263
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

كنت ازري عليها إلى أن حضرت مجلس عمّي الحسين يوماً فأخذت أتكلّم في ذلك، فقال: يا بنيّ، قد كنت أقول بمقالتك هذه إلى أن ندبت لولاية قمّ حين استصعبت على السلطان۱، وكان كلّ من ورد إليها من جهة السلطان يحاربه أهلها، فسلّم إليّ جيشٌ وخرجت نحوها.
فلمّا بلغت إلى ناحية طزر۲ خرجت إلى الصيد، ففاتتني طريدةٌ، فاتّبعتها وأوغلت في أثرها حتّى بلغت إلى نهر فسرت فيه، وكلّما أسير يتّسع النّهر، فبينما أنا كذلك إذ طلع عليّ فارسٌ تحته شهباء، وهو متعمّمٌ بعمامة خزّ خضراء لا أرى منه إلاّ عينيه، وفي رجليه خفّان أحمران، فقال لي: يا حسين! فلا هو أمّرني ولا كنّاني، فقلت: ماذا تريد ؟ قال: لم تزري على النّاحية؟ ولم تمنع أصحابي خمس مالك؟
وكنت الرّجل الوقور الّذي لا يخاف شيئاً، فارعدت (منه) وتهيّبته، وقلت له: أفعل يا سيّدي ما تأمر به.
فقال: إذا مضيت إلى الموضع الّذي أنت متوجّهٌ إليه فدخلته عفواً وكسبت ما كسبته، تحمل خمسه إلى مستحقّه، فقلت: السمع والطّاعة.
فقال: امض راشداً. ولوى عنان دابّته وانصرف، فلم أدر أيّ طريق سلك، وطلبته يميناً وشمالاً فخفي عليّ أمره، وازددت رعباً، وانكفأت راجعاً إلى عسكري وتناسيت الحديث.

1.. المقتدر العبّاسيّ هامش الخرائج .

2.. في بعض المصادر : «طرز» و «طرّ» و «نهر» ، واختلف في مكانه ، يقال : مدينة في مرج القلعة بينها و بين سابلة خراسان مرحلة ، ويقال أيضاً : طرز محلّة بمرو ، و بإصفهان و بلد قرب أسبيجاب راجع : القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۸۰ ومعجم البلدان : ج ۵ ص ۱۰۱ ووفيات الأعيان : ج ۴ ص ۳۰۸ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
262

فأرشدني هداك اللّه‏.
قال: فناولني حصاةً، فحوّلت وجهي، فقال لي بعض جلسائه: ما الّذي دفع إليك ابن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؟ فقلت: حصاةٌ فكشفت عن يدي فإذا أنا بسبيكة من ذهب، (فذهبت) فإذا أنا به قد لحقني فقال: ثبتت عليك الحجّة وظهر لك الحقّ وذهب عنك العمى، أتعرفني ؟ فقلت: اللّهمّ لا، قال: (أنا) المهديّ، أنا قائم الزّمان، أنا الّذي أملؤا عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، إنّ الأرض لا تخلو من حجّة، ولا يبقى النّاس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل، وقد ظهر أيّام خروجي، فهذه أمانةٌ في رقبتك فحدّث بها إخوانك من أهل الحقّ.۱

۲ / ۱۷

الحُسينُ بنُ حمدان۲

۷۸۹.قطب الدين الراونديّ: ما روي عن أبي الحسن المسترقّ الضّرير: كنت يوماً في مجلس الحسن بن عبد اللّه‏ بن حمدان ناصر الدولة۳، فتذاكرنا أمر النّاحية، قال:

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۲۵۳ ح ۲۲۳ ، كمال الدين : ص ۴۴۴ ح ۱۸ ، الثاقب في المناقب : ص ۶۱۳ ح ۵۵۹ ، الخرائجوالجرائح : ج۲ ص ۷۸۴ ح ۱۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱ ح ۱ .

2.. الحسين بن حمدان بن حمدون التغلبيّ العدويّ : أحد الاُمراء الشجعان المقدّمين في العصر العبّاسيّ . وهو عمّسيف الدولة الحمدانيّ ، وأوّل من ظهر أمره من ملوك بني حمدان . وكان خلفاء بني العبّاس يعدّونه لكلّ مهمّ ، ولاّه المقتدر الحرب بقم وكاشان في سنة ستّ وتسعين ومئتين ، ثمّ إنّه ذُبح صبراً في حبس المقتدر في سنة ست وثلاثمئة راجع : أعيان الشيعة : ج ۵ ص ۴۹۱ الرقم۱۱۳۲ والعبر : ج ۱ ص ۴۳۱ و ۴۳۵ و ۴۴۴ و۴۵۱ والأعلام : ج ۲ ص ۲۳۶ .

3.. أبو محمّد الحسن بن أبي الهيجاء عبد اللّه‏ بن حمدان التغلبيّ العدويّ الحمدانيّ الملقّب ناصر الدولة ، من ملوك الدولة الحمدانيّة . كان صاحب الموصل ، واستمرّت إمارته اثنتين وثلاثين سنة ، وكان يداري بني بويه ، ويعتبر من أشهر اُمرائهم ، وشملت إمارته الموصل ونواحيها وكان جليلاً ممدوحاً ذائع الصيت ، وهو أخو سيف الدولة وأكبر منه سنّاً ، وله مكانة عظيمة في دولة بني العبّاس ، توفّي في سنة ۳۵۸ ه ، ودُفن بتلّ توبة شرقي الموصل .
راجع : أعيان الشيعة : ج ۵ ص ۱۳۶ ووفيات الأعيان : ج ۲ ص ۱۱۴ والكامل في التاريخ : ج ۵ ص ۳۶۰ والأعلام : ج ۲ ص ۱۹۵ وتاريخ الإسلام : ج ۲۶ ص ۱۷۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12443
صفحه از 458
پرینت  ارسال به