283
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

فلان، أجيبوا مولاكم. قال: فقالوا: أنت مولانا؟ قال: معاذ اللّه‏، أنا عبد مولاكم، فسيروا إليه.
قالوا: فسرنا [إليه]معه حتّى دخلنا دار مولانا الحسن بن عليّ عليه‏السلام، فإذا ولده القائم سيّدنا عليه‏السلام قاعدٌ على سرير كأ نّه فلقة قمر، عليه ثيابٌ خضرٌ، فسلّمنا عليه فردّ علينا السلام، ثمّ قال: جملة المال كذا وكذا ديناراً، حمل فلانٌ كذا، (وحمل) فلانٌ كذا. ولم يزل يصف حتّى وصف الجميع، ثمّ وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدوابّ. فخررنا سجّداً للّه‏ِِ عز و جل شكراً لما عرّفنا، وقبّلنا الأرض بين يديه، وسألناه عمّا أردنا فأجاب، فحملنا إليه الأموال، وأمرنا القائم عليه‏السلام أن لا نحمل إلى سرّ من رأى بعدها شيئاً من المال، فإنّه ينصب لنا ببغداد رجلاً يحمل إليه الأموال ويخرج من عنده التّوقيعات.
قالوا: فانصرفنا من عنده، ودفع إلى أبي العبّاس محمّد بن جعفر القمّيّ الحميريّ شيئاً من الحنوط والكفن، فقال له: أعظم اللّه‏ أجرك في نفسك. قال: فما بلغ أبو العبّاس عقبة همدان حتّى توفّي رحمه اللّه‏. وكان بعد ذلك نحمل الأموال إلى بغداد إلى النّوّاب المنصوبين بها، ويخرج من عندهم التّوقيعات.۱

۲ / ۲۶

مُحمّدُ بنُ عبد اللّه‏ شيخٌ من قُمّ في مصر

۸۰۳.الشيخ الطوسيّ: وبهذا الإسناد عن أحمد بن عليّ الرّازيّ، قال: حدّثني محمّد بن عليّ، عن محمّد بن أحمد بن خلف، قال:
نزلنا مسجداً في المنزل المعروف بالعبّاسيّة ـ على مرحلتين من فسطاط مصر ـ

1.. كمال الدين : ص ۴۷۶ ح ۲۶ ، الخرائج و الجرائح : ج ۳ ص ۱۱۰۴ ح ۲۴ ، السلطان المفرّج عن أهل الإيمان :ص ۶۵ ح ۱۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۴۷ ح ۳۴ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
282

كذا، ومن عند فلان كذا، حتّى يأتي على أسماء النّاس كلّهم، ويقول ما على الخواتيم من نقش. فقال جعفرٌ: كذبتم، تقولون على أخي ما لا يفعله، هذا علم الغيب ولا يعلمه إلاّ اللّه‏!
قال: فلمّا سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض فقال لهم: احملوا هذا المال إليّ، قالوا: إنّا قومٌ مستأجرون وكلاء لِأربابِ المالِ، ولا نسلّم المال إلاّ بالعلامات الّتي كنّا نعرفها من سيّدنا الحسن بن عليّ عليه‏السلام، فإن كنت الإمام فبرهن لنا، وإلاّ رددناها إلى أصحابها يرون فيها رأيهم.
قال: فدخل جعفرٌ على الخليفة ـ وكان بسرّ من رأى ـ فاستعدى عليهم، فلمّا احضروا قال الخليفة: احملوا هذا المال إلى جعفر. قالوا: أصلح اللّه‏ أمير المؤمنين، إنّا قومٌ مستأجرون وكلاء لِأربابِ هذِهِ الأموالِ، وهِي وداعةٌ لجماعة وأمرونا بأن لا نسلّمها إلاّ بعلامة ودلالة، وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمّد الحسن بن عليّ عليه‏السلام. فقال الخليفة: فما كانت العلامة الّتي كانت مع أبي محمّد؟ قال القوم: كان يصف لنا الدنانير وأصحابها والأموال وكم هي، فإذا فعل ذلك سلّمناها إليه وقد وفدنا إليه مراراً فكانت هذه علامتنا معه ودلالتنا، وقد مات، فإن يكن هذا الرّجل صاحب هذا الأمر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه، وإلاّ رددناها إلى أصحابها.
فقال جعفرٌ: يا أمير المؤمنين، إنّ هؤاء قومٌ كذّابون يكذبون على أخي، وهذا علم الغيب! فقال الخليفة: القوم رسلٌ، وما على الرّسول إلاّ البلاغ المبين. قال: فبهت جعفرٌ ولم يردّ جواباً.
فقال القوم: يتطوّل أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتّى نخرج من هذه البلدة؟ قال: فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها. فلمّا أن خرجوا من البلد خرج إليهم غلامٌ أحسن النّاس وجهاً كأ نّه خادمٌ، فنادى: يا فلان بن فلان ويا فلان بن

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12448
صفحه از 458
پرینت  ارسال به