307
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين، وأقبل إليّ عند مولانا أبي جعفر عليه‏السلام، فزار مثل تلك الزّيارة وذلك السلام، وصلّى ركعتين وأنا خائفٌ منه إذ لم أعرفه، ورأيته شابّاً تامّاً من الرّجال عليه ثيابٌ بيضٌ وعمامةٌ محنّكٌ بها بذؤبة ورديّ على كتفه مسبلٌ، فقال لي: يا أبا الحسين ابن أبي البغل، أين أنت عن دعاء الفرج ؟ فقلت: وما هو يا سيّدي؟ فقال: تصلّي ركعتين وتقول:
«يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤخذ بالجريرة ولم يهتك السّتر، يا عظيم المنّ، يا كريم الصفح، يا حسن التّجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرّحمة، يا منتهى كلّ نجوى ويا غاية كلّ شكوى، يا عون كلّ مستعين، يا مبتدئاً بالنّعم قبل استحقاقها، يا ربّاه ـ عشر مرّات ـ يا سيّداه ـ عشر مرّات ـ يا مولياه ـ عشر مرّات ـ يا غايتاه ـ عشر مرّات ـ يا منتهى غاية رغبتاه ـ عشر مرّات ـ أسأ لك بحقّ هذه الأسماء وبحقّ محمّد وآله الطّاهرين عليهم‏السلام إلاّ ما كشفت كربي ونفّست همّي وفرّجت غمّي وأصلحت حالي»، وتدعو بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك.
ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول مئة مرّة في سجودك: «يا محمّد يا عليّ يا عليّ يا محمّد، اكفياني فإنّكما كافياي، وانصراني فإنّكما ناصراي»، وتضع خدّك الأيسر على الأرض وتقول مئة مرّة: «أدركني»، وتكرّرها كثيراً وتقول: «الغوث الغوث»، حتّى ينقطع نفسك وترفع رأسك فإنّ اللّه‏ بكرمه يقضي حاجتك إن شاء اللّه‏ تعالى.
فلمّا شغلت بالصّلاة والدعاء خرج، فلمّا فرغت خرجت لاِبنِ جعفر۱ لِأسأله عنِ الرّجلِ وكيف دخل؟ فرأيت الأبواب على حالها مغلّقةً مقفّلةً، فعجبت من ذلك وقلت: لعلّه بابٌ هاهنا ولم أعلم، فأنبهت، ابن جعفر القيّم، فخرج إليّ من بيت

1.. هو ابن جعفر القيّم المتولّي للحضرة الشريفة الذي مرّ ذكره في بداية الخبر .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
306

التّلّعكبريّ۱، قال: حدّثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب، قال:۲
تقلّدت عملاً من أبي منصور بن صالحان۳، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري، فطلبني وأخافني، فمكثت مستتراً خائفاً، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، و اعتمدت المبيت هناك للدّعاء والمسألة، وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت ابن جعفر القيّم أن يغلق الأبواب وأن يجتهد في خلوة الموضع ؛ لِأخلو بِما اريده مِن الدعاءِ والمسألةِ وآمن من دخول إنسان ممّا لم آمنه وخفت من لقائي له. ففعل وقفّل الأبواب، وانتصف اللّيل وورد من الرّيح والمطر ما قطع النّاس عن الموضع، ومكثت أدعو وأزور واصلّي.
فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطأةً عند مولانا موسى عليه‏السلام، وإذا رجلٌ يزور، فسلّم على آدم واولي العزم عليهم‏السلام، ثمّ الأئمّة واحداً واحداً، إلى أن انتهى إلى صاحب الزّمان عليه‏السلام (فلم يذكره)، فعجبت من ذلك وقلت: لعلّه نسي أو لم يعرف، أو هذا مذهبٌ لهذا الرّجل.

1.. محمّد بن هارون بن موسى التلّعُكبريّ حيّاً سنة ۴۱۰ه ، سكن بغداد ، وقال النجاشيّ في ترجمة والده هارونبن موسى : «كنت أحضر في داره مع ابنه أبي جعفر ، والناس يقرؤون عليه» (رجال النجاشيّ : ج ۲ ص ۴۰۷ الرقم ۱۱۸۵ ، رجال الطوسيّ : ص ۴۴۹ الرقم ۶۳۸۶ ، أمل الآمل : ج ۲ ص ۳۵۱ الرقم ۱۰۸۷ وراجع منتخب الأثر : ص ۴۱۸) .

2.. هناك احتمال بوقع هذه الحادثة في زمان الغيبة الصغرى أو أوائل الغيبة الكبرى .

3.. أبو منصور محمّد بن حسن بن صالحان ت ۴۱۶ ق كان وزيراً لمشرف الدوله أبي الفوارس بن عضد الدولة ، وتوفّي عن عمر يناهز الستّة والسبعين (راجع : الكامل في التاريخ : ج ۶ ص ۲۰ والمنتظم : ج ۱۵ ص ۱۷۳ والبداية و النهاية : ج ۱۲ ص ۱۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12481
صفحه از 458
پرینت  ارسال به