313
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

قال أبو سورة: فسألني الرّجل عن حالي، فأخبرته بضيقتي وبعيلتي. فلم يزل يماشيني حتّى انتهيت إلى النّواويس في السحر فجلسنا، ثمّ حفر بيده فإذا الماء قد خرج، فتوضّأ ثمّ صلّى ثلاث عشرة ركعةً.
ثمّ قال (لي): امض إلى أبي الحسن عليّ بن يحيى فاقرأ عليه السلام وقل له: يقول لك الرّجل ادفع إلى أبي سورة من السبعمئة دينار الّتي مدفونةٌ في موضع كذا وكذا مئة دينار. وإنّي مضيت من ساعتي إلى منزله فدققت الباب فقال: من هذا؟ فقلت: قولي لِأبِي الحسنِ: هذا أبو سورة، فسمعته يقول: ما لي ولِأبي سورة؟! ثمّ خرج إليّ، فسلّمت عليه وقصصت عليه الخبر، فدخل وأخرج إليّ مئة دينار، فقبضتها، فقال لي: صافحته؟ فقلت: نعم. فأخذ يدي فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه.
قال أحمد بن عليّ: وقد روي هذا الخبر عن محمّد بن عليّ الجعفريّ وعبد اللّه‏ بن الحسن بن بشر الخزّاز وغيرهما، وهو مشهورٌ عندهم.۱
أخبرني جماعةٌ عن أبي غالب أحمد بن محمّد الزّراريّ، قال: حدّثني أبو عبد اللّه‏ محمّد بن زيد بن مروان، قال: حدّثني أبو عيسى محمّد بن عليّ الجعفريّ وأبو الحسين محمّد بن عليّ بن الرّقّام، قالا: حدّثنا أبو سورة ـ قال أبو غالب: وقد رأيت ابناً لِأبي سورة وكان أبو سورة أحد مشايخ الزّيديّة المذكورين ـ.
قال أبو سورة: خرجت إلى قبر أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام اريد يوم عرفة، فعرّفت يوم عرفة، فلمّا كان وقت عشاء الآخرة صلّيت وقمت فابتدأت أقرا من الحمد، وإذا شابٌّ حسن الوجه عليه جبّةٌ سيفيٌّ، فابتدأ أيضاً من الحمد وختم قبلي أو ختمت قبله،

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۲۶۹ ح ۲۳۴ وص ۲۷۰ ح ۲۳۵ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۴ ح ۱۲ وراجع الخرائجوالجرائح : ج ۱ ص ۴۷۱ ح ۱۵ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
312

بن الحسن بن عبد اللّه‏ التّميميّ، وكان زيديّاً ـ۱ قال:
سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه‏الله أنّه خرج إلى الحير۲، قال: فلمّا صرت إلى الحير إذا شابٌّ حسن الوجه يصلّي، ثمّ إنّه ودّع وودّعت، وخرجنا فجئنا إلى المشرعة، فقال لي: يا با سورة، أين تريد ؟ فقلت: الكوفة، فقال لي: مع من ؟ قلت: مع النّاس، قال لي: لا تريد نحن جميعاً نمضي؟ قلت: ومن معنا ؟ فقال: ليس نريد معنا أحداً. قال: فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة، فقال لي: هو ذا منزلك فإن شئت فامض.
ثمّ قال لي: تمرّ إلى ابن الزّراريّ عليّ بن يحيى۳ فتقول له يعطيك المال الّذي عنده، فقلت له: لا يدفعه إليّ! فقال لي: قل له بعلامة أنّه كذا وكذا ديناراً، وكذا وكذا درهماً، وهو في موضع كذا وكذا، وعليه كذا وكذا مغطّىً. فقلت له: ومن أنت؟ قال: أنا محمّد بن الحسن، قلت: فإن لم يقبل منّي وطولبت بالدّلالة ؟ فقال: أنا وراك.
قال: فجئت إلى ابن الزّراريّ فقلت له، فدفعني، فقلت له (العلامات الّتي قال لي، وقلت له:) قد قال لي: أنا وراك، فقال: ليس بعد هذا شيءٌ، وقال: لم يعلم بهذا إلاَّ اللّه‏ تعالى. ودفع إليّ المال.
وفي حديث آخر عنه وزاد فيه:

1.. وفي الخرائج والجرائح : «كان أبوه من مشايخ الزيديّة» .

2.. أي : الحائر الحسينيّ .

3.. أبو الحسن عليّ بن يحيى بن الزراريّ . تاريخ آل زرارة : ص ۱۸ . و روى الطوسيّ في الغيبة (ص ۲۹۸ ح ۲۵۵) قضايا شبيهة بهذه عن ابن أبي سورة ، وفيه : «أبو طاهر الزراريّ محمّد بن سليمان» بدل «عليّ بن يحيى» ، و قد احتمل في تاريخ آل زرارة أن تكونا قضيّة واحدة وقع فيها تصحيف (راجع : ص ۳۱۴ و تاريخ آل زرارة : ص ۲۰۵) ، و على تقدير التعدّد فإنّ هذه القضيّة من أحداث الغيبة الصغرى ؛ لأنّ وفاة ابي طاهر هي في سنة ۳۰۰ ه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12679
صفحه از 458
پرینت  ارسال به