فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين، وأقبل إليّ عند مولانا أبي جعفر عليهالسلام، فزار مثل تلك الزّيارة وذلك السلام، وصلّى ركعتين وأنا خائفٌ منه إذ لم أعرفه، ورأيته شابّاً تامّاً من الرّجال عليه ثيابٌ بيضٌ وعمامةٌ محنّكٌ بها بذؤبة ورديّ على كتفه مسبلٌ، فقال لي: يا أبا الحسين ابن أبي البغل، أين أنت عن دعاء الفرج ؟ فقلت: وما هو يا سيّدي؟ فقال: تصلّي ركعتين وتقول:
«يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤخذ بالجريرة ولم يهتك السّتر، يا عظيم المنّ، يا كريم الصفح، يا حسن التّجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرّحمة، يا منتهى كلّ نجوى ويا غاية كلّ شكوى، يا عون كلّ مستعين، يا مبتدئاً بالنّعم قبل استحقاقها، يا ربّاه ـ عشر مرّات ـ يا سيّداه ـ عشر مرّات ـ يا مولياه ـ عشر مرّات ـ يا غايتاه ـ عشر مرّات ـ يا منتهى غاية رغبتاه ـ عشر مرّات ـ أسأ لك بحقّ هذه الأسماء وبحقّ محمّد وآله الطّاهرين عليهمالسلام إلاّ ما كشفت كربي ونفّست همّي وفرّجت غمّي وأصلحت حالي»، وتدعو بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك.
ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول مئة مرّة في سجودك: «يا محمّد يا عليّ يا عليّ يا محمّد، اكفياني فإنّكما كافياي، وانصراني فإنّكما ناصراي»، وتضع خدّك الأيسر على الأرض وتقول مئة مرّة: «أدركني»، وتكرّرها كثيراً وتقول: «الغوث الغوث»، حتّى ينقطع نفسك وترفع رأسك فإنّ اللّه بكرمه يقضي حاجتك إن شاء اللّه تعالى.
فلمّا شغلت بالصّلاة والدعاء خرج، فلمّا فرغت خرجت لاِبنِ جعفر۱ لِأسأله عنِ الرّجلِ وكيف دخل؟ فرأيت الأبواب على حالها مغلّقةً مقفّلةً، فعجبت من ذلك وقلت: لعلّه بابٌ هاهنا ولم أعلم، فأنبهت، ابن جعفر القيّم، فخرج إليّ من بيت