دعوه به لِأدعوه بِهِ؟ قال عليهالسلام: إذا كان ليلة الجمعةِ فقم فاغتسِل وصلّ صلاتك، فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت باركٌ على ركبتيك وادع بهذا الدعاء مبتهلاً. قال: وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرّر عليّ القول وهذا الدعاء حتّى حفظته، وانقطع مجيئه ليلة الجمعة، فقمت واغتسلت وغيّرت ثيابي، وتطيّبت وصلّيت ما وجب عليّ من صلاة اللّيل، وجثوت على ركبتيّ فدعوت اللّه تعالى بهذا الدعاء، فأتاني عليهالسلام ليلة السبت كهيئة الّتي يأتيني، فقال لي: قد اجيبت دعوتك يا محمّد، وقتل عدوّك وأهلكه اللّه عز و جل عند فراغك من الدعاء.
قال: فلمّا أصبحت لم يكن لي همّةٌ غير وداع ساداتي ـ صلوات اللّه عليهم ـ و الرّحلة نحو المنزل الّذي هربت منه، فلمّا بلغت بعض الطّريق إذا رسول أولادي وكتبهم بأنّ الرّجل الّذي هربت منه جمع قوماً واتّخذ لهم دعوةً، فأكلوا وشربوا، وتفرّق القوم فنام هو وغلمانه في المكان، فأصبح النّاس ولم يسمع لهم حسٌّ، فكشف عنه الغطاء فإذا به مذبوحاً من قفاه ودماؤ تسيل، وذلك في ليلة الجمعة، ولا يدرون من فعل به ذلك، ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل.
فلمّا وافيت إلى المنزل وسألت عنه وفي أيّ وقت كان قتله؟ فإذا هو عند فراغي من الدعاء.
وهذا الدعاء: «ربّ من ذا الّذي دعاك فلم تجبه...۱».
۳ / ۵
الحسنُ بنُ عبد اللّه التّميميُ
۸۱۷.الشيخ الطوسيّ: أحمد بن عليّ الرّازيّ، عن أبي ذرّ أحمد بن أبي سورة ـ وهو محمّد