فلمّا بلغت قمّ وعندي أنّي اريد محاربة القوم، خرج إليّ أهلها وقالوا: كنّا نحارب من يجيئنا بخلافهم لنا، فأمّا إذا وافيت أنت فلا خلاف بيننا وبينك۱، ادخل البلدة فدبّرها كما ترى. فأقمت فيها زماناً، وكسبت أموالاً زائدةً على ما كنت أقدر.
ثمّ وشى القوّاد بي إلى السلطان، وحسدت على طول مقامي وكثرة ما اكتسبت، فعزلت ورجعت إلى بغداد، فابتدأت بدار السلطان وسلّمت عليه وأتيت إلى منزلي، وجاءني فيمن جاءني محمّد بن عثمان العمريّ، فتخطّى النّاس حتّى اتّكأ على تكأتي، فاغتظت من ذلك، ولم يزل قاعداً ما يبرح والنّاس داخلون وخارجون وأنا أزداد غيظاً.
فلمّا تصرّم (النّاس وخلاَ) المَجلس، دَنا إلَيّ وقالَ: بَيني وبينك سرٌّ فاسمعه، فقلت: قل، فقال: صاحب الشهباء والنّهر يقول قد وفينا بما وعدنا.
فذكرت الحديث وارتعت من ذلك، وقلت: السمع والطّاعة، فقمت فأخذت بيده ففتحت الخزائن، فلم يزل يخمّسها، إلى أن خمّس شيئاً كنت قد انسيته ممّا كنت قد جمعته، وانصرف، ولم أشكّ بعد ذلك وتحقّقت الأمر.
فأنا منذ سمعت هذا من عمّي أبي عبد اللّه زال ما كان اعترضني من شكّ.۲
۲ / ۱۸
رشيقٌ
۷۹۰.الشيخ الطوسيّ: وحدّث عن رشيق صاحب المادراي۳، قال: بعث إلينا المعتضد
1.. كان الحسين والحسن وسائر الاُمراء الحمدانيّين من الشيعة ، ولهذا فهم يشتركون مع أهل قم في المذهب م .
2.. الخرائج والجرائح : ج۱ ص ۴۷۲ ح ۱۷ ، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۲۹۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۵۶ ح ۴۰ .
3.. في بعض المصادر : «رشيق حاجب المادراني» ، ولعلّه هو أحمد بن الحسن المادراني راجع : ص ۱۷۷ ح ۷۱۵ الهامش ۳ وأعيان الشيعة : ج ۲ ص ۴۹۸ .