على واد عظيم مثل الكافور، فأمدّ عيني فإذا ببيت من الشعر يتوقّد نورا، قال: المح هل ترى شيئا ؟ قلت: أرى بيتا من الشعر، فقال: الأمل. وانحطّ في الوادي واتّبعت الأثر، حتّى إذا صرنا بوسط الوادي نزل عن راحلته وخلاّها، ونزلت عن مطيّتي، وقال لي: دعها، قلت: فإن تاهت ؟ قال: هذا واد لا يدخله إلاّ مؤمنٌ ولا يخرج منه إلاّ مؤمنٌ. ثمّ سبقني ودخل الخباء، وخرج إليّ مسرعا، وقال: أبشر، فقد أذن لك بالدّخول.
فدخلت فإذا البيت يسطع من جانبه النّور، فسلّمت عليه بالإمامة، فقال لي: يا أبا الحسن، قد كنّا نتوقّعك ليلاً ونهارا، فما الّذي أبطأ بك علينا ؟ قلت: يا سيّدي، لم أجد من يدلّني إلى الآن. قال لي: لم تجد أحدا يدلّك ؟! ثمّ نكث بإصبعه في الأرض، ثمّ قال: لا ولكنّكم كثّرتم الأموال، وتجبّرتم على ضعفاء المؤمنين، وقطعتم الرّحم الّذي بينكم، فأيّ عذر لكم الآن ؟ فقلت: التّوبة التّوبة، الإقالة الإقالة.
ثمّ قال: يابن المهزيار، لولاَ استغفار بَعضكم لبَعض لَهَلَكَ من عليها، إلاّ خواصّ الشيعة الّذين تشبه أقوالهم أفعالهم.۱
۲ / ۲۳
الكابُليّ۲
۸۰۰.الشيخ الصدوق: قال محمّد بن شاذان: عن الكابليّ، وقد كنت رأيته عند أبي سعيد، فذكر أنّه خرج من كابل مرتاداً طالباً وأنّه وجد صحّة هذا الدّين في الإنجيل وبه