نورا ساطِعا، وشِهابا لامِعا، وقَمَرا زاهِرا.
ثُمَّ اختارَ اللّهُ عز و جل لَهُ ما عِندَهُ، فَمَضى عَلى مِنهاجِ آبائِهِ عليهمالسلام حَذوَ النَّعلِ بِالنَّعلِ، عَلى عَهدٍ عَهِدَهُ، ووَصِيَّةٍ أوصى بِها إلى وَصِيٍّ سَتَرَهُ اللّهُ عز و جل بِأَمرِهِ إلى غايَةٍ، وأَخفى مَكانَهُ بِمَشيئَتِهِ لِلقَضاءِ السّابِقِ وَالقَدَرِ النّافِذِ، وفينا مَوضِعُهُ ولَنا فَضلُهُ، ولو قَد أذِنَ اللّهُ عز و جل فيما قَد مَنَعَهُ عَنهُ، وأَزالَ عَنهُ ما قَد جَرى بِهِ مِن حُكمِهِ، لَأَراهُمُ الحَقَّ ظاهِرا بِأَحسَنِ حِليَةٍ، وأَبيَنِ دَلالَةٍ، وأَوضَحِ عَلامَةٍ، ولَأَبانَ عَن نَفسِهِ وقامَ بِحُجَّتِهِ.
ولكِنَّ أقدارَ اللّهِ عز و جل لا تُغالَبُ، وإرادَتَهُ لا تُرَدُّ، وتَوفيقَهُ لا يُسبَقُ، فَليَدَعوا عَنهُمُ اتِّباعَ الهَوى، وَليُقيموا عَلى أصلِهِمُ الَّذي كانوا عَلَيهِ، ولا يَبحَثوا عَمّا سَتَرَ عَنهُم فَيَأثَموا، ولا يَكشِفوا سِترَ اللّهِ عز و جل فَيَندَموا، وَليَعلَموا أنَّ الحَقَّ مَعَنا وفينا لا يَقولُ ذلِكَ سِوانا إلاّ كَذّابٌ مُفتَرٍ، ولا يَدَّعيهِ غَيرُنا إلاّ ضالٌّ غَوِيٌّ، فَليَقتَصِروا مِنّا عَلى هذِهِ الجُملَةِ دونَ التَّفسيرِ، ويَقنَعوا مِن ذلِكَ بِالتَعريضِ دونَ التَّصريحِ إن شاءَ اللّهُ».۱
۶۶۱.كمال الدين: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ رضىاللهعنه، عَن سَعدِ بنِ عَبدِ اللّهِ، عَن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الرّازِيِّ المَعروفِ بِعَلاّنٍ الكُلَينِيِ، قالَ: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ جَبرَئيلَ الأَهوازِيُّ، عَن إبراهيمَ ومُحَمَّدٍ ابنَيِ الفَرَجِ، عَن مُحَمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ مَهزِيارَ: أنَّهُ وَرَدَ العِراقَ شاكّا مُرتادا۲ فَخَرَجَ إلَيهِ:
«قُل لِلمَهزِيارِيِّ: قَد فَهِمنا ما حَكَيتَهُ عَن مَوالينا بِناحِيَتِكُم، فَقُل لَهُم: أما سَمِعتُمُ اللّهَ عز و جل يَقولُ: «يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ»، هَل أمرٌ إلاّ بِما هُوَ كائِنٌ إلى يَومِ القِيامَةِ ؟ ألَم تَرَوا أنَّ اللّهَ عز و جل جَعَلَ لَكُم مَعاقِلَ تَأوونَ إلَيها، وأَعلاما تَهتَدونَ بِها مِن لَدُن آدَمَ عليهالسلام إلى أن ظَهَرَ الماضي أبو مُحَمَّدٍ عليهالسلام ؟ كُلَّما غابَ عَلَمٌ بَدا عَلَمٌ، وإذا أفَلَ نَجمٌ طَلَعَ نَجمٌ، فَلَمّا قَبَضَهُ اللّهُ إلَيهِ ظَنَنتُم أنَّ اللّهَ عز و جل قَد قَطَعَ