلى قنطرة دار صالح، فعبر الخندق وحده وأنا أراه حتّى نزل النّجف وغاب عن عيني.
قال أبو عبد اللّه‏ محمّد بن زيد: فحدّثت أبا بكر محمّد بن أبي دارم اليماميّ ـ وهو (من) أحد مشايخ الحشويّة۱ ـ بهذين الحديثين، فقال: هذا حقٌّ، جاءني منذ سنيّات ابن اخت أبي بكر (بن) النّخاليّ العطّار ـ وهو صوفيٌّ يصحب الصوفيّة ـ فقلت: من أنت ؟ وأين كنت ؟ فقال لي: أنا مسافرٌ (منذ) سبع عشرة سنةً، فقلت له: فأيش أعجب ما رأيت؟
فقال: نزلت في الإسكندريّة في خان ينزله الغرباء، وكان في وسط الخان مسجدٌ يصلّي فيه أهل الخان وله إمامٌ، وكان شابٌّ يخرج من بيت له (أو) غرفة فيصلّي خلف الإمام، ويرجع من وقته إلى بيته ولا يلبث مع الجماعة.
قال: فقلت ـ لمّا طال ذلك عليّ ورأيت منظره شابٌّ نظيفٌ عليه عباءٌ ـ: أنا واللّه‏ احبّ خدمتك والتّشرّف بين يديك، فقال: شأنك. فلم أزل أخدمه حتّى أنس بي الانس التّامّ، فقلت له ذات يوم: من أنت أعزّك اللّه‏؟ قال: أنا صاحب الحقّ. فقلت له: يا سيّدي متى تظهر ؟ فقال: ليس هذا أوان ظهوري وقد بقي مدّةً من الزّمان.
فلم أزل على خدمته تلك وهو على حالته من صلاة الجماعة وترك الخوض فيما لا يعنيه، إلى أن قال: أحتاج إلى السفر، فقلت له: أنا معك.
ثمّ قلت له: يا سيّدي، متى يظهر أمرك؟ قال: علامة ظهور أمري كثرة الهرج

1.. الحشويّة : فرقة تمسّكوا بظواهر آيات القرآن ، وقالوا بالتجسيم وغيره ، وهم احدى الفرق الضالّة في الشريعة الإسلاميّة .لغت‏نامه دهخدا «بالفارسيّة» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
314

فلمّا كان الغداة خرجنا جميعاً من باب الحائر، فلمّا صرنا إلى شاطئ الفرات قال لي الشابّ: أنت تريد الكوفة فامض. فمضيت طريق الفرات وأخذ الشابّ طريق البرّ.
قال أبو سورة: ثمّ أسفت على فراقه، فاتّبعته، فقال لي: تعال. فجئنا جميعاً إلى أصل حصن المسنّاة فنمنا جميعاً، وانتبهنا فإذا نحن على العوفى۱ على جبل الخندق، فقال لي: أنت مضيّقٌ وعليك عيالٌ، فامض إلى أبي طاهر الزّراريّ فيخرج إليك من منزله وفي يده الدم من الاضحيّة، فقل له: شابٌّ من صفته كذا يقول لك: صرّةٌ فيها عشرون ديناراً جاءك بها بعض إخوانك، فخذها منه
قال أبو سورة: فصرت إلى أبي طاهر (بن) الزّراريّ۲ كما قال الشابّ، ووصفته له، فقال: الحمد للّه‏ِِ، ورأيته فدخل وأخرج إليّ الصرّة الدنانير، فدفعها إليّ وانصرفت.
قال أبو عبد اللّه‏ محمّد بن زيد بن مروان ـ وهو أيضاً من أحد مشايخ الزّيديّة ـ: حدّثت بهذا الحديث أبا الحسن۳ محمّد بن عبيد اللّه‏ العلويّ ونحن نزولٌ بأرض الهرّ۴، فقال: هذا حقٌّ، جاءني رجلٌ شابٌّ فتوسّمت في وجهه سمةً، فانصرف النّاس كلّهم وقلت له: من أنت ؟ فقال: أنا رسول الخلف عليه‏السلام إلى بعض إخوانه ببغداد، فقلت له: معك راحلةٌ؟ فقال: نعم في دار الطّلحيّين، فقلت له: قم فجئ بها. ووجّهت معه غلاماً فأحضر راحلته، وأقام عندي يومه ذلك وأكل من طعامي، وحدّثني بكثير من سرّي وضميري. قال: فقلت: له: على أيّ طريق تأخذ ؟ قال: أنزل إلى هذه النّجفة، ثمّ آتي وادي الرّملة، ثمّ آتي الفسطاط (وأبتع الرّاحلة)۵ فأركب إلى

1.. في بعض المصادر : «الغريّ» بدل «العوفى» ، وهو النجف .

2.. راجع : ص ۳۱۲ الهامش ۳ .

3.. في بحار الأنوار : «الحسين» .

4.. هُرّ ـ بضمّ الهاء وتشديد الراء ـ : تلّ في اليمامة من أرض الحجاز . واليمامة مدينة كبيرة ذات قرى وقلاع وعيون ونخيل راجع : مراصد الاطّلاع .

5.. في البحار : «وأبتع الراحلة» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12426
صفحه از 458
پرینت  ارسال به