31
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

تَشاجَرَ ابنُ أبي غانِمٍ القَزوِينِيُّ۱ وجَماعَةٌ مِنَ الشّيعَةِ فِي الخَلَفِ، فَذَكَرَ ابنُ أبي غانِمٍ: أنَّ أبا مُحَمَّدٍ عليه‏السلام مَضى ولا خَلَفَ لَهُ، ثُمَّ إنَّهُم كَتَبوا في ذلِكَ كِتابا وأَنفَذوهُ إلَى النّاحِيَةِ، وأَعلَموهُ بِما تَشاجَروا فيهِ، فَوَرَدَ جَوابُ كِتابِهِم بِخَطِّهِ عَلَيهِ وعَلى آبائِهِ السَّلامُ:
«بِسمِ اللّه‏ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، عافانَا اللّه‏ُ وإيّاكُم مِنَ الضَّلالَةِ وَالفِتَنِ، ووَهَبَ لَنا ولَكُم روحَ اليَقينِ، وأَجارَنا وإيّاكُم مِن سوءِ المُنقَلَبِ، إنَّهُ اُنهِيَ إلَيَّ ارتِيابُ جَماعَةٍ مِنكُم فِي الدّينِ، وما دَخَلَهُم مِنَ الشَّكِّ وَالحَيرَةِ في وُلاةِ اُمورِهِم، فَغَمَّنا ذلِكَ لَكُم لا لَنا، وساءَنا فيكُم لا فينا ؛ لِأَنَّ اللّه‏َ مَعَنا ولا فاقَةَ بِنا إلى غَيرِهِ، وَالحَقُّ مَعَنا فَلَن يوحِشَنا مَن قَعَدَ عَنّا، ونَحنُ صَنائِعُ رَبِّنا، وَالخَلقُ بَعدُ صَنائِعُنا.
يا هؤُلاءِ ! ما لَكُم فِي الرَّيبِ تَتَرَدَّدونَ ؟ وفِي الحَيرَةِ تَنعَكِسونَ ؟ أوَما سَمِعتُمُ اللّه‏َ عز و جل يَقولُ: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ»۲ ؟ أوَما عَلِمتُم ما جاءَت بِهِ الآثارُ مِمّا يَكونُ ويَحدُثُ في أئِمَّتِكُم عَنِ الماضينَ وَالباقينَ مِنهُم عليهم‏السلام ؟ أوَما رَأَيتُم كَيفَ جَعَلَ اللّه‏ُ لَكُم مَعاقِلَ تَأوونَ إلَيها، وأَعلاما تَهتَدونَ بِها، مِن لَدُن آدَمَ عليه‏السلام إلى أن ظَهَرَ الماضي عليه‏السلام ؟ كُلَّما غابَ عَلَمٌ بَدا عَلَمٌ، وإذا أفَلَ نَجمٌ طَلَعَ نَجمٌ، فَلَمّا قَبَضَهُ اللّه‏ُ إلَيهِ ظَنَنتُم أنَّ اللّه‏َ تَعالى أبطَلَ دينَهُ، وقَطَعَ السَّبَبَ بَينَهُ وبَينَ خَلقِهِ، كَلاّ ما كانَ ذلِكَ ولا يَكونُ حَتّى تَقومَ السّاعَةُ، ويَظهَرَ أمرُ اللّه‏ِ سُبحانَهُ وهُم كارِهونَ.
وإنَّ الماضِيَ عليه‏السلام مَضى سَعيدا فَقيدا عَلى مِنهاجِ آبائِهِ عليهم‏السلام حَذوَ النَّعلِ بِالنَّعلِ، وفينا

1.. أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه‏ بن أبي غانم القزوينيّ راجع : مستدركات علم رجال الحديث : ج ۷ ص ۱۶۴ الرقم ۱۳۶۶۶ .

2.. النساء : ۵۹ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
30

۱ / ۴

خَتمُ النُّبُوَّةِ ومَبادِئُ عِلمِ الإِمامِ

۶۶۲.دلائل الإمامة: قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِيُّ: كَتَبتُ إلَيهِ أسأَ لُهُ عَمّا عِندَكَ مِنَ العُلومِ، فَوَقَّعَ عليه‏السلام:
«عِلمُنا عَلى ثَلاثَةِ أوجُهٍ: ماضٍ، وغابِرٍ۱، وحادِثٍ ؛ أمَّا الماضي فَتَفسيرٌ، وأَمَّا الغابِرُ فَمَوقوفٌ۲، وأَمَّا الحادِثُ فَقَذفٌ فِي القُلوبِ ونَقرٌ فِي الأَسماعِ، وهُوَ أفضَلُ عِلمِنا، ولا نَبِيَّ بَعدَ نَبِيِّنا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله».۳

۱ / ۵

رَدُّ مَن زَعَمَ أنَّ أبا مُحَمَّدٍ العَسكَرِيَّ مَضى ولا خَلَفَ لَهُ

۶۶۳.الغيبة للطوسي: أخبَرَني جَماعَةٌ، عَن أبي مُحَمَّدٍ التَّلَّعُكبَرِيِّ، عَن أحمَدَ بنِ عَلِيٍّ الرّازِيِّ، عَنِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ القُمِّيِّ، قالَ: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بُنانٍ الطَّلحِيُّ الآبِيُّ، عَن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبدَةَ النَّيسابورِيِّ، قالَ: حَدَّثَني عَلِيُّ بنُ إبراهيمَ الرّازِيُّ، قالَ: حَدَّثَنِي الشَّيخُ المَوثوقُ بِهِ (أبو عَمرٍو العَمرِيُّ)۴ بِمَدينَةِ السَّلامِ، قالَ:

1.. الغابِرُ : الباقي (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۳۰۳ «غبر») .

2.. جاءت في الكافي ج ۱ ص ۲۶۴ ح ۱ و ج ۸ ص ۱۲۵ و بعض نسخه كلمة «مزبور» ـ بمعنى المكتوب ـ و «المرموز» أيضاً، و إذا أخذنا هذا بنظر الاعتبار و كذلك شرح الملاّ صالح المازندرانيّ على الكافي (ج ۳ ص ۱۲۷ و ج ۱۲ ص ۷۶)، فإنّ المجموعات الثلاثة لعلم الأئمّة، تعني العلم بالماضي عن طريق وراثة العلم من النبيّ الأعظم ، و العلم بالوقائع الجارية بامتلاك كتاب عليّ عليه‏السلام و علم فاطمة عليهاالسلام المكتوب ، و العلم بحوادث الوجود و تغيّراته عن طريق الإلهام الربّانيّ و تحدّث ملائكة اللّه‏ معهم ؛ و هو أفضل علومهم و لأنه يمثل درجة رفيعة، وقد نَوّه الإمام مباشرة بإنّه لا يعني النبوة.

3.. دلائل الإمامة : ص ۵۲۴ ح ۴۹۵ .

4.. ما بين القوسين ليس في المصدر ، وأثبتناه من الاحتجاج .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12082
صفحه از 458
پرینت  ارسال به