279
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

على واد عظيم مثل الكافور، فأمدّ عيني فإذا ببيت من الشعر يتوقّد نورا، قال: المح هل ترى شيئا ؟ قلت: أرى بيتا من الشعر، فقال: الأمل. وانحطّ في الوادي واتّبعت الأثر، حتّى إذا صرنا بوسط الوادي نزل عن راحلته وخلاّها، ونزلت عن مطيّتي، وقال لي: دعها، قلت: فإن تاهت ؟ قال: هذا واد لا يدخله إلاّ مؤمنٌ ولا يخرج منه إلاّ مؤمنٌ. ثمّ سبقني ودخل الخباء، وخرج إليّ مسرعا، وقال: أبشر، فقد أذن لك بالدّخول.
فدخلت فإذا البيت يسطع من جانبه النّور، فسلّمت عليه بالإمامة، فقال لي: يا أبا الحسن، قد كنّا نتوقّعك ليلاً ونهارا، فما الّذي أبطأ بك علينا ؟ قلت: يا سيّدي، لم أجد من يدلّني إلى الآن. قال لي: لم تجد أحدا يدلّك ؟! ثمّ نكث بإصبعه في الأرض، ثمّ قال: لا ولكنّكم كثّرتم الأموال، وتجبّرتم على ضعفاء المؤمنين، وقطعتم الرّحم الّذي بينكم، فأيّ عذر لكم الآن ؟ فقلت: التّوبة التّوبة، الإقالة الإقالة.
ثمّ قال: يابن المهزيار، لولاَ استغفار بَعضكم لبَعض لَهَلَكَ من عليها، إلاّ خواصّ الشيعة الّذين تشبه أقوالهم أفعالهم.۱

۲ / ۲۳

الكابُليّ۲

۸۰۰.الشيخ الصدوق: قال محمّد بن شاذان: عن الكابليّ، وقد كنت رأيته عند أبي سعيد، فذكر أنّه خرج من كابل مرتاداً طالباً وأنّه وجد صحّة هذا الدّين في الإنجيل وبه

1.. دلائل الإمامة : ص ۵۳۹ ح ۵۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۰۴ ح ۱۳۱ وراجع مختصر بصائر الدرجات :ص ۱۷۷ .

2.. الكابلي لم يذكروه . والظاهر هو رفيق أبي سعيد .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
278

فانثنى إليّ وقال: من أين الرّجل ؟ قلت: من العراق، قال: من أيّ العراق ؟ قلت: من الأهواز، فقال: أتعرف الخصيبيّ،
قلت: نعم، قال: رحمه اللّه‏، فما كان أطول ليله، وأكثر نيله، وأغزر دمعته ! قال: فابن المهزيار ؟ قلت: أنا هو، قال: حيّاك اللّه‏ بالسّلام أبا الحسن.
ثمّ صافحني وعانقني، وقال: يا أبا الحسن، ما فعلت العلامة الّتي بينك وبين الماضي أبي محمّد نضّر اللّه‏ وجهه ؟ قلت: معي. وأدخلت يدي إلى جيبي وأخرجت خاتما عليه: محمّدٌ وعليٌّ، فلمّا قرأه استعبر حتّى بلّ طمره الّذي كان على يده، وقال: يرحمك اللّه‏ أبا محمّد، فإنّك زين الامّة، شرّفك اللّه‏ بالإمامة، وتوّجك بتاج العلم والمعرفة، فإنّا إليكم صائرون.
ثمّ صافحني وعانقني، ثمّ قال: ما الّذي تريد يا أبا الحسن ؟ قلت: الإمام المحجوب عن العالم، قال: ما هو محجوبٌ عنكم، ولكن حجبه سوء أعمالكم، قم إلى رحلك، وكن على اهبة من لقائه ؛ إذا انحطّت الجوزاء۱ وأزهرت نجوم السماء فها أنا لك بين الرّكن والصفا. فطابت نفسي وتيقّنت أنّ اللّه‏ فضّلني.
فما زلت أرقب الوقت حتّى حان، وخرجت إلى مطيّتي، واستويت على رحلي، واستويت على ظهرها، فإذا أنا بصاحبي ينادي: إليّ يا أبا الحسن. فخرجت فلحقت به، فحيّاني بالسّلام، وقال: سر بنا يا أخي. فما زال يهبط واديا ويرقى ذروة جبل، إلى أن علّقنا على الطّائف، فقال: يا أبا الحسن، انزل بنا نصلّي باقي صلاة اللّيل. فنزلت، فصّلى بنا الفجر ركعتين، قلت: فالرّكعتين الاوليين ؟ قال: هما من صلاة اللّيل، وأوتر فيهما، والقنوت في كلّ صلاة جائزٌ.
وقال: سر بنا يا أخي. فلم يزل يهبط بي واديا ويرقى بي ذروة جبل حتّى أشرفنا

1.. من بروج السماء .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12056
صفحه از 458
پرینت  ارسال به