الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر لزيق جبل طالقان، فيكون بينه وبين المروزيّ وقعةٌ صيلمانيّةٌ يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير، ويظهر القتل بينهما، فعندها توقّعوا خروجه إلى الزّوراء، فلا يلبث بها حتّى يوافي باهات، ثمّ يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنةً أو دونها، ثمّ يخرج إلى كوفان، فيكون بينهم وقعةٌ من النّجف إلى الحيرة إلى الغريّ، وقعةٌ شديدةٌ تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين، وعلى اللّه حصاد الباقين. ثمّ تلا قوله تعالى: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم «أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ»۱.
فقلت: سيّدي يابن رسول اللّه، ما الأمر ؟ قال: نحن أمر اللّه وجنوده. قلت: سيّدي يابن رسول اللّه، حان الوقت ؟ قال: و «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انشَقَّ الْقَمَرُ»۲.۳
۷۹۹.محمّد بن جرير الطبري: روى أبو عبد اللّه محمّد بن سهل الجلوديّ، قال: حدّثنا أبو الخير أحمد بن محمّد بن جعفر الطّائيّ الكوفيّ في مسجد أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهالسلام، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن يحيى الحارثيّ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازيّ، قال:
خرجت في بعض السّنين حاجّا إذ دخلت المدينة وأقمت بها أيّاما، أسأل وأستبحث عن صاحب الزّمان عليهالسلام، فما عرفت له خبرا، ولا وقعت لي عليه عينٌ، فاغتممت غمّا شديدا، وخشيت أن يفوتني ما أمّلته من طلب صاحب الزّمان عليهالسلام. فخرجت حتّى أتيت مكّة، فقضيت حجّتي واعتمرت بها اسبوعا، كلّ ذلك أطلب، فبينا أنا افكّر إذ انكشف لي باب الكعبة، فإذا أنا بإنسان كأ نّه غصن بان، متّزرٌ ببردة، متّشحٌ باخرى، قد كشف عطف بردته على عاتقه، فارتاح قلبي وبادرت لقصده،