269
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

فقلت له: فبقيت واحدةٌ، فقال لي: هات، قلت: فالاسم ؟ قال: محرّمٌ عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي، فليس لي أن احلّل ولا احرّم، ولكن عنه عليه‏السلام، فإنّ الأمر عند السلطان أنّ أبا محمّد مضى ولم يخلّف ولدا، وقسّم ميراثه، وأخذه من لا حقّ له فيه۱، وهو ذا عياله يجولون۲ ليس أحدٌ يجسر أن يتعرّف إليهم أو ينيلهم شيئا، وإذا وقع الاسم وقع الطّلب، فاتّقوا اللّه‏ وأمسكوا عن ذلك.
قال الكلينيُ رحمه‏الله: وحدّثني شيخٌ من أصحابنا ـ ذهب عنّي اسمه ـ أنّ أبا عمرو سئل عند۳ أحمد بن إسحاق عن مثل هذا، فأجاب بمثل هذا.۴

۷۹۴.الشيخ الصدوق: حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن رضي اللّه‏ عنهما، قالا: حدّثنا عبد اللّه‏ بن جعفر الحميريّ، قال: كنت مع أحمد بن إسحاق عند العمريّ رضى‏الله‏عنه، فقلت للعمريّ: إنّي أسأ لك عن مسألة كما قال اللّه‏ عز و جل في قصّة إبراهيم: «قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى»۵، هل رأيت صاحبي ؟ فقال لي: نعم، وله عنقٌ مثل ذي ـ وأومأ بيديه جميعاً إلى عنقه ـ.
قال: قلت: فالاسم ؟ قال: إيّاك أن تبحث عن هذا، فإنّ عند القوم أنّ هذا النّسل قد انقطع.۶

۷۹۵.الشيخ الطوسيّ: وأخبرنا جماعةٌ، عن أبي محمّد هارون، عن محمّد بن همّام، عن عبد اللّه‏ بن جعفر، قال: حججنا في بعض السّنين بعد مضيّ أبي محمّد عليه‏السلام، فدخلت

1.. في الوافي ج ۲ ص ۳۹۸ : كناية عن عمّه الكذّاب .

2.. جال : إذا ذهب وجاء ( النهاية : ج ۱ ص ۳۱۷ « جول » ) .

3.. في المصدر : «عن» ، والتصويب من بحار الأنوار المنقول عنه .

4.. الكافي : ج ۱ ص ۳۲۹ ح ۱ سندان صحيحان من ثلاثة أسند ، الغيبة للطوسيّ : ص ۲۴۳ ح ۲۰۹ وص ۳۵۹ح ۳۲۲ ، إعلام الورى : ص ۲ ح ۲۱۸ كلّها بسند صحيح ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۴۷ وراجع الخرائج والجرائح : ج ۳ ص ۱۱۱۱ ح ۲۷ .

5.. البقرة : ۲۶۰ .

6.. كمال الدين : ص ۴۴۱ ح ۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۳ ح ۷ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
268

الحميريّ۱، قال: اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو رحمه‏الله۲ عند أحمد بن إسحاق، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف.
فقلت له: يا أبا عمرو، إنّي اُريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكّ فيما اريد أن أسألك عنه، فإنّ اعتقادي وديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، إلاّ إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك رفعت الحجّة واغلق باب التّوبة، فلم يك ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا۳، فاولئك أشرار من خلق اللّه‏ عز و جل، وهم الّذين تقوم عليهم القيامة۴، ولكنّي أحببت أن أزداد يقينا، وإنّ إبراهيم عليه‏السلام سأل ربّه عز و جل أن يريه كيف يحيي الموتى، «قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى»۵.
وقد أخبرني أبو عليّ أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن عليه‏السلام، قال: سألته وقلت: من اعامل ـ أو عمّن آخذ ـ ۶ وقول من أقبل ؟ فقال له: «العمريّ ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنّه الثّقة المأمون». وأخبرني أبو عليّ أنّه سأل أبا محمّد عليه‏السلام عن مثل ذلك، فقال له: «العمريّ وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان، وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنّهما الثّقتان المأمونان»، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.
قال: فخرّ أبو عمرو ساجدا وبكى، ثمّ قال: سل حاجتك ؛ فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمّد عليه‏السلام ؟ فقال: إي واللّه‏، ورقبته مثل ذا ـ وأومأ بيده ـ.

1.. راجع : ج ۲ ص ۳۶۷ ح ۶۱۵ الهامش ۵ .

2.. في الخرائج : «أبو عمرو عثمان بن سعيد» .

3.. اقتباس من الآية ۱۵۸ من سورة الأنعام .

4.. أي : بعد موتهم بنفخ الصور تقوم القيامة مرآة العقول : ج ۴ ص ۶ .

5.. البقرة : ۲۶۰ .

6.. من اُعامل ؛ أي في اُمور الدين . أو عمّن آخذ؟ الترديد من الراوي مرآة العقول : ج ۴ ص ۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12450
صفحه از 458
پرینت  ارسال به