311
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

دعوه به لِأدعوه بِهِ؟ قال عليه‏السلام: إذا كان ليلة الجمعةِ فقم فاغتسِل وصلّ صلاتك، فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت باركٌ على ركبتيك وادع بهذا الدعاء مبتهلاً. قال: وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرّر عليّ القول وهذا الدعاء حتّى حفظته، وانقطع مجيئه ليلة الجمعة، فقمت واغتسلت وغيّرت ثيابي، وتطيّبت وصلّيت ما وجب عليّ من صلاة اللّيل، وجثوت على ركبتيّ فدعوت اللّه‏ تعالى بهذا الدعاء، فأتاني عليه‏السلام ليلة السبت كهيئة الّتي يأتيني، فقال لي: قد اجيبت دعوتك يا محمّد، وقتل عدوّك وأهلكه اللّه‏ عز و جل عند فراغك من الدعاء.
قال: فلمّا أصبحت لم يكن لي همّةٌ غير وداع ساداتي ـ صلوات اللّه‏ عليهم ـ و الرّحلة نحو المنزل الّذي هربت منه، فلمّا بلغت بعض الطّريق إذا رسول أولادي وكتبهم بأنّ الرّجل الّذي هربت منه جمع قوماً واتّخذ لهم دعوةً، فأكلوا وشربوا، وتفرّق القوم فنام هو وغلمانه في المكان، فأصبح النّاس ولم يسمع لهم حسٌّ، فكشف عنه الغطاء فإذا به مذبوحاً من قفاه ودماؤ تسيل، وذلك في ليلة الجمعة، ولا يدرون من فعل به ذلك، ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل.
فلمّا وافيت إلى المنزل وسألت عنه وفي أيّ وقت كان قتله؟ فإذا هو عند فراغي من الدعاء.
وهذا الدعاء: «ربّ من ذا الّذي دعاك فلم تجبه...۱».

۳ / ۵

الحسنُ بنُ عبد اللّه‏ التّميميُ

۸۱۷.الشيخ الطوسيّ: أحمد بن عليّ الرّازيّ، عن أبي ذرّ أحمد بن أبي سورة ـ وهو محمّد

1.. مهج الدعوات : ص ۳۳۴ ، جنّة المأوى : ص ۲۲۷ الحكاية ۷ ، بحار الأنوار ج ۹۲ ص ۲۶۶ ح ۳۴ ، النجم الثاقب :ص ۳۰۴ الحكاية ۲۳ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
310

فراغك من الدعاء عند من وشى بك إليه.
قال: فلمّا أصبحت ودّعت سيّدي وخرجت متوجّهاً إلى مصر، فلمّا بلغت الاردنّ وأنا متوجّهٌ إلى مصر، رأيت رجلاً من جيراني بمصر وكان مؤمناً، فحدّثني أنّ خصمك قبض عليه أحمد بن طولون، فأمر به فأصبح مذبوحاً من قفاه. قال: وذلك في ليلة الجمعة، وأمر به فطرح في النّيل. وكان ذلك فيما أخبرني جماعةٌ من أهلنا وإخواننا الشّيعة أنّ ذلك كان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء، كما أخبرني مولاي صلوات اللّه‏ عليه.
قلت أنا: ثمّ نذكر الدعاء وفيه زيادة ونقصان عمّا نذكره من الرواية الاُخرى ؛ ذكر ما نختاره من الدعاء لمولانا المهديّ وعنه عليه‏السلام برواية اخرى. فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء العلويّ المصريّ لكلّ شديدة وعظيمة:
أخبرنى أبو الحسن عليّ بن حمّاد المصريّ، قال: أخبرني أبو عبد اللّه‏ الحسين بن محمّد العلويّ، قال: حدّثني محمّد بن عليّ العلويّ الحسينيّ المصريّ، قال:
أصابني غمٌّ شديدٌ ودهمني أمرٌ عظيمٌ من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه، فخشيته خشيةً لم أر لنفسي منها مخلصاً، فقصدت مشهد ساداتي وآبائي ـ صلوات اللّه‏ عليهم ـ بالحائر لائذاً بهم وعائذاً بقبورهم، ومستجيراً من عظيم سطوة من كنت أخافه، وأقمت بها خمسة عشر يوماً أدعو وأتضرّع ليلاً ونهاراً، فتراءى لي قائم الزّمان ووليّ الرّحمن عليه وعلى آبائه أفضل التّحيّة والسلام، فأتاني وأنا بين النّائم واليقظان. فقال: يا بنيّ، خفت فلاناً؟ فقلت: نعم، أرادني بكيت وكيت، فالتجأت إلى ساداتي عليهم‏السلام أشكو إليهم ليخلّصوني منه.
فقال لي: هلاّ دعوت اللّه‏ ربّك وربّ آبائك بالأدعية الّتي دعا بها أجدادي الأنبياء صلوات اللّه‏ عليهم؟ حيث كانوا في الشدّة فكشف اللّه‏ عز و جل عنهم ذلك، قلت: وبماذا

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12440
صفحه از 458
پرینت  ارسال به