309
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

ممّا هذا لفظه وإسناده، دعاء علّمه سيّدنا المؤمّل ـ صلوات اللّه‏ عليه ـ رجلاً من شيعته وأهله في المنام، وكان مظلوماً ففرّج اللّه‏ عنه وقتل عدوّه:
حدّثني أبو عليّ أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمّد العلويّ العريضيّ بحرّان، قال: حدّثني محمّد بن عليّ العلويّ الحسينيّ وكان يسكن بمصر، قال:
دهمني أمرٌ عظيمٌ وهمٌّ شديدٌ من قبل صاحب مصر فخشيته على نفسي، وكان قد سعى بي إلى أحمد بن طولون، فخرجت من مصر حاجّاً وصرت من الحجاز إلى العراق، فقصدت مشهد مولاي أبي عبد اللّه‏ الحسين بن عليّ صلوات اللّه‏ عليه عائذاً ؛ به ولائذاً بقبره ومستجيراً به من سطوة من كنت أخافه، فأقمت بالحائر خمسة عشر يوماً، أدعو وأتضرّع ليلي ونهاري، فتراءى لي قيّم الزّمان ووليّ الرّحمن وأنا بين النّائم واليقظان، فقال لي: يقول لك الحسين: يا بنيّ خفت فلاناً؟ فقلت: نعم، أراد هلاكي فلجأت إلى سيّدي عليه‏السلام وأشكو إليه عظيم ما أراد بي.
فقال: هلاّ دعوت اللّه‏ ربّك وربّ آبائك بالأدعية الّتي دعا بها ما سلف من الأنبياء عليهم‏السلام ؟ فقد كانوا في شدّة فكشف اللّه‏ عنهم ذلك. قلت: وما ذا أدعوه؟ فقال: إذا كان ليلة الجمعة فاغتسل وصلّ صلاة اللّيل، فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء وأنت باركٌ على ركبتيك. فذكر لي دعاءً.
قال: ورأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني وأنا بين النّائم واليقظان. قال: وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرّر عليّ هذا القول والدعاء حتّى حفظته، وانقطع عنّي مجيئه ليلة الجمعة، فاغتسلت وغيّرت ثيابي وتطيّبت وصلّيت صلاة اللّيل، وسجدت سجدة الشكر وجثوت على ركبتيّ ودعوت اللّه‏ جلّ وتعالى بهذا الدعاء، فأتاني ليلة السبت عليه‏السلام فقال لي: قد اجيبت دعوتك يا محمّد، وقتل عدوّك عند


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
308

الزّيت فسألته عن الرّجل ودخوله، فقال: الأبواب مقفّلةٌ كما ترى ما فتحتها، فحدّثته بالحديث، فقال: هذا مولانا صاحب الزّمان عليه‏السلام، وقد شاهدته دفعات في مثل هذه اللّيلة عند خلوّها من النّاس.
فتأسّفت على ما فاتني منه، وخرجت عند قرب الفجر وقصدت الكرخ إلى الموضع الّذي كنت مستتراً فيه، فما أضحى النّهار إلاّ وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي ويسألون عنّي أصدقائي، ومعهم أمانٌ من الوزير ورقعةٌ بخطّه فيها كلّ جميل، فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده، فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه، وقال: انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزّمان عليه‏السلام ؟! فقلت: قد كان منّي دعاءٌ ومسألةٌ.
فقال: ويحك! رأيت البارحة مولاي صاحب الزّمان عليه‏السلام في النّوم ـ يعني ليلة الجمعة ـ وهو يأمرني بكلّ جميل ويجفو عليّ في ذلك جفوةً خفتها.
فقلت: لا إله إلاَّ اللّه‏، أشهد أنَّهم الحقّ ومنتهى الحقّ، رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال‏لي: كذا وكذا. وشرحت ما رأيته في المشهد، فعجب من ذلك، وجرت منه امورٌ عظامٌ حسانٌ في هذا المعنى، وبلغت منه غاية ما لم أظنّه ببركة مولانا صاحب الزّمان صلوات اللّه‏ عليه.۱

۳ / ۴

مُحمّدُ بنُ عليّ العلويّ

۸۱۶.السيّد عليّ بن طاووس: وجدت في مجلّد عتيق ذكر كتابته أنّ اسمه الحسين بن عليّ بن هند، وأنّه كتب في شوّال سنة ستّ وتسعين وثلاثمئة دعاء العلويّ المصريّ

1.. دلائل الإمامة : ص ۵۵۱ ح ۵۲۵ ، فرج المهموم : ص ۲۴۵ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۰۴ وج ۹۵ ص ۲۰۰ح ۳۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12230
صفحه از 458
پرینت  ارسال به