27
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث

وَالحُسَينِ عليهماالسلام، وإذا أذِنَ اللّه‏ُ لَنا فِي القَولِ ظَهَرَ الحَقُّ، وَاضمَحَلَّ الباطِلُ وَانحَسَرَ عَنكُم، وإلَى اللّه‏ِ أرغَبُ فِي الكِفايَةِ، وجَميلِ الصُّنعِ وَالوَلايَةِ، وحَسبُنَا اللّه‏ُ ونِعمَ الوَكيلُ، وصَلَّى اللّه‏ُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ».۱

۱ / ۳

الأَرضُ لا تَخلو مِنَ الحُجَّةِ

۶۶۰.كمال الدين: تَوقيعٌ مِن صاحِبِ الزَّمانِ عليه‏السلام كانَ خَرَجَ إلَى العَمرِيِّ وَابنِهِ رضى‏الله‏عنه، ما رَواهُ سَعدُ بنُ عَبدِ اللّه‏ِ، قالَ الشَّيخُ أبو عَبدِ اللّه‏ِ جَعفَرٌ رضى‏الله‏عنه: وَجَدتُهُ مُثبَتا عَنهُ رَحِمَهُ اللّه‏ُ:
«وَفَّقَكُمَا اللّه‏ُ لِطاعَتِهِ، وثَبَّتَكُما عَلى دينِهِ، وأَسعَدَكُما بِمَرضاتِهِ، انتَهى إلَينا ما ذَكَرتُما أنَّ الميثَمِيَّ أخبَرَكُما عَنِ المُختارِ ومُناظَراتِهِ مَن لَقِيَ، وَاحتِجاجِهِ بِأَنَّهُ لا خَلَفَ غَيرُ جَعفَرِ بنِ عَلِيٍّ، وتَصديقِهِ إيّاهُ، وفَهِمتُ جَميعَ ما كَتَبتُما بِهِ مِمّا قالَ أصحابُكُما عَنهُ، وأَنَا أعوذُ بِاللّه‏ِ مِنَ العَمى بَعدَ الجِلاءِ، ومِنَ الضَّلالَةِ بَعدَ الهُدى، ومِن موبِقاتِ الأَعمالِ ومُردِياتِ الفِتَنِ، فَإِنَّهُ عز و جل يَقولُ: «الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لاَ يُفْتَنُونَ»۲.
كَيفَ يَتَساقَطونَ فِي الفِتنَةِ، ويَتَرَدَّدونَ فِي الحَيرَةِ، ويَأخُذونَ يَمينا وشِمالاً، فارَقوا دينَهُم أمِ ارتابوا ؟ أم عانَدُوا الحَقَّ ؟ أم جَهِلوا ما جاءَت بِهِ الرِّواياتُ الصّادِقَةُ وَالأَخبارُ الصَّحيحَةُ ؟ أو عَلِموا ذلِكَ فَتَناسوا ما يَعلَمونَ ؟!
إنَّ الأَرضَ لا تَخلو مِن حُجَّةٍ، إمّا ظاهِرا وإمّا مَغمورا، أوَ لَم يَعلَمُوا انتِظامَ أئِمَّتِهِم بَعدَ نَبِيِّهِم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، واحِدا بَعدَ واحِدٍ إلى أن أفضَى الأَمرُ بِأَمرِ اللّه‏ِ عز و جل إلَى الماضِي ـ يَعنِي الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليه‏السلام ـ فَقامَ مَقامَ آبائِهِ عليهم‏السلام يَهدي إلَى الحَقِّ وإلى طَريقٍ مُستَقيمٍ، كانوا

1.. الغيبة للطوسي : ص ۲۸۷ ح ۲۴۶ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۵۳۸ ح ۳۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۱۹۳ ح ۲۱ .

2.. العنكبوت : ۱ و ۲ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
26

حِكمَتِهِ، ومَوضِعَ سِرِّهِ، وأَيَّدَهُم بِالدَّلائِلِ، ولَولا ذلِكَ لَكانَ النّاسُ عَلى سَواءٍ، ولاَدَّعى أمرَ اللّه‏ِ عز و جل كُلُّ أحَدٍ، ولَما عُرِفَ الحَقُّ مِنَ الباطِلِ، ولاَ العالِمُ مِنَ الجاهِلِ.
وقَدِ ادَّعى هذَا المُبطِلُ المُفتَري عَلَى اللّه‏ِ الكَذِبَ بِمَا ادَّعاهُ، فَلا أدري بِأَيَّةِ حالَةٍ هِيَ لَهُ رَجاءَ أن يَتِمَّ دَعواهُ، أبِفِقهٍ في دينِ اللّه‏ِ ؟ فَوَاللّه‏ِ، ما يَعرِفُ حَلالاً مِن حَرامٍ، ولا يُفَرِّقُ بَينَ خَطَأٍ وصَوابٍ ! أم بِعِلمٍ ؟ فَما يَعلَمُ حَقّا مِن باطِلٍ، ولا مُحكَما مِن مُتَشابِهٍ، ولا يَعرِفُ حَدَّ الصَّلاةِ ووَقتِها ! أم بِوَرَعٍ ؟ فَاللّه‏ُ شَهيدٌ عَلى تَركِهِ الصَّلاةَ الفَرضَ أربَعينَ يَوما، يَزعُمُ ذلِكَ لِطَلَبِ الشَّعوَذَةِ۱، ولَعَلَّ خَبَرَهُ قَد تَأَدّى إلَيكُم، وهاتيكَ ظُروفُ مُسكِرِهِ مَنصوبَةٌ، وآثارُ عِصيانِهِ للّه‏ِِ عز و جل مَشهورَةٌ قائِمَةٌ ! أم بِآيَةٍ ؟ فَليَأتِ بِها ! أم بِحُجَّةٍ ؟ فَليُقِمها ! أم بِدَلالَةٍ ؟ فَليَذكُرها !
قالَ اللّه‏ُ عز و جل في كِتابِهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * حم * تَنزِيلُ الْكِتَبِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * مَا خَلَقْنَا السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَ الَّذِينَ كَفَرُواْ عَمَّا أُنذِرُواْ مُعْرِضُونَ * قُلْ أَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِى مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِى السَّمَوَ تِ ائْتُونِى بِكِتَبٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ * وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَمَةِ وَ هُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَفِلُونَ * وَ إِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَاءً وَ كَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَفِرِينَ»۲.
فَالتَمِس ـ تَوَلَّى اللّه‏ُ تَوفيقَكَ ـ مِن هذَا الظّالِمِ ما ذَكَرتُ لَكَ، وَامتَحِنهُ وسَلهُ عَن آيَةٍ مِن كِتابِ اللّه‏ِ يُفَسِّرُها، أو صَلاةِ فَريضَةٍ يُبَيِّنُ حُدودَها وما يَجِبُ فيها ؟ لِتَعلَمَ حالَهُ ومِقدارَهُ، ويَظهَرَ لَكَ عُوارُهُ ونُقصانُهُ، وَاللّه‏ُ حَسيبُهُ. حَفِظَ اللّه‏ُ الحَقَّ عَلى أهلِهِ، وأَقَرَّهُ في مُستَقَرِّهِ، وقَد أبَى اللّه‏ُ عز و جل أن تَكونَ الإِمامَةُ في أخَوَينِ بَعدَ الحَسَنِ

1.. الشَّعوَذَةُ : خِفَّةٌ في اليد وأُخَذٌ ؛ كالسِّحر ، يُرَى الشيءُ بغير ما عليه أصله في رأي العين القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۵۵ «شعذ» .

2.. الأحقاف : ۱ ـ ۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثالث
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 12376
صفحه از 458
پرینت  ارسال به