محمّد بن عليّ الشجاعيّ الكاتب، عن أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم النّعمانيّ، عن يوسف بن أحمد ـ محمّد خ ل ـ الجعفريّ، قال:
حججت سنة ستّ وثلاثمئة، وجاورت بمكّة تلك السنة وما بعدها إلى سنة تسع وثلاثمئة، ثمّ خرجت عنها منصرفاً إلى الشام، فبينا أنا في بعض الطّريق وقد فاتتني صلاة الفجر، فنزلت من المحمل وتهيّأت للصّلاة، فرأيت أربعة نفر في محمل، فوقفت أعجب منهم، فقال أحدهم: ممّ تعجب ؟ تركت صلاتك وخالفت مذهبك، فقلت للّذي يخاطبني: وما علمك بمذهبي ؟ فقال: تحبّ أن ترى صاحب زمانك ؟ قلت: نعم، فأومأ إلى أحد الأربعة، فقلت (له): إنّ له دلائل وعلامات، فقال: أيّما أحبّ إليك أن ترى: الجمل وما عليه صاعداً إلى السماء، أو ترى المحمل صاعداً إلى السماء ؟ فقلت: أيّهما كان فهي دلالةٌ، فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء، وكان الرّجل أومأ إلى رجل به سمرةٌ وكان لونه الذهب، بين عينيه سجّادةٌ.۱
۲ / ۳۱
رجُلٌ من بني راشد
۸۰۹.الشيخ الصدوق: سمعنا شيخاً من أصحاب الحديث يقال له أحمد بن فارس الأديب۲ يقول: سمعت بهمدان حكايةً حكيتها كما سمعتها لبعض إخواني، فسألني أن اثبتها له بخطّي، ولم أجد إلى مخالفته سبيلاً، وقد كتبتها وعهدتها على من حكاها:
1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۲۵۷ ح ۲۲۵ ، الخرائج والجرائح : ج۱ ص ۴۶۶ ح ۱۳ ، الثاقب في المناقب : ص ۶۱۴ ح۵۶۲ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۵ ح ۳ .
2.. أحمد بن فارس هو من كبار أهل الحديث ، ومن مشايخ الشيخ الصدوق ، والظاهر أنّه بعينه أحمد بن فارس بن زكريّا الرازي القزوينيّ ۳۲۹ ـ ۳۹۵ه ، والذي هو من كبار علماء النحو وكان استاذاً للصاحب بن عبّاد والذي الّف لأجله كتاب فقه اللغة . وتوفّي في الريّ (أعيان الشيعة : ج ۳ ص ۶۰ ، معجم رجال الحديث : ج ۲ ص ۱۹۸ الرقم۷۴۹ ـ ۷۵۰ ، الأعلام : ج ۱ ص۱۹۳) .