277
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر لزيق جبل طالقان، فيكون بينه وبين المروزيّ وقعةٌ صيلمانيّةٌ يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير، ويظهر القتل بينهما، فعندها توقّعوا خروجه إلى الزّوراء، فلا يلبث بها حتّى يوافي باهات، ثمّ يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنةً أو دونها، ثمّ يخرج إلى كوفان، فيكون بينهم وقعةٌ من النّجف إلى الحيرة إلى الغريّ، وقعةٌ شديدةٌ تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين، وعلى اللّه‏ حصاد الباقين. ثمّ تلا قوله تعالى: بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحيم «أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ»۱.
فقلت: سيّدي يابن رسول اللّه‏، ما الأمر ؟ قال: نحن أمر اللّه‏ وجنوده. قلت: سيّدي يابن رسول اللّه‏، حان الوقت ؟ قال: و «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انشَقَّ الْقَمَرُ»۲.۳

۷۹۹.محمّد بن جرير الطبري: روى أبو عبد اللّه‏ محمّد بن سهل الجلوديّ، قال: حدّثنا أبو الخير أحمد بن محمّد بن جعفر الطّائيّ الكوفيّ في مسجد أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه‏السلام، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن يحيى الحارثيّ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازيّ، قال:
خرجت في بعض السّنين حاجّا إذ دخلت المدينة وأقمت بها أيّاما، أسأل وأستبحث عن صاحب الزّمان عليه‏السلام، فما عرفت له خبرا، ولا وقعت لي عليه عينٌ، فاغتممت غمّا شديدا، وخشيت أن يفوتني ما أمّلته من طلب صاحب الزّمان عليه‏السلام. فخرجت حتّى أتيت مكّة، فقضيت حجّتي واعتمرت بها اسبوعا، كلّ ذلك أطلب، فبينا أنا افكّر إذ انكشف لي باب الكعبة، فإذا أنا بإنسان كأ نّه غصن بان، متّزرٌ ببردة، متّشحٌ باخرى، قد كشف عطف بردته على عاتقه، فارتاح قلبي وبادرت لقصده،

1.. يونس : ۲۴ .

2.. القمر : ۱ .

3.. كمال الدين : ص ۴۶۵ ح ۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۴۲ ح ۳۲ وراجع كمال الدين : ص ۴۴۵ ح ۱۹ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
276

العشب والكلاَء، فَقالَ لي: هل ترى في أعلاها شيئاً ؟ فلمحت فإذا أنا بكثيب من رمل فوق بيت من شعر يتوقّد نوراً، فقال لي: هل رأيت شيئاً ؟ فقلت: أرى كذا وكذا، فقال لي: يابن مهزيار، طب نفساً وقرّ عيناً ؛ فإنّ هناك أمل كلّ مؤّل.
ثمّ قال لي: انطلق بنا. فسار وسرت حتّى صار في أسفل الذّروة، ثمّ قال: انزل فهاهنا يذلّ لك كلّ صعب. فنزل ونزلت حتّى قال لي: يابن مهزيار، خلّ عن زمام الرّاحلة، فقلت: على من اخلّفها وليس هاهنا أحدٌ؟! فقال: إنّ هذا حرمٌ لا يدخله إلاّ وليٌّ ولا يخرج منه إلاّ وليٌّ. فخلّيت عن الرّاحلة، فسار وسرت، فلمّا دنا من الخباء سبقني وقال لي: قف هناك إلى أن يؤن لك، فما كان إلاّ هنيئةً فخرج إليّ وهو يقول: طوبى لك قد اعطيت سؤك.
قال: فدخلت عليه صلوات اللّه‏ عليه وهو جالسٌ على نمط عليه نطع أديم أحمر، متّكئٌ على مسورة أديم، فسلّمت عليه وردّ عليّ السلام، ولمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق ولا بالنّزق۱، ولا بالطّويل الشامخ ولا بالقصير اللاّصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزجّ الحاجبين، أدعج العينين، أقنى الأنف، سهل الخدّين، على خدّه الأيمن خالٌ. فلمّا أن بصرت به حار عقلي في نعته وصفته.
فقال لي: يابن مهزيار، كيف خلّفت إخوانك في العراق ؟ قلت: في ضنك عيش وهناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان، فقال: قاتلهم اللّه‏ أنّى يؤكون، كأنّي بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربّهم ليلاً ونهاراً. فقلت: متى يكون ذلك يابن رسول اللّه‏ ؟ قال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة بأقوام لا خلاق لهم، واللّه‏ ورسوله منهم براءٌ، وظهرت الحمرة في السماء ثلاثاً، فيها أعمدةٌ كأعمدة اللّجين تتلَألَأ نوراً، ويَخرج السروسيّ من أرمينيّةَ وآذربيجان يريد وراء الرّيّ الجبل

1.. في المصدر : «بالبزق» ، وهو تصحيف ظاهر ، والتصويب من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12485
صفحه از 458
پرینت  ارسال به